فاطمة بنت محمد | سيدة نساء العالمين

فاطمة بنت محمد؛ هي سيدة نساء العالمين، وأم أبيها، وأم سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت تحب والدها حبًا شديدًا، وتعينه على تحمل أذى المشركين خاصة بعد وفاة والدتها، أسلمت مبكرًا فحسن إسلامها، وكانت أول آل بيت رسول الله لحاقًا به بعد وفاته. 

إنها فاطمة الزهراء أصغر بنات رسول الله محمد، والتي لقبها رسول الله بأم أبيها؛ لشدة حبها له وخوفها عليه وبرها به، وهي أم سيدا شباب أهل الجنة وسبطا رسول الله “الحسن والحسين”، كما أنها زوجة صحابي جليل وشاب من أفضل شباب مكة الإمام “علي بن أبي طالب”. 

في هذا المقال من مجلة “زهرة” سنذكر أهم ما ورد في سيرة السيدة فاطمة الزهراء، منذ ولادتها ونشأتها، وأهم المواقف التي جمعتها بأبيها رسول الله، وقصة زواجها من الإمام علي بن أبي طالب، وحتى وفاتها رضى الله عنها. 

نسب ونشأة فاطمة بنت محمد الزهراء

هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة، بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

أما أمها فهي خديجة بنت خُوَيْلِد بن أسَدَ بن عبد العُزَّى بن قُصَي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وُلدت فاطمة بنت محمد في مكة المكرمة قبل خمس سنوات من بعثة رسول الله، وقد أطلق عليها رسول الله هذا الاسم بإلهام من عند الله تعالى؛ لأن الله قد فطمها عن النار، وكان لها من الإخوة الأشقاء اثنان من الذكور وثلاثة من الإناث، وهم “القاسم، عبد الله، زينب، رقية، وأم كلثوم”، وكانت فاطمة هي أصغر بنات رسول الله، أما أخيها “إبراهيم” فكان أخيها من جهة الأب فقط. 

تربت “فاطمة بنت محمد” على يد والدها رسول الله، وقد كانت من أقرب الناس إليه، وشهدت ما تعرض له والدها من أذى المشركين بعد بعثته، فكانت تساعده على تحمل هذه الصعاب وتسانده، وكانت ممن تم حصارهم لمدة ثلاث سنوات في شعب أبي طالب، ورغم أن الحصار قد أثر على صحتها بشكل سلبي، إلا أنها ازدادت إيمانًا بالله ورسوله. 

وبعد انتهاء الحصار بفترة ليست بالطويلة، توفيت السيدة خديجة رضى الله عنها، وحزنت “فاطمة” عليها حزنًا شديدًا، لكنها لم تلبث إلا أن استعادت قواها وظلت تساند والدها في دعوته وتبليغها إلى كافة الناس، ومن هنا كناها رسول الله بأم أبيها. 

كما قد أطلق عليها البعض لقب “فاطمة الزهراء”؛ لأنها كانت زهرة أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

الهجرة إلى المدينة والزواج من الإمام علي 

هاجرت السيدة فاطمة بنت محمد إلى المدينة المنورة برفقة الصحابي الجليل “زيد بن حارثة”، وكان ممن هاجر معها أختيها “رقية، وأم كلثوم” وبعض آل بيت النبي، وبعد الاستقرار في المدينة، تزوجت من الإمام علي بن أبي طالب، وكان ذلك في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة، بعد غزوة أحد. 

وقبل زواجها منه، تقدم لخطبتها الكثير من صحابة رسول الله، على رأسهم أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، إلا أن رسول الله قد ردهم بلطف، وقيل أن زواج السيدة فاطمة من الإمام علي كان بأمر من الله عز وجل، وقد أصدقها الإمام علي عند الزواج مبلغ 480 درهمًا، وكانت تبلغ من العمر عند الزواج ثماني عشرة سنة. 

وقد أنجبت السيدة فاطمة بنت محمد “الحسن، الحسين، المحسن، زينب، وأم كلثوم”، ولم يتزوج “الإمام علي” على السيدة فاطمة أبدًا طوال حياتها، وقد ورد في السيرة أنه لما أراد الزواج من ابنة أبي جهل، وعرض الأمر على رسول الله، رفض وقال: لا، فاطمة مضغة مني، ولا أحسب إلا أنها تحزن أو تجزع، فلم يتزوج الإمام علي مرة ثانية إلا بعد وفاة السيدة فاطمة. 

أول الناس لحاقًا برسول الله بعد موته من أهل بيته

لما كان رسول الله في مرض موته، ذهبت ابنته فاطمة للجلوس معه، فأخبرها في أذنها أنه سيُقبض في هذا المرض، فبكت السيدة فاطمة على الفور، وأصاب وجهها الحزن والهم، ثم أخبرها في أذنها ثانية أنها أول آل بيته لحاقًا به، ففرحت وضحكت، ولما سألتها السيدة عائشة عما أحزنها وأضحكها رفضت الإجابة عليها، لكن السيدة عائشة قد أعادت عليها السؤال مرة ثانية لكن بعد وفاة رسول الله، فأخبرتها السيدة فاطمة بما قاله رسول الله إليها. 

وفاة فاطمة بنت محمد الزهراء

كانت السيدة فاطمة أول آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لحاقًا به بعد وفاته؛ إذ توفيت بعده بحوالي خمسة أو ستة أشهر، وكانت تبلغ من العمر حينها ما يقرب من 29 عامًا، وكان ذلك في 10 جمادى الأولى عام 11 من الهجرة، والجدير بالذكر أنها كانت أول من يصنع له نعش في الإسلام، بالإضافة إلى أن من قام بتغسيلها هو الإمام علي، والسيدة أسماء بنت عميس، وقد صلى عليها جدها العباس عم رسول الله. 

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…