صفية بنت عبد المطلب | عمة رسول الله

صفية بنت عبد المطلب؛ هي شاعرة فصيحة، تميزت برجاحة العقل، وحسن التفكير والتدبير، كانت من السابقين إلى الإسلام، وقد شهدت كافة المعارك والغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أنها عمته رضى الله عنها. 

إنها الصحابية الجليلة التي تميزت بالشجاعة والإقدام، والفصاحة والبلاغة “صفية بنت عبد المطلب” عمة رسول الله، ومن أوائل أهله الذين آمنوا به ودخلوا في الإسلام، فكانت من السابقين، وهاجرت إلى المدينة المنورة، وحضرت على الأغلب كافة الغزوات.  

في هذا المقال من مجلة “زهرة” سنذكر سيرة الصحابية الجليلة “ًصفية بنت عبد المطلب” وأهم المواقف التي وردت في سيرتها، وحتى وفاتها رضى الله عنها. 

نسب ونشأة صفية بنت عبد المطلب

هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وأمها هي هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، ولدت “صفية” في مكة المكرمة، وكان ذلك قبل الهجرة بـ 53 عامًا، كان والدها “عبد المطلب” من سادات قريش الكبار، وكانت له الرئاسة والزعامة في قومه، كما كان مطاعًا فيهم، وبالتالي تربت ابنته في بيت شريف. 

زواج صفية بنت عبد المطلب

كانت صفية من بنات سيد قريش، ولذلك ما إن وصلت إلى سن الزواج حتى تهافت الخطاب عليها؛ آملين في الزواج منها، وبالفعل تزوجت من “الحارث بن حرب بن أمية”، وهو شقيق أبي سفيان بن حرب، وقد أنجبت من زوجها هذا ابنة واحدة، كانت تُدعى “الصفياء بنت الحارث”، وبعد فترة توفى زوجها الحارث. 

بعد ذلك تزوجت السيدة صفية للمرة الثانية من “العوام بن خويلد”، وقد كان شقيق أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، وقد أنجبت منه ثلاثة أولاد من الذكور، وبنت واحدة، وهم “الزبير، السائب، عبد الكعبة، وأم حبيب”، وقد قُتل زوجها العوام في حرب الفجار. 

الدخول في الإسلام 

كانت السيدة صفية من السابقات إلى الدخول في الإسلام، وقد ورد في ذلك أن رسول الله لما نزلت آية “وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ” صعد على جبل الصفا، وأخذ ينادي قائلًا: يا معشر قريش، يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أغني عنكم من الله شيئًا، وبالفعل أسلمت عمته حينها. 

وبعد دخول السيدة صفية في الإسلام، ظلت ثابتة على دينها رغم الفتن والمشكلات التي كان يقوم بها كفار قريش مع كل من يدخل في الإسلام، ولما أذن رسول الله أصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، كانت السيدة صفية ممن هاجروا إليها برفقة ابنها الزبير، وأخيها حمزة بن عبد المطلب. 

المشاركة في الغزوات مع رسول الله 

عقب استقرار السيدة صفية في المدينة برفقة أولادها، حرصت على المشاركة في جميع الغزوات برفقة رسول الله، ومما يُروى عنها في غزوة أحد أنها كانت تقوم على نقل المياه، وسقاية العطشى، وبري السهام للمحاربين، ولما انتهت المعركة وعلمت بخبر استشهاد أخيها حمزة والتمثيل به، أمر رسول الله ابنها الزبير قائلًا له: ردها، لكي لا ترى ما بأخيها حمزة. 

وعلى الفور ذهب ابنها إليها يعلمها بأمر رسول الله، فقالت له: لقد بلغني أنه قد مُثل بأخي، وذلك في الله قليل، ولأحتسبن وأصبر، فلما أعلم الزبير رسول الله بما قالت والدته، أمره بأن يدعها، وذهبت السيدة صفية إلى جثمان أخيها، وصلت عليه واسترجعت، وأمر رسول الله بعدها بدفنه. 

وقد شاركت عمة رسول الله أيضًا في غزوة الخندق، وكان لها دور عظيم في تلك المعركة؛ حيث قامت بقتل يهودي وحدها، وأصل ذلك يرجع إلى أن في تلك الغزوة جعل رسول الله النساء في حصن آمن بالنسبة لهن، وترك معهن الصحابي “حسان بن ثابت”، وكان هناك ثغر في الحصن، فتمكن رجل من اليهود من الدخول إلى النساء، فأمرت السيدة صفية سيدنا حسان بأن يقوم إلى اليهودي فيقاتله، فأجابها قائلًا: لو كان ذلك فيّ، لكنت مع رسول الله. 

فقامت السيدة صفية في موقف شجاع منها، وضربت اليهودي وتمكنت من قتله وقطع رأسه، ولم تكتفي بذلك بل قامت بأخذ رأسه المقطوع وإلقائه على اليهود من هم خارج الحصن، فخافوا مما حدث وتفرقوا على الفور، وقيل في ذلك الموقف، أن السيدة صفية هي أول امرأة تقتل رجلًا من المشركين. 

كما شهدت السيدة صفية أيضًا غزوة خيبر هي وابنها الزبير بن العوام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أطعمها رسول الله في تلك الغزوة أربعين وسقًا. 

رواية الحديث عن رسول الله

كان السيدة صفية ممن روى الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روى عنها أيضًا عدد من الصحابة، كان منهم “ابنها الزبير بن العوام، جعفر بن الزبير، وحميد بن هلال”. 

وفاة عمة الرسول صفية بنت عبد المطلب 

توفيت السيدة صفية عام 20 من الهجرة، وكان ذلك أثناء خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وقد كانت تبلغ من العمر حينها 73 عامًا، وقد صلى عليها أمير المؤمنين عمر، وتم دفنها في البقيع. 

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…