صعوبة البلع عند الأطفال
تعد مشكلة صعوبة البلع عند الأطفال من أكثر المشكلات التي تصيب الأطفال شيوعًا، ويمكن تعريف هذه المشكلة أنها عبارة عن عدم إمكانية مرور الطعام أو الشراب بشكل سلس من الفم وصولًا إلى المعدة؛ نتيجة وجود أمر ما يعوق مسار الطعام والشراب الطبيعي.
وتُعرف صعوبة البلع أيضًا باسم عسر البلع، ومنذ ولادة الطفل يبدأ بالتعلم بشكل تدريجي طريقة ابتلاع الطعام، ومع نمو الأسنان يبدأ الطفل في تعلم طريقة مضغ الطعام وبلعه، وخلال هذه العملية يعد من الطبيعي حدوث بعض المشكلات البسيطة خلال عملية البلع.
ونظرًا إلى أهمية التعرف على أسباب وطرق علاج هذه المشكلة، قررنا في هذا المقال الحديث عن مشكلة صعوبة البلع عند الأطفال بشكل تفصيلي؛ حتى يتمكن الآباء والأمهات من التعامل مع أطفالهم عند تعرضهم لمثل هذه المشكلة.
أسباب صعوبة البلع عند الأطفال
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث مشكلة صعوبة البلع لدى الأطفال، ويرجع تعدد الأسباب إلى أن عملية البلع تمر بعدة مراحل مختلفة، حيث تبدأ هذه العملية بمضغ الطعام من أجل إعداده للبلع، ثم بعدها يتم دفع الطعام من خلال اللسان إلى الجزء الخلفي من الفم، وبعدها يمر الطعام من خلال البلعوم إلى المريء، وختامًا يصل الطعام إلى المعدة.
وخلال أي مرحلة من هذه المراحل السابقة، قد تحدث أي مشكلة تعوق عملية البلع وتجعلها صعبة على الطفل، وحينها يصبح الطفل مصابًا بعسر البلع.
ويعد من أهم أسباب صعوبة البلع عند الأطفال ما يأتي:
- وجود تضخم في اللوزتين.
- إصابة الطفل بالتهاب الحلق، وهو يعد من أشهر أسباب هذه المشكلة.
- تهيج الأحبال الصوتية، والذي عادة ما يحدث نتيجة البقاء فترة طويلة من الوقت على جهاز من أجهزة التنفس الصناعي.
- ابتلاع الطفل لجسم غريب، ومن أشهر هذه الأمثلة القطع المعدنية.
- إصابة الطفل بالارتجاع المعدي المريئي.
- إصابة الطفل بالتوحد.
- وجود شلل في الأحبال الصوتية.
- إصابة الطفل بمرض من الأمراض التي تؤثر على العضلات والأعصاب، ومن أهم هذه الأمراض مرض الشلل الدماغي.
- إصابة الطفل بمشاكل في التنفس.
أما عن الأطفال حديثي الولادة، فقد يكون السبب وراء وجود مشكلة صعوبة البلع لديهم واحدًا من الأسباب التالية:
- الولادة المبكرة.
- وجود تشوهات خلقية في الجهاز الهضمي.
- تأخر نمو الطفل.
- وجود الشفة المشقوقة لدى الطفل.
- كبر حجم لسان الطفل.
إقرأ أيضًا عن: النزلة المعوية عند الأطفال
أعراض صعوبة البلع عند الأطفال
يتمثل العرض الرئيسي لهذه المشكلة في وجود صعوبة عند الطفل في ابتلاع الطعام والشراب، كما أن الأعراض الأخرى تختلف وفق عمر الطفل، بالإضافة إلى أنها تختلف من طفل إلى آخر.
ويعد من أهم أعراض صعوبة البلع لدى الأطفال بداية من مرحلة الرضاعة وصولًا إلى عمر الثلاث سنوات ما يأتي:
- خروج اللبن من الأنف خلال عملية الرضاعة أو بعدها.
- تقوس ظهر الطفل أو تصلب جسده خلال الرضاعة.
- سيلان اللعاب والبكاء بشكل مستمر.
- الاختناق أو السعال عند تناول الطعام أو الشراب.
- وجود صعوبة في التنفس خلال تناول الطعام.
- القيء عند الرضاعة، أو عند تناول الطعام.
أما عن الأطفال الذين تجاوزوا الثالثة من العمر، فإن من أهم أعراض صعوبة البلع لديهم ما يأتي:
- وجود صعوبة في عملية التنفس خلال تناول الطعام.
- بقاء الطعام في الفم فترة طويلة من الوقت.
- تناول الطعام ببطء.
- الشعور بالتصاق الطعام أو الشراب في الحلق.
- كثرة السعال عند تناول الطعام.
- محاولة بلع الطعام أكثر من مرة، مع وجود صعوبة مستمرة عند المحاولة.
- شعور الطفل بوجود كتلة في الحلق.
مضاعفات صعوبة البلع عند الأطفال
عند التأكد من وجود صعوبة في بلع الطعام لدى الطفل، وإهمال حل وعلاج هذه المشكلة، فإن هناك بعض المضاعفات التي قد تحدث للطفل وتؤثر عليه بشكل سلبي، ويعد من أهم هذه المضاعفات ما يأتي:
- إصابة الطفل بالتهاب رئوي؛ بسبب دخول الطعام أو الشراب إلى الرئة.
- إصابة الطفل بالاختناق؛ نتيجة وصول الطعام أو الشراء إلى القصبة الهوائية والرئتين.
- فقدان الوزن وسوء التغذية؛ لعدم تناول الطفل ما يكفيه من الطعام.
- إصابة الطفل بالجفاف.
- شعور الطفل بمشاعر سيئة وسلبية ناحية الطعام وعملية تناوله، وقد يتطور الأمر في بعض الأوقات إلى رفض الطفل للطعام والشراب.
علاج مشكلة صعوبة البلع لدى الأطفال
تعد الخطوة الأولى في علاج صعوبة البلع عند الأطفال هي التعرف على السبب الأساسية وراء حدوث هذه المشكلة؛ إذ أن العلاج يعتمد بشكل كلي على سبب المشكلة، كما أنه يجب على الوالدين اتباع النصائح والإرشادات التي يقدمها لهم الطبيب المختص للتعامل مع الطفل.
ويتضمن علاج هذه المشكلة وفق سببها الرئيسي ما يأتي:
- قطرات محلول ملحي: لعلاج مشكلة انسداد الأنف.
- المضادات الحيوية: لعلاج البكتيريا الموجودة في الحلق.
- العلاجات المتخصصة: لعلاج الارتجاع المريئي والتهاب المريء.
- توسيع المريء: في حالات تضيق المريء.
- ممارسة بعض التمارين التي تعمل على تقوية عضلات البلع عند الأطفال، مع العمل على تعليم الطفل طريقة التنفس الصحيحة خلال تناول الطعام.
- الجراحة: لعلاج التشوهات التي قد توجد في الجهاز الهضمي أو الفم.
وفي بعض الأوقات شديدة الصعوبة، قد يضطر الطبيب المعالج إلى تركيب أنبوب تغذية؛ من أجل العمل على تعويض الغذاء والسوائل للطفل.
كما أن هناك بعض التعليمات الأخرى التي ينصح بها الأطباء، والتي تساعد في حماية الأطفال من الإصابة بمشكلة صعوبة البلع عند الأطفال، ومن أهم هذه النصائح ما يأتي:
- إذا كان الطفل يعاني من الارتجاع، فيُنصح بإبقاءه في وضع رأسي لمدة ساعة بعد تناول الطعام.
- اختيار الأطعمة التي تتميز بأنها سهلة المضغ وتقديمها للطفل.
- العمل على جعل السوائل أكثر كثافة من خلال إضافة حبوب الأرز.
- تجنب إعطاء الطفل أي مأكولات صلبة، مع الحرص على هرس الطعام المقدم إليه جيدًا.
الأسئلة الشائعة حول صعوبة البلع عند الأطفال
1- ما هي الأمراض التي تسبب صعوبة في البلع؟
هناك بعض الأمراض التي يكون من أبرز نتائج الإصابة بها وجود مشكلة في البلع عند الأطفال، ومن أهم هذه الأمراض “الإصابة بمشاكل في الأعصاب أو الدماغ، وجود ضعف في العضلات، وجود مشاكل في جهاز المناعة، وجود تشنجات في عضلة المريء، إصابة الطفل بالارتجاع المريئي، الإصابة ببعض أنواع السرطان”.
2- هل البلغم يسبب صعوبة في البلع؟
في بعض الأوقات قد يؤدي تراكم البلغم لدى الطفل في إصابته بصعوبة البلع، ولذلك يجب حينها الذهاب إلى الطبيب المختص لأخذ العلاج المناسب والتخلص من مشكلة البلغم، وبالتالي القضاء على مشكلة صعوبة البلع نهائيًا.
3- هل ارتجاع المريء يسبب صعوبة في البلع؟
نعم، إذ في حالة إصابة الطفل بارتجاع المريء يؤثر هذا الأمر عليه بشكل سلبي، ويسبب له ألمًا وصعوبة عند تناول الطعام أو الشراب، بالإضافة إلى احتمالية شعور الطفل بألم في الصدر في بعض الأوقات.
وفي ختام هذا المقال، تعد مشكلة صعوبة البلع عند الأطفال من المشكلات الشائعة، والتي عادة ما يكون سببها بسيطًا ويحتاج إلى علاج مناسب واتباع تعليمات الطبيب المختص، وعلى الرغم من أن هذه المشكلة شائعة وبسيطة في معظم الأوقات إلا أنه لا يمكن إهمال علاجها؛ تجنبًا لحدوث أي مضاعفات للطفل فيما بعد نتيجة هذه المشكلة.
المصادر: موقع “Cedars-sinai – Childrenshospital – Childrens – Urmc – Asha“.
