أهم أعراض ومضاعفات مرض الفيبروميالجيا
مرض الفيبروميالجيا؛ تعد متلازمة الألم العضلي الليفي المعروفة بـ “الفيبروميالجيا” من الأمراض المزمنة واسعة المدى التي تؤثر على الجهاز العضلي؛ مُسببىة آلامًا مستمرة وتعب عام، واضطرابات في النوم والذاكرة، وأيضًا الحالة المزاجية، وهذا هو الواقع المرير الذي يعيشه مرضى الفيبروميالجيا؛ مما يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية، وقدرتهم على القيام بالأنشطة الروتينية.
فما هي تلك المتلازمة الغامضة التي تحاصر حياة المصابين بها حول العالم؟ وكيف يمكننا أن نفهم أكثر عن تلك الأعراض المرهقة التي تسيطر على حياتهم؟
في هذا المقال المقدم من مجلة “زهرة”، سوف نتعرف على طبيعة هذا المرض، وما هي أسبابه وأعراضه، وأهم المضاعفات، كما سنذكر أيضًا بعض النصائح التي يمكنها مساعدتك في التعايش مع الألم العضلي الليفي.
ما هو مرض الفيبروميالجيا “متلازمة الألم العضلي الليفي”؟
يعتبر هذا المرض من الأمراض المؤلمة، والتي تؤثر على طريقة معالجة الدماغ والحبل النخاعي لإشارات الألم، فهو يتمثل بألم في مختلف العضلات في الجسم، والذي يرافقه تعب شديد وتيبس في الجسم، واضطرابات في النوم والذاكرة والحالة المزاجية.
أسباب الإصابة بمرض الفيبروميالجيا “الألم العضلي الليفي”
لا يزال السبب الرئيسي وراء مرض الفيبروميالجيا غير معروف حتى الآن، ولكن يعتقد البعض أنه ينجم عن تفاعل معقد في الدماغ، ناجم عن وجود مشكلة في طريقة معالجة الألم في المخ والجهاز العصبي المركزي للألم.
لكن هناك عدة عوامل تؤثر غالبًا في ظهور المرض، والتي تشمل ما يأتي:
- العوامل الوراثية، حيث يمكن أن يكون هذا المرض ناجمًا عن تغيرات جينية معينة، كما أنه يتوارث في العائلة إذا كان مصابًا به أحد الأقارب.
- الضغط النفسي والجسدي مثل الصدمات النفسية، أوالتعرض لحادث، أو الإصابات بشكل متكرر.
- قد تساهم بعض العوامل البيئية مثل الإصابة بالعدوى الفيروسية في ظهور المرض.
- الإصابة بمرض مناعي، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
- الجنس هو أيضًا عامل كبير، فالفيبروميالجيا تعد من الحالات المرضية الشائعة بين النساء والأفراد الذين تجاوزوا الـ 18 عامًا، إلا أنها تؤثر أيضًا على الرجال والأطفال من مختلف الأعمار.
الأعراض المصاحبة لمرض الفيبروميالجيا
يمكن أن تظهر أعراض الألم العضلي الليفي بعد إجراء جراحة، أو التعرض لصدمة جسدية، أو الإصابة بعدوى، ويمكن أن تظهر دون سبب واضح، كما أن الأعراض تختلف من شخص إلى آخر، وقد تزداد حدتها في بعض الأحيان وتخف في أحيان أخرى، إلا أن هذه الأعراض تظهر في مختلف المراحل العمرية، ويشمل المرض عدة أعراض، ومن أبرزها:
- آلام شديدة منتشرة في مناطق مختلفة من الجسم، والتي قد تكون مصاحبة بتيبس في العضلات والحساسية.
- التعب الشديد والإحساس بالإرهاق بشكل دائم.
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات الدماغ، حيث يشعر المصاب بمشاكل في الذاكرة وصعوبة التركيز، والإحساس بالتشوش الذهني، والصداع المزمن.
- تيبس المفاصل وتشنج العضلات، خاصةً في الفترة الصباحية بعد الاستيقاظ.
- اضطرابات نفسية، مثل القلق والاكتئاب، والانفعالات الزائدة.
مضاعفات الألم العضلي الليفي “الفيبروميالجيا”
يمكن أن يتساءل البعض عما إذا كانت الفيبروميالجيا تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، ويجب الإشارة إلى أنها لا تسبب مضاعفات محددة في العضلات، ولكنها تسبب ألمًا شديدًا يؤثر على جودة الحياة بشكلٍ عام، إذ يمكن أن يتسبب هذا الألم في تقليل القدرة على القيام بالأنشطة اليومية والنوم بشكل جيد، وقد يسبب أيضًا الشعور بالتعب المستمر والإرهاق، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى الإصابة بالاكتئاب.
كيف يتم تشخيص مرض الفيبروميالجيا؟
يتم تشخيص هذا المرض من خلال الخطوات التالية:
- معرفة التاريخ العائلي للمريض.
- إجراء فحص سريري.
- معرفة الأعراض الظاهرة على المريض.
- إجراء فحص للدم يعرف بـ “FM/a”.
- إجراء فحوصات أخرى منها فحص الغدة الدرقية، وفحص كامل لعناصر الدم، وفيتامين دال وأيضًا الكالسيوم.
- إجراء فحص العامل الروماتويدي، وسرعة تثقل الكريات الحمراء.
علاج الفيبروميالجيا “متلازمة الألم العضلي الليفي”
توجد مجموعة من العلاجات المتاحة للفيبروميالجيا، ولكن لا يوجد علاج مؤكد لهذه الحالة حتى الآن، حيث يتم علاج الألم العضلي عادةً باستخدام مزيج من الأدوية والعلاجات المنزلية وبعض التغييرات في نمط الحياة؛ للتحكم في المرض والتقليل من حدة الأعراض.
وتشمل هذه العلاجات الآتي:
1- العلاج الدوائي:
- الأدوية المسكنة للألم مثل الأسيتامينوفين، والمضادات الالتهابية غير الستيرويدية.
- العلاجات المضادة للاكتئاب، مثل دولوكستين، والتي تساعد في تحسين الحالة المزاجية، وتخفيف الألم.
- بعض الأدوية المخصصة لعلاج الصرع، مثل غابابنتين.
2- العلاج الوظيفي:
وهي العلاجات المنزلية التي قد تقلل من حدة أعراض مرض الفيبروميالجيا وتساعد على التعايش مع المرض بشكل جيد، مثل:
- تغييرات في نمط الحياة، مثل الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن، مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول الأطعمة الصحية، والحصول على قسط كافي من النوم.
- التخلص من التوتر والعصبية والقلق.
- عدم الإجهاد المتكرر، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
- ممارسة رياضة اليوجا، والتأمل والاسترخاء.
ويمكن القول بأن الفيبروميالجيا هي حالة شائعة لكنها غير خطيرة، إلا أنها تسبب ألمًا شديدًا وتؤثر على جودة الحياة، وكما ذكرنا فإنه يتم علاج الألم العضلي الليفي عادةً باستخدام مزيج من الأدوية والعلاجات الطبيعية والتغييرات في نمط الحياة، ويتم تحديد العلاج المناسب حسب حالة المريض.
فينبغي أن يتحلى المريض بالصبر، والاستمرارية في تطبيق العلاجات؛ للحصول على أفضل النتائج، كما يجب مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة الحالة، وضمان التعايش مع هذا المرض بشكل إيجابي وفعال.