ميمونة بنت الحارث | آخر زوجات النبي

ميمونة بنت الحارث؛ كانت آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت من بيت كريم، تربت على الأخلاق الحسنة، وكانت مطاعة في بيتها وبين قومها، وهبت نفسها للنبي ونزل فيها قرآن يُتلى فتزوجها رسول الله بعدها، بالإضافة إلى روت بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

فهي أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث آخر من تزوجها رسول الله، وقد عُرف عنها حسن عبادتها وتقواها، وتميزت بمكانتها العالية بين زوجات رسول الله، في هذا المقال من مجلة “زهرة” سنذكر أهم المعلومات التي وردت بشأنها رضى الله عنها، وكيف تزوجها رسول الله، وأهم ما حدث في حياتها حتى توفاها الله. 

نسب ونشأة ميمونة بنت الحارث 

هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن جبير بن الهزم بن روبية بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، ووالدتها هي هند بنت عوف بن زهير بن الحرث، وكان لها العديد من الأخوات الشقيقات، وهم “لبابة الكبرى” أو أم الفضل زوجة العباس عم رسول الله، “لبابة الصغرى” وهي زوجة الوليد بن المغيرة المخزومي وأم الصحابي خالد بن الوليد.

وكانت من أخواتها أيضًا “عصماء بني الحارث” زوجة أُبي بن الخلف، و”غرة بنت الحارث” زوجة زياد بن عبدالله الهلالي، بينما كان لها أخوات من أمها، هن “أسماء بنت عميس، سلمى بنت عميس، وسلامة بنت عميس”. 

وقد قيل في حق أمها أنها أكرم عجوز في الأرض من ناحية الأصهار؛ فأصهارها هم “رسول الله، عميّ رسول الله حمزة والعباس، أبو بكر الصديق، جعفر وعلي بن طالب”.  

زواجها الأول ودخولها في الإسلام

قبيل ظهور الإسلام، كانت ميمونة قد وصلت إلى عمر الزواج، وتزوجت من مسعود بن عمرو الثقفي، وقد فارقها بعد بعض الوقت، فتزوجت بعده من أبو رهم بن عبدالعزى، وعاشا سويًا في سعادة، إلا أن الأمر لم يدم وقد توفى عنها، وقد كانت في ذلك الوقت لا تزال في ريعان شبابها، وعند ظهور الإسلام أسلمت وآمنت بالله ورسوله، وكانت من السابقات إلى الإسلام. 

الزواج من رسول الله 

حينما ذهب رسول الله إلى مكة في العام السابع من الهجرة؛ لأداء عمرة القضاء، رأته حينها السيدة ميمونة بنت الحارث وملأت ناظريها منه، وخطر في بالها أمنية أن تنال في يوم من الأيام شرف الزواج من رسول الله، وقد حدثت أختها أم الفضل بهذا الأمر، فأخبرت أم الفضل زوجها العباس عم رسول بالأمر. 

وحينها حدث العباس رسول الله بأمنية السيدة ميمونة بنت الحارث، فأرسل ابن عمه جعفر بن أبي طالب ليخطب ميمونة له وقد كان جعفر حينها زوج أختها أسماء، فوافقت على الفور، وما أن خرج سيدنا جعفر من عندها حتى ركبت البعير الخاص بها وذهبت إلى رسول الله، وما إن رأها رسول الله قادمة حتى قال: البعير وما عليه لله ورسوله. 

ميمونة بنت الحارث ونزول الآيات فيها 

بهذا الأمر وهبت أم المؤمنين ميمونة نفسها لرسول الله، وفيها نزل قول الله تعالى “وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ”، وقد أوكلت عنها زوج أختها العباس في أمر زواجها من رسول الله.

وما إن انتهى رسول الله من أداء عمرة القضاء، وخروجه من مكة حسب اتفاقه مع قريش، ترك بها مولاه؛ حتى يحمل إليه السيدة ميمونة حين يمسي، وبالفعل لحقت به في سَرف وهي منطقة تبعد عن مكة حوالي عشرة أميال، وقد بنى بها رسول الله في ذلك الموضع. 

وعند زواجها من رسول الله أسماها “ميمونة” وقد كان اسمها قبل ذلك “برة”، وقد كانت تبلغ من العمر حين زواجها من رسول الله السادسة والعشرين من العمر، وبذلك أصبحت أمًا للمؤمنين.

وحينما وصلت برفقة رسول الله إلى المدينة، استقبلتها النسوة بالتهاني والترحيب، وكان رسول الله قد أعد لها حجرة كباقي زوجاته، وبعدها كانت حريصة بشكل دائم على الإكثار من الصلاة في المسجد النبوي؛ لقول رسول الله “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”، كما أنها كانت ذات منزلة عالية عند رسول الله. 

كما أنها كانت تتميز بإيمانها القوي الشديد، حتى أن رسول الله قد زكى إيمانها، وشهد لها هي وأخواتها به، فقال صلى الله عليه وسلم: الأخوات المؤمنات: ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأم الفضل زوج العباس، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن.

رواية أم المؤمنين للحديث 

كانت السيدة ميمونة ممن روى الأحاديث عن رسول الله، وقد روى عنها الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم، وقيل أنها قد روت عن رسول الله ما يقرب من 76 حديثًا. 

وفاة أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث

توفيت أم المؤمنين عام 51 من الهجرة، وقد كانت تبلغ من العمر حينها ثمانون عامًا، وقد دُفنت في المكان الذي بنى بها رسول الله فيه، وهذه هي وصيتها. 

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…