من أجلك زهرتي .

أهم المعلومات حول ميلاد ونشأة سميرة موسى

كانت سميرة موسى؛ أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة يتم تعيينها في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، الفتاة المصرية التي بزغ نجمها في عالم الذرة والطاقة، الدكتورة “سميرة موسى”، العالمة المصرية التى صرحت يومًا بأن رغبتها “أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين”. 

الفتاة المصرية التي اجتهدت وأنهت رسالة الدكتوراه الخاصة بها في سنة وبضعة أشهر فقط، وهي التي كان من المحدد لها إنهائها بعد ثلاث سنوات، والتي رفضت العديد من العروض المغرية من ناحية المال والمنصب، لتبقى في أمريكا وتعمل على تطوير أبحاثها العلمية هناك، لكنها رفضت وعادت إلى مصر رغم كل تلك المغريات.

أثرت مس كوري الشرق سميرة موسى بشكل كبير في مجال الطاقة، نتيجة للأبحاث العلمية والنتائج التي توصلت إليها، ولفتت أنظار العالم أجمع إلى مصر؛ لكونها الموطن الأصلى “لموسى” والتي أبهرت العالم بنتائجها وإنجازاتها رغم سنها الصغير. 

ولتأثيرها ودورها الكبير في العمل على نهضة المجتمع، قررت “زهرة” تسليط الضوء على قصة حياة العالمة المصرية الدكتورة مس كوري الشرق سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية، ونشأتها وحياتها العملية، وكيف أصبحت محط أنظار العالم نتيجة لأبحاثها وأعمالها العظيمة. 

ميلاد ونشأة مس كوري الشرق سميرة موسى

  • وُلدت مس كوري الشرق سميرة موسى في قرية سنبو الكبرى، الواقعة في مركز زفتى، بمحافظة الغربية، في 3 مارس عام 1917، وكانت تمتلك شقيقان وشقيقة واحدة، وكان والدها صاحب مكانة عالية بين أفراد القرية، وكان منزله دائمًا يعج بالضيوف لمناقشة الأحوال السياسية والاقتصادية، وجميع الأمور المتعلقة بالقرية والبلاد.
  • التحقت مس كوري الشرق سميرة موسى بكتاب القرية، وتمكنت من حفظ بعض أجزاء القرآن الكريم، وكذلك التحقت بمدرسة “سنبو” الابتدائية، وسرعان ما ظهر نبوغها ومهارتها، بالإضافة إلى حبها الشديد للقراءة ومتابعة الصحف والأخبار.
  • ومع ظهور نبوغها العلمي، قرر والدها الانتقال إلى القاهرة؛ لمتابعة تعليمها بشكل أفضل، كما قام والدها بشراء فندق في “حي الحسين” لإدارته واستثماره؛ ليتمكن من العيش في القاهرة من أجل ابنته سميرة.
  • وبعد انتقال سميرة إلى القاهرة رفقة والدها، التحقت بمدرسة “قصر الشوق”، ثم منها إلى مدرسة “بنات الأشراف” الثانوية، والتي قامت بتأسيسها وإدارتها “نبوية موسى” الناشطة النسائية الشهيرة.
  • مع تطور “سميرة موسى” في مراحلها التعليمية، تمكنت من الحصول على المركز الأول في جميع المراحل، وهو الأمر الذي كان غير معتادًا عليه في ذلك الوقت، وخاصة حينما حصدت المركز الأول على الشهادة التوجيهية عام 1935، ومن أهم المواقف التي تدل على نبوغها قيامها أثناء المرحلة الثانوية بإعادة صياغة كتاب الجبر المدرسي بأسلوب سهل وبسيط؛ لتتمكن جميع الطالبات من فهمه، ولم تكتفي بذلك، بل قامت بطبع الكتاب علىنفقة والدها الخاصة، وقامت بتوزيعه على جميع زميلاتها في الصف.

سميرة موسى والجامعة 

عقب حصولها على المركز الأول للشهادة التوجيهية، قررت “سميرة” الالتحاق بكلية العلوم بجامعة الملك فؤاد الأول “جامعة القاهرة حاليًا”، رغم أن والدها كان يرغب في التحاقها بكلية الآداب كعادة جميع الفتيات في ذلك الوقت، لكنها قررت اختيار كلية العلوم، على الرغم أيضًا من أن مجموعها كان يؤهلها للالتحاق بكلية الهندسة. 

ومع بداية دراستها الجامعة، تمكنت من لفت أنظار العالم الكبير الدكتور “مصطفى مشرفة” إليها، والذي تتلمذت على يديه وتعلمت منه الكثير، ومع انتهائها من الدراسة الجامعية عام 1939، كانت “سميرة” الأولى أيضًا على دفعتها، مما أهلها للتعيين كمعيدة في الكلية.

لكن هذا الأمر رفضه الأساتذة الكبار في الجامعة؛ لعدم تعيين أي امرأة قبلها للتدريس في الجامعة، لكنها ورفقة أستاذها “مصطفى مشرفة” خاضت حربًا طويلة، مطالبة بحقها في التعيين، حتى رضخت إدارة الجامعة لها، وبالفعل تم تعيينها كمعيدة في كلية العلوم، لتكون بذلك أول معيدة يتم تعيينها في كلية العلوم. 

بداية المشوار للتخصص في علوم الذرة 

عقب تعيينها معيدة في الكلية، قررت “موسى” الحصول على شهادة الماجستير، وبالفعل بدأت بالتحضير في بحثها، والذي كان يحمل اسم “التواصل الحراري للغازات”، وتمكنت من الحصول على الماجستير من جامعة القاهرة، بتقدير امتياز.

مس كوري الشرق سميرة موسى
مس كوري الشرق سميرة موسى

وبعدها بدأت بالتفكير في نيل الدكتوراه، فسافرت في بعثة علمية إلى إنجلترا، لتعمل على دراسة “الإشعاع النووي” هناك، وبالفعل تمكنت من الحصول على درجة الدكتوراه بامتياز عن بحث حمل اسم “الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة”، بالإضافة إلى أنها تمكنت من إنهاء الرسالة في عام وبضعة أشهر فقط، قبل الموعد المحدد لها والذي كان ثلاث سنوات. 

ونتيجة لإنهائها الرسالة مبكرًا، قررت قضاء الوقت المتبقي من البعثة في العمل في المعامل البريطانية الكبيرة، واستطاعت التوصل إلى نتائج هامة، أفادت إمكانية تفتيت بعض أنواع المعادن الرخيصة، وصناعة القنبلة النووية باستخدام هذه المواد، والتي يمكن إتاحتها للجميع؛ لكونها قليلة الثمن والتكلفة. 

وكانت ترغب في جعل مصر تمتلك سلاحًا نوويًا؛ كما كانت تؤمن أيضًا أن امتلاك السلاح النووي يعمل على تحقيق السلام في العالم أجمع، إذ كانت ترى أن الدول التي تتحدث عن السلام وتعمل على نشره، لا بد لها من التحدث من موضع قوة وعزة، وهو الأمر الذي لا يتحقق إلا بعد امتلاك السلاح النووي، وهو الأمر الذي لفت أنظار العالم الغربي كامله إليها. 

ونتيجة لنبوغها في الأبحاث والمختبرات العلمية، أُطلق عليها لقب “مس كوري الشرق”، نسبة إلى عالمة الفيزياء البولندية “مارى كورى”.

سميرة موسى ورفض العروض الخارجية

مع تواصل نجاحات مس كوري الشرق سميرة موسى وإنجازاتها في مجال الطاقة والذرة، تلقت العديد من العروض التي كان مفادها السفر إلى الخارج وتطوير تلك الأبحاث الخاصة بها لصالح الدول الأخرى، مقابل الحصول على امتيازات ضخمة ومبالغ مالية طائلة، لكنها قابلت كل تلك العروض بالرفض، وأعلنت أن نتائج أبحاثها ستكون لمصر فقط. 

أهم إنجازات سميرة موسى 

  • عقب عودت مس كوري الشرق سميرة موسى إلى مصر، قامت بتأسيس “هيئة الطاقة الذرية” عام 1948، كما عملت على تنظيم “مؤتمر الذرة من أجل السلام”، والذي قامت بدعوة العديد من العلماء الكبار حول العالم للمشاركة فيه، بالإضافة إلى أن من قام باستضافة المؤتمر هي كلية العلوم التي تعمل بها “سميرة موسى”.
  • كما انضمت للعديد من اللجان العلمية، وكان من أهمها لجنة “الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية”، والتي عمل على تشكيلها وزارة الصحة المصرية.

هوايات سميرة موسى ومقالاتها

كانت مس كوري الشرق سميرة موسى هاوية للقراءة وعاشقة لها، وكانت تقرأ في عدة مجالات مختلفة، منها “الأدب، السير الذاتية، والتاريخ، بالإضافة إلى الكتب العلمية”، كما أنها كانت محبة للموسيقى وتجيد العزف على العود، بالإضافة إلى أنها كانت محبة للتصوير وكذلك التريكو. 

وبجانب هذه الهوايات والمهارات، قامت “سميرة” بكتابة عدة مقالات في مجالها، كان من أهمها مقالة عن “دور الخوارزمي في إنشاء علوم الجبر”، كما قامت بكتابة عدة مقالات عن الطاقة الذرية، وطرق الوقاية منها وأثرها. 

مقتل مس كوري الشرق سميرة موسى

مع استمرار نجاحاتها العلمية في مجال الذرة وعلوم الطاقة، تلقت دعوة للسفر إلى أمريكا؛ لزيارة معامل الطاقة النووية هناك، وقبل انتهاء زيارتها بعدة أيام، تلقت دعوة من أحد المعامل الموجودة في ولاية كاليفورنيا، وفي طريق ذهابها إلى هناك، اصطدمت سيارتها بسيارة نقل مسرعة، مما أدى إلى وقوع سيارة الدكتورة سميرة موسى في وادٍ عميق، لكن سائق سيارتها قد تمكن من الهرب قبل سقوط السيارة في الوادي، واختفى ذكره من حينها كما لم يتمكن أي شخص من العثور عليه أبدًا. 

كانت تلك الحادثة في 5 أغسطس عام 1952، لترحل الدكتورة سميرة عن عمر يناهز 35 عامًا فقط. 

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…

تابع جديد موضوعات زهرة
تابع جديد موضوعات زهرة
كوني مميزة وسجلي الآن؛ لكي يصلكِ كل ما هو جديد في عالم المرأة والطفل.
يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت تريدين
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا