متلازمة القولون العصبي

تعد متلازمة القولون العصبي من أشهر الاضطرابات الشائعة التى تصيب الجهاز الهضمي، وخاصة الأمعاء الغليظة أي “القولون”، وينتج عن ذلك الكثير من التغييرات، منها الشعور بالألم المستمر، وكذلك سوء الحالة النفسية والمزاجية، بالإضافة إلى فقدان الوزن بشكل كبير وملحوظ. 

ومن هنا يبدأ التساؤل عن ماذا تعني متلازمة القولون العصبي؟ وما هي أسباب الإصابة بها؟ وهل الإصابة بالقولون يعد تمهيدًا للإصابة بسرطان القولون؟  

في هذا المقال من مجلة “زهرة” سنحاول الإجابة بشكل علمي ودقيق عن كافة الأسئلة التي سبق طرحها، مع توضيح العديد من المعلومات الأخرى الهامة المتعلقة بهذا الأمر. 

تعريف متلازمة القولون العصبي

تعرف متلازمة القولون العصبي أو الـ “IBS” أنها اضطراب شائع ومنتشر، يؤثر على الأمعاء الغليظة والمعدة، وتعد هذه المتلازمة من الأمراض المزمنة التي يحتاج علاجها إلى الكثير من الوقت. 

ويتعرض الكثير من المصابين بالمتلازمة للعديد من الأعراض، وقد تختلف الأعراض من شخص إلى آخر، وفى بعض الأحيان قد لا تظهر الأعراض على أشخاص قد يكونون يعانون من المتلازمة، بالإضافة إلى أنه قد يتمكن البعض من السيطرة على الأعراض من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد تمامًا عن كافة مصادر التوتر. 

أعراض الإصابة بمتلازمة القولون العصبي

1- الشعور بغازات كثيرة ومتكررة.

2- انتفاخات في البطن، أو الشعور بتقلصات فيها، بالإضافة إلى الشعور بألم الشديد دون معرفة السبب.

3- الإمساك المستمر، أو الإسهال الشديد.

4- نقص الوزن بشكل سريع وغير مبرر، والتقيؤ الدائم دون أي أسباب. 

5- وجود صعوبة في البلع أثناء تناول الطعام.

6- ألم شديد في المفاصل والعضلات، مع عدم التركيز والصداع بشكل مستمر.

7- صدور أصوات مزعجة من البطن.

8- التعب الشديد والكسل، مع الشعور بألم فى الصدر.

أسباب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي

إلى الآن لم تتوصل الأبحاث العملية إلى السبب الرئيسي وراء الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، لكن العديد قد صرحوا أن هناك عدة عوامل قد تساهم بشكل كبير في الإصابة بهذا المرض، ومن أهم هذه العوامل ما يأتي: 

• عدوى شديدة مصحوبة بإسهال شديد: قد تحدث الإصابة بالمتلازمة عقب الإصابة بفيروس أو عدوى بكتيرية قوية، وتُعرف هذه الحالة باسم “التهاب المعدة والأمعاء”، بالإضافة إلى أن متلازمة القولون قد ترتبط في هذه الحالة بوجود كمية كبيرة من البكتيريا في الأمعاء، وهي ما تُعرف بـ “فرط نمو البكتيريا”. 
• التهابات شديدة في الأمعاء: مع وجود تغييرات فى البكتيريا الموجودة بداخلها.
• الجهاز العصبي: قد يكون سبب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي فى بعض الأحيان هو وجود العديد من المشاكل فى الجهاز العصبي، والتي عادة ما تكون ناتجة عن العصبية والانفعالات المتكررة، مما قد يعرض الشخص للإصابة بالمتلازمة.
• كما قد يكون السبب أيضًا هو عامل الوراثة من قبل أحد الوالدين، أو الإصابة بالحساسية الشديدة تجاه نوع من الأطعمة.
• ضغوط الحياة والتوتر: من أكثر العوامل التي قد تساهم في الإصابة بالقولون العصبي هو التعرض إلى التوتر والقلق بشكل مبكر، وخاصة إذا كان هذا الأمر في مرحلة الطفولة. 

النتائج المترتبة على الإصابة بمتلازمة القولون العصبي

يعد من أهم النتائج المترتبة على الإصابة بالمتلازمة سوء الحالة المزاجية، والتغير المستمر فيها، والتفكير بشكل دائم، بالإضافة إلى القلق بشكل متواصل، والدخول فى حالات من الاكتئاب والعزلة.

كذلك يعد من النتائج المترتبة على الإصابة بمتلازمة القولون هو الإصابة بمرض “البواسير”، نتيجة للإسهال الشديد أو الإمساك. 

ويمكن التحكم فى كل هذه النتائج عن طريق تناول بعض الأدوية التي يصفها الطبيب المختص، وكذلك اتباع نظام غذائي صحي وسليم.

تشخيص الإصابة بمتلازمة القولون العصبي

قديمًا كانت طريقة تشخيص الإصابة بهذا المرض تتم من خلال إجراء العديد من الفحوصات والتحاليل الطبية، والتى تظهر ما إذا كانت الأعراض التي يشكو منها المريض هي الأعراض الخاصة بمتلازمة القولون العصبي أم لا.

لكن الآن ومع تطور الأبحاث العلمية ووسائل وطرق التشخيص، صار الأمر يتم من خلال مؤشرات تُعرف باسم “مؤشرات روما”؛ حيث يتم تشخيص المريض من خلالها وبكل سهولة.

ومؤشرات روما هذه هي عبارة عن مجموعة من الأعراض الخاصة بمتلازمة القولون العصبي، وتصل نسبة صحتها ودقتها فى التشخيص إلى حوالي 97%.

عوامل الخطر والقولون العصبي

قد تظهر أعراض القولون بين الحين والآخر عند المصابين، لكن تزداد احتمالية الإصابة به في الحالات التالية: 

• الإناث: عند النظر بشكل دقيق في المصابين بالقولون العصبي، نجد أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة به. 
• السن المبكر: أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات أن الإصابة بمتلازمة القولون العصبي تزداد بشكل ملحوظ عند من هم أقل من عمر 50 عامًا. 
• الإصابة بالقلق والاكتئاب: إذا كنت تعاني من القلق والاكتئاب بشكل مستمر، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي، بالإضافة إلى أن المشاكل النفسية لها دور كبير هي أيضًا في هذا الأمر. 
• وجود تاريخ عائلي: يساعد وجود تاريخ عائلي مع هذا المرض في زيادة نسبة الإصابة به؛ إذ تلعب الجينات الوراثية دورها في نقل المرض من جيل إلى آخر. 

مضاعفات الإصابة بالقولون

هناك عدة مضاعفات قد تظهر عند الإصابة بمتلازمة القولون، ومنها ما يأتي: 

• الإصابة بالإمساك أو الإسهال بشكل مزمن، كما يمكن أيضًا أن يُصاب المريض بالبواسير. 
• حدوث اضطرابات متغيرة في المزاج، مع الشعور المستمر بالقلق والاكتئاب. 
• تدني جودة الحياة والمستوى الخاص بها، مع زيادة الشعور بالكسل والخمول، وفقدان الرغبة والشغف تجاه أي شيء.

الأطعمة المثيرة للقولون العصبي

يتساءل العديد من الأشخاص حول أنواع الأطعمة التي يُنصح بتجنبها كونها تعمل على إثارة القولون العصبي وتهيجه، ومن أهم هذه الأطعمة ما يأتي: 

• الأطعمة المقلية والدسمة.
• التوابل والبهارات.
• الأطعمة التي تسبب الغازات، والتي منها “الكرنب، الباذنجان، الملفوف، والبروكلي”.
• البقوليات مثل “الفاصوليا، العدس”.
• الأطعمة الحارة. 
• اللحوم والصلصات. 
• المكسرات. 
• جميع أنواع المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين. 
• الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على سكريات مصنعة، مثل “المشروبات الغازية، الحلويات”. 

كما يوجد أيضًا بعض أنواع الأطعمة والمشروبات التي تعمل على تهيج القولون العصبي المصحوب بالإسهال، ومنها ما يأتي…

• الأطعمة الدهنية: وهي الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون، ومن أهمها “اللحوم”، وأيضًا الألبان الدهنية. 
• الألياف وخاصة الألياف غير الذائبة في الماء: والتي يعد من أهمها “الخضراوات، وقشور الفاكهة”. 
• المشروبات التي تحتوي على الشوكولاتة، أو الكافيين، أو الكحول، أو سكر الفركتوز. 
• الأطعمة المحتوية على القمح: يُمنع من تناولها من قبل مصابي القولون، وخاصة الأشخاص المصابون بحساسية تجاه الغلوتين. 
• الألبان ومشتقاتها: يمنع من تناولها الأشخاص المصابين بحساسية اللاكتوز. 

وهناك أيضًا بعض أنواع الأطعمة التي تعمل على تهيج القولون المصحوب بالإمساك، وهي كالتالي…

• القمح والشعير: يعد كلا من القمح والشعير من أكثر أنواع الأطعمة التي تعمل على زيادة حالة القولون العصبي سوءًا؛ وهذا يرجع إلى احتوائهما على “الغلوتين”، والذي يعمل على حدوث العديد من الاضطرابات الهضمية لدى الأشخاص المستعدين جينيًا لهذا الأمر. 
• المشروبات الغازية: تعمل المشروبات الغازية على تهيج القولون العصبي بشكل سيء؛ وهذا لأنها تحتوي على نسبة عالية من الفركتوز وأيضًا السوربيتول، وهما من المواد المثيرة للقولون المصحوب بالإمساك. 
• كافة منتجات الألبان: تحتوي الألبان ومشتقاتها عادة على مادة “اللاكتوز”، وهي من أنواع المواد التي تعمل على زيادة اضطراب الجهاز الهضمي، لكن يمكن استثناء “الزبادي” من هذه المنتجات. 
• الفاصولياء: تعد الفاصولياء من أنواع البقوليات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الألياف، ويساهم تناولها في زيادة نسبة الغازات الموجودة في البطن، وهو الأمر الذي يزيد حالة القولون والجهاز الهضمي سوءًا. 

تعرف أيضًا في مقال كامل على أهم 6 أطعمة مناسبة لمرضى القولون العصبي

نصائح هامة للحد من تهيج القولون العصبي 

هناك بعض النصائح الهامة التي يساعد اتباعها على الحد من تهيج القولون، كما قد يساعد الالتزام بها في بعض الأوقات على منع حدوث أي تهيج له، ومن أهم هذه النصائح ما يأتي: 

• يجب الحرص على تحضير جميع وجبات الطعام التي يتم تناولها في المنزل، ويُفضل استخدام مكونات طازجة. 
• يجب الحد من تناول القهوة أو الشاي، ويُنصح بتناول أقل من ثلاثة أكواب يوميًا. 
• احرص على عدم تفويت أو تأجيل أي وجبة غذائية. 
• يمنع تناول أكثر من 3 ثمرات من الفاكهة يوميًا. 
• احرص على التعرف على الأطعمة التي تعمل على تهيج القولون؛ حتى تتجنبها فيما بعد. 
• يُنصح بتجنب تناول الطعام البارد جدًا أو الساخن للغاية. 
• احرص على ممارسة الرياضة، واحرص أيضًا على الابتعاد عن الضغط النفسي ومصادره. 
• يمنع تناول الكحول، وكذلك التدخين. 

هل الإصابة بمتلازمة القولون العصبي مقدمة للإصابة بسرطان القولون؟

تتردد الكثير من الشائعات والمعلومات المغلوطة حول أن الإصابة بهذا المرض يعد تمهيدًا للإصابة بسرطان القولون، والحقيقة أن الأبحاث العلمية قد أثبتت بشكل قاطع أنه لا علاقة بين القولون العصبي وسرطان القولون، وأن الإصابة بهذه المتلازمة يتم التعامل معها بمفردها، دون أي خوف أو قلق من السرطان. 

هل هناك أدوية طبية يساهم تناولها في زيادة تهيج القولون العصبي؟ 

قد يتساءل بعض الأشخاص حول إمكانية أن يساهم تناول بعض الأدوية الطبية في زيادة حالة القولون المتهيج، والإجابة هي نعم؛ حيث توجد بعض أنواع العلاجات يمكن من شأنها أن تزيد من اضطرابات الجهاز الهضمي، ويعد من أهمها ما يأتي: 

• كافة أنواع الأدوية التي يدخل في عملية تصنيعها مادة “السوربيتول”، ومن أهمها الأدوية المخصصة لعلاج السعال. 
• أنواع المضادات الحيوية، والتي يتم استخدامها فترة طويلة من الوقت. 
• علاجات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ومن أهمها الـ “أميتريبتيلين Amitriptyline”. 

نصائح هامة

عقب التعرف على أنواع الأطعمة والمشروبات التي لا بد من تجنبها، هناك بعض النصائح الهامة التي لا بد من التعرف عليها أيضًا، وهي: 

1- الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية.

2- الحرص على ممارسة الرياضة بشكل منتظم ومستمر، كما يُنصح أيضًا بممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق. 

3- النوم جيدًا، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.

4- الإكثار من تناول السوائل باستمرار على مدار اليوم؛ كونها تعمل على تنظيم عمل الجهاز الهضمي. 

5- الابتعاد بشكل تام عن الأطعمة التي تسبب الغازات.

6- تجنب الأطعمة التي تثير القولون، مثل الكافيين والسكريات.

7- الابتعاد عن التدخين بشكل تام، والعمل على الحد من العصبية والتوتر.

8- الحرص على تناول وجبات صغيرة من الطعام، وعلى فترات متباعدة؛ منعًا من الإصابة بالتخمة. 

9- عدم تناول الطعام ومضغه بشكل سريع، بل يجب التأني عند تناول الطعام؛ لأن سرعة تناوله تساهم في زيادة أعراض القولون.  

العلاج الطبى لمتلازمة القولون العصبي

بالإضافة إلى النصائح السابقة والتي يجب الالتزام بها فى البيت؛ من أجل الحد من أعراض القولون العصبي، فقد يقوم الطبيب المختص عقب إجراء الكشف وتشخيص الأعراض والمرض بوصف بعض العلاجات الطبية، والتي يكون منها:

• أدوية معالجة الإسهال.
• مكملات الألياف الغذائية.
• أدوية ملينة.
• مضادات حيوية.

وهكذا في نهاية هذا المقال، كانت هذه أهم المعلومات المتعلقة بشكل وثيق بمتلازمة القولون العصبي، والتي لا بد من التعرف عليها بشكل جيد؛ للحد من آلامه المزعجة وأعراضه المختلفة، ولكي تتمكن من الوصول إلى نمط حياة صحي يساعدك في أن تكون حياتك أفضل. 

 

المصدر: موقع (Niddk – Mayo Clinic – NHS – Cleveland Clinic – Nhsinform).