من أجلك زهرتي .

أهم الأسئلة الشائعة حول مرض الذئبة الحمراء

هناك بعض الأمراض التي تعتبر هي الأكثر تعقيدًا وتأثيرًا على حياتنا، ومن بين هذه الأمراض مرض الذئبة الحمراء؛ حيث يعيش المرضى مع شعور دائم بالخوف والقلق من نتائج هذا المرض التي لا يمكن التنبؤ بها، ويتساءلون عما إذا كانت الحياة ستعود كما كانت من قبل أم لا؟

ولكن فهناك أمل دائمًا، ويجب ألا ننسى أن الأطباء والعلماء المتخصصون يعملون بجد؛ لفهم هذا المرض وإيجاد الحلول المناسبة له.

فما هو مرض الذئبة الحمراء؟ وما هي الأعراض التي يجب علينا أن نتوخى الحذر منها؟ وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها للوقاية منه ومعالجته؟ 

في هذا المقال المقدم من مجلة “زهرة”، سنقدم لك إجابات عن هذه الأسئلة وغيرها؛ حتى تتمكن من فهم مرض الذئبة الحمراء بشكلٍ أفضل وتستطيع الحفاظ على صحتك. 

ما هو مرض الذئبة الحمراء وكيف يظهر؟

يعد مرض الذئبة الحمراء مرض من أمراض المناعة الذاتية، وهو معروف علميًا بـ “Lupus”، ويُعرف بأنه مرض التهابي مزمن، يهاجم خلايا وأعضاء الجسم المختلفة، بما في ذلك الجلد والمفاصل، والقلب والكليتين، والرئتين وخلايا الدم.

وتظهر الذئبة في شكل طفح جلدي، يشبه أجنحة الفراشة ويكون بعرض الوجنتين، وعلى الرغم من أنه يمثل تحديًا صحيًا، إلا أن معظم المصابين به قادرون على الحصول على العلاج اللازم والاستمرار في حياتهم بشكل طبيعي.

أنواع الذئبة الحمراء 

هناك عدة أنواع من مرض الذئبة الحمراء، والتي يمكن أن تتفاوت في الأعراض والتأثير على الجسم، وتشمل:

1- الذئبة الحمامية الجهازية (SLE): هي الأكثر شيوعًا وخطورة، وهي تؤثر على العديد من أعضاء الجسم، منها “القلب، الرئتين، الكلى، الدم، الجلد والدماغ”.

أهم الأسئلة الشائعة حول مرض الذئبة الحمراء
أهم الأسئلة الشائعة حول مرض الذئبة الحمراء

2- الذئبة الحمامية الجلدية (Discoid): في هذا النوع تؤثر الذئبة على الجلد فقط، فيظهر طفح جلدي دائري على شكل “قرص”، وعادةً ما يظهر في أي منطقة بالجسم، لكنه يظهر بشكل كبير في فروة الرأس، والوجه والرقبة.

3- الذئبة الناجمة عن تناول الأدوية (DIL): يحدث هذا النوع بعد تناول جرعات من أدوية معينة، وتتشابه أعراضه مع أعراض الذئبة الجهازية، لكن سرعان ما تزول الأعراض في غضون 6 أشهر بعد التوقف عن تناول الدواء.

4- الذئبة الحمامية الوليدية (NLE): يحدث عند الأطفال حديثي الولادة، وهو نوع نادر الحدوث، لكنه أيضًا قد يتسبب في ظهور طفح جلدي، أو فقر دم، أو مشاكل في وظائف الكبد، وعادةً ما تتلاشى هذه الأعراض بعد عدة أشهر دون حدوث أي ضرر في الجسم.

ما أسباب الإصابة بالذئبة الحمراء وعوامل الخطر؟

لا يوجد سبب واضح للإصابة بمرض الذئبة، فالأسباب الدقيقة لا تزال مجهولة حتى الآن، وكما ذكرنا فإن الذئبة تعد واحدة من الأمراض المناعية الذاتية؛ حيث يتعرض الجهاز المناعي لخللٍ ما يجعله يهاجم أنسجة الجسم السليمة، بدلًا من محاربة الأجسام الغريبة كالبكتيريا والفيروسات. 

وتتسبب هذه الهجمات في التهابات وأضرار في العديد من أعضاء الجسم، منها المفاصل، الجلد، الكلى، القلب، الرئتين، الأوعية الدموية والدماغ.

ولكن يُعتقد أن هذا المرض مرتبط بعدة عوامل تؤدي إلى ظهوره، مثل العوامل البيئية، والهرمونية وأيضًا الوراثية، كما أن هناك بعض الأدوية تكون محفزة له مثل أدوية ضغط الدم، والمضادات الحيوية، والأدوية المضادة للصرع، كما أن بعض الأمراض الأخرى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض بالذئبة، مثل العدوى الفيروسية، وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.

وهناك عدة عوامل تعتبر عوامل خطورة للإصابة بمرض الذئبة الحمراء، ومنها نوع الجنس؛ حيث يكثر إصابة النساء بهذا المرض بنسبة أقل من الرجال، كما أنه غالبًا ما يتم تشخيص المرض بين عمر 15 إلى 45 سنة، وتتفاقم أعراضه أثناء فترة الحيض وشهور الحمل.

كما يعتبر التاريخ العائلي والسن، والتعرض للعدوى، والضغوط النفسية والإجهاد البدني، من العوامل المؤثرة أيضًا في الإصابة بالمرض.

ما هي أعراض الذئبة الحمراء؟

تختلف علامات وأعراض الذئبة من شخص لآخر باختلاف نوع الذئبة المصاب بها، واعتمادًا على الأعضاء المصابة بالمرض، وقد تظهر فجأة أو تتطور تدريجيًا، وتشمل أعراضًا خفيفة أو حادة، ويعاني معظم المصابين من نوبات تزداد خلالها شدة الأعراض لفترة معينة، ثم تتحسن أو تختفي تمامًا. 

أهم الأسئلة الشائعة حول مرض الذئبة الحمراء
أهم الأسئلة الشائعة حول مرض الذئبة الحمراء

ومن بين الأعراض الشائعة التي قد تحدث:

  • طفح جلدي على الوجه، وأعضاء أخرى من الجسم.
  • آلام وتورم في المفاصل، مع ضعف العضلات.
  • ضعف وتقلص وظائف الكلى.
  • ضيق التنفس.
  • الشعور بالصداع، والتعب والإرهاق العام، وتغييرات المزاج، وفقدان الذاكرة.
  • تساقط الشعر.
  • الإصابة بفقر الدم.
  • تحول لون أصابع اليد والقدمين إلى اللون الأزرق أو الأبيض أثناء التعرض للبرد.
  • جفاف في العين.
  • قروح في الفم. 

هل مرض الذئبة الحمراء معدي؟

مرض الذئبة ليس مرضًا معديًا؛ بل هو مرض مناعي ذاتي، مما يعني أنه يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم أنسجته السليمة بدلاً من محاربة الأجسام الغريبة، وبالتالي لا يمكن لشخص مصاب بالذئبة أن ينقل المرض للآخرين بسهولة مثل الأمراض الفيروسية التي تنتشر عن طريق العدوى، إلا أنه في بعض الحالات النادرة، يمكن أن ينتقل من الأم إلى الجنين خلال الحمل أو الولادة.

هل للذئبة الحمراء أي مضاعفات؟

نعم، قد تتسبب الذئبة في العديد من المضاعفات، ويعتمد هذا الأمر على الأعضاء المتأثرة بالمرض وشدة الإصابة به. 

ومن أمثلة المضاعفات التي قد تحدث:

  • الإصابة بفقر الدم.
  • خلل وظائف الكلى، مما يؤدي للإصابة بالفشل الكلوي.
  • الإصابة بفقدان الذاكرة.
  • جلطات في الدماغ، والتهاب في الأوعية الدموية.
  • السكتات الدماغية.
  • الالتهاب الرئوي، والتهاب عضلة القلب.

هل مرض الذئبة الحمراء مميت؟

يثير مرض الذئبة الكثير من التساؤلات حول مدى خطورته، ومدى قدرة المرضى على التعايش معه، حيث أن التهاب المناعة الذي يُحدثه هذا المرض يمكن أن يصيب أعضاءًا كثيرة من الجسم، مثل “الجلد، المفاصل، القلب، الرئتين والكلى”، وهذا ما يجعل بعض الأشخاص يخشون أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الموت. 

ومع ذلك، فإن العديد من المرضى المصابين بهذا المرض يستطيعون العيش بصورة طبيعية ونشطة مع العلاج المناسب، لذا فإن الحصول على التشخيص المبكر والعلاج الفعال يعد أمرًا حاسمًا لتجنب المضاعفات الخطيرة والحفاظ على صحة المرضى.

هل يوجد علاج نهائي لمرض الذئبة الحمراء؟

لا يوجد علاج نهائي لمرض الذئبة، ولكن يمكن علاج الأعراض وتخفيف حدتها، ومنع تفاقم المرض، ويختلف العلاج باختلاف شدة الأعراض، والأجزاء المصابة بالجسم، وقد يشمل العلاج الدوائي التالي:

  • تناول المضادات الالتهابية غير الستيرويدية.
  • الكورتيزون.
  • الأدوية المثبطة للمناعة في الحالات الأكثر شدة.
  • أدوية خاصة لعلاج الطفح الجلدي مثل كريمات الستيرويد.

كما يعتمد علاج الذئبة الحمراء على خصائص كل حالة، ولذلك يجب استشارة الطبيب المختص واتباع نصائحه وتوجيهاته بشكل دقيق.

أهم الأسئلة الشائعة حول مرض الذئبة الحمراء
أهم الأسئلة الشائعة حول مرض الذئبة الحمراء

كما يتم أيضًا توجيه العلاج بشكل فردي وفقًا لحالة كل مريض، ويمكن الوقاية باستخدام بعض الأساليب العلاجية، والتي تتضمن “التغذية الملائمة، الراحة الكافية، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تجنب التعرض للشمس والإجهاد والتدخين، تقليل تناول الكحول، المحافظة على النظافة الشخصية والتحكم في الوزن”.

ومع نهاية المقال نتمنى أن يكون قد أجاب على تساؤلاتك حول مرض الذئبة الحمراء وكيفية التعامل معه، وعليك أن تتذكر دائمًا أنه على الرغم من أن هذا المرض خطير، إلا أن الكشف المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يزيدا من فرص الشفاء والسيطرة على الأعراض.

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا

تابع جديد موضوعات زهرة
تابع جديد موضوعات زهرة
كوني مميزة وسجلي الآن؛ لكي يصلكِ كل ما هو جديد في عالم المرأة والطفل.
يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت تريدين
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا