من أجلك زهرتي .

زها حديد ملكة المنحنيات

زها حديد ملكة المنحنيات؛ لم تكن تتخيل “زَها حديد” أو من تلقب بـ “ملكة المنحنيات”، بأن اسمها سيكون لامعًا في مجال الهندسة المعمارية عالميًا، وأن تصميماتها الفريدة ستظل شامخة، تجعل كل من يراها يشير إلى زَها بالبنان.

زَها حديد المهندسة العراقية الأصل، صاحبة أفضل تصميمات معمارية حول العالم، والتي اقتحمت عالم الهندسة المعمارية في وقت كانت حكرًا فيه فقط على الرجال، وصاحت قائلة “من اليوم لن تعد الهندسة المعمارية حكرًا على الرجال فقط”، وبالفعل أثبتت أعمالها الرائعة أنها تستحق عن جدارة لقب “ملكة المنحنيات”. 

كما اختيرت زها حديد، ملكة المنحنيات عام 2010 كرابع أقوى امرأة في العالم، وهو الأمر الذي جعلها من أفضل النساء الملهمات، والتي لها أعظم أثر رآه العالم وتعامل مع زها كواحدة من أفضل المعماريين، ولذلك قررت “زهرة” تسليط الضوء على حياة زها حديد، ملكة المنحنيات، وكيف وصلت إلى أعلى مراتب الشهرة والمجد. 

نشأة زها حديد ملكة المنحنيات

وُلدت زها محمد حسين حديد اللهيبي في العاصمة العراقية بغداد، في 31 أكتوبر عام 1950 من الميلاد، لأسرة ميسورة الحال، كان والدها السيد “محمد حديد” وزير المالية للعراق، في الفترة ما بين 1958 وحتى عام 1960، كما أنه كان أيضًا أحد أكبر قادات الحزب الوطني العراقي، بينما كانت والدتها تُدعى “وجيهة الصابونجي” وقد كانت تعمل كفنانة تشكيلية، بالإضافة إلى أنها من زرعت حب الفن والتشكيل داخل ابنتها. 

وكانت زها حديد، ملكة المنحنيات هي من تتوسط إخوتها، إذ كانوا ثلاثة أطفال فقط، الشقيق الأكبر وهو “هيثم حديد” والذي يعد من أفضل رجال الاقتصاد في لبنان، وزها والتي كان ترتيبها الثاني بين أشقائها، بالإضافة إلى شقيقها “فولاذ” وهو من رجال القانون والأعمال في لبنان، ثم في المغرب وخاصة بعد استقراره هناك، وزواجه من العائلة الحاكمة. 

أتمت زها حديد ملكة المنحنيات دراستها الثانوية في العراق، ثم انتقلت إلى لبنان وتحديدًا بيروت، لتبدأ بدراسة الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت، والتي تخرجت منها عام 1971 م، وبعدها انتقلت إلى بريطانيا؛ لتبدأ بدراسة الهندسة المعمارية في كلية رابطة المعماريين، والتي تُعد من أقدم كليات بريطانيا، وتخرجت منها عام 1977م. 

ومن أهم قناعات زها التي بدأت تتشكل تلك الفترة ناحية الهندسة المعمارية، أنها لا تؤمن بوجود الزاوية القائمة في العمارة، حتى قال عنها أستاذها “ايليا زينغليس” أنها مخترعة الـ 89 درجة؛ لكونها لا تؤمن بالزاوية القائمة. 

حياة زها حديد ملكة المنحنيات العملية

عقب تخرجها من كلية رابطة المعماريين، بدأت العمل في مكتب المعمار المديني في هولندا، ثم عادت بعد ذلك لتكون محاضرة في نفس الكلية التي تخرجت منها، وتمكنت في العام 1980 من إنشاء مكتبها المعماري الخاص، والذي أسمته “مكتب زها حديد المعماري”. 

والتحقت زها حديد ملكة المنحنياتبالعمل في عدد من جامعات أوروبا وأمريكا كأستاذة زائرة للعمارة، ومن أهم هذه الجامعات “نيويورك، شيكاغو، هارفارد، وأوهايو”، كما أنها حصلت على الجنسية البريطانية عقب فترة من إقامتها هناك، ورغم كل هذا، إلا أن زها لم تتزوج طوال حياتها، والتي وهبتها للهندسة المعمارية والتصميم. 

معارض أعمال زها حديد

أسست زها حديد ملكة المنحنيات العديد من المعارض الدولية؛ لعرض أعمالها الفنية والإبداعية في مجال الهندسة، وشملت تلك المعارض الكثير من المشاريع والرسومات التي قامت زها بتخطيطها وتنفيذها، وكان بداية هذه المعارض معرض كبير أنشأته في الجمعية المعمارية في لندن عام 1983، كما يعد من أشهر المعارض التي أقامتها…

زها حديد ملكة المنحنيات
زها حديد ملكة المنحنيات
  • معرض في متحف غوغنهايم في نيويورك عام 1978. 
  • معرض باسم “غا غاليري” في طوكيو عام 1985. 
  • معرض في قسم الدراسات العليا للتصميم، بجامعة هارفارد عام 1994. 
  • معرض في صالة الانتظار الخاصة بالمحطة المركزية الكبرى في نيويورك عام 1995. 

أسلوب زها حديد المعماري

تأثرت زها حديد، ملكة المنحنيات بأعمال المعماري “أوسكار نيماير” بشكل كبير، وشجعتها أيضًا على إنشاء أسلوب معماري خاص بها، لتتمكن من استخدامه في جميع أعمالها المعمارية، والتي تميزت بالنظام التفكيكي، كما اتبعت زها في أعمالها النظام الراديكالي، والذي يعني الخروج عن النص والمألوف، وخلق نظام جديد فريد. 

كما تميزت أعمال زها بكونها من الفن التفكيكي، والذي يتكون من قطع وأقواس وأسقف طائرة، ولذلك أُطلق على أعمالها لقب “التجريد الديناميكي”، كما عملت على إلغاء الفروق بين النحت والرسم، وإعادة هيكلتها في نظام معماري جديد، ما ساعدها على تصميم أشكال ومشاريع معمارية كان من الصعب تصميمها سابقًا. 

بعض مشاريع زها حديد ملكة المنحنيات

  • عام 1993 أنهت زها حديد، ملكة المنحنيات أول مشروع مستقل لها بعد عمل استمر لمدة أربع أعوام، وكان هذا المشروع هو محطة إطفاء الحريق “فيترا فاير” الألمانية، وكان أول عمل لها في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1998، وكان عبارة عن “متحف مركز الفنون المعاصرة”، وهو أول متحف أمريكي يتم تصميمه من قبل امرأة.
  • وفي عام 2005 تم اختيار تصميمها لمركز السباحة الأوليمبي للألعاب الأولمبية الصيفية والتي عُقدت عام 2012، كما يعد من أهم أعمالها وأشهرها تصميم “مركز حيدر علييف الثقافي” في أذربيجان، وكذلك محطة البواخر في مدينة ساليرنو الإيطالية.
  • وكذلك قامت بتصميم “المركز العلمي” في مدينة ولسبورج الألمانية، ومركز لندن للرياضات البحرية، وتصميم “متحف الفن الإيطالي” في مدينة روما الإيطالية، بالإضافة إلى “جسر أبو ظبي” في الإمارات، وكذلك تم اختيار تصميمها لاستاد الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 2012، والتي كان من المقرر انعقادها عام 2020.

جوائز زها حديد

  • حصلت زها على حوالي 100 تكريم وجائزة طوال حياتها، كان من أهمها الجائزة التي حصلت عليها عام 2004 من المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين عن تصميم المتحف الأمريكي، كما حصلت على جائزة العمارة الأمريكية عام 2005، من متحف شيكاغو عن تصميمها لنفس المتحف الأمريكي.
  • كما حصلت زها حديد ملكة المنحنيات عام 2004 على جائزة “بريتزكر” للهندسة المعمارية، لتصبح بذلك أول امرأة في العالم تحصل على هذه الجائزة، والتي تعد أقيم وأرفع جائزة معمارية في العالم، كما حصلت عام 2012 على رتبة الإمبراطورية البريطانية الشرفية الرفيعة، وهي من أهم الرتب في بريطانيا، بالإضافة إلى أنها حصلت أيضًا على جائزة أفضل تصميم من قبل “متحف ديزاين” في بريطانيا عام 2014، عن تصميمها “مركز حيدر علييف الثقافي” في أذربيجان.

وفاة زها حديد ملكة المنحنيات

توفيت زها حديد ملكة المنحنيات في 31 مارس من العام 2016، إثر إصابتها بأزمة قلبية مفاجئة، خلال تلقيها العلاج في المشفى الواقعة في ولاية ميامي الأمريكية، عقب إصابتها بالتهاب رئوي حاد، لتفارق الدنيا عن عمر يناهز الـ 65 عامًا، رحلت بعد أن قامت بتصميم 950 مشروعًا في 44 دولة حول العالم، رحلت زها لكن أعمالها ستظل شاهدة على إنجازاتها ووجودها يومًا ما، رحلت لكن أعمالها لا زالت حاضرة بيننا.  

  

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…

تابع جديد موضوعات زهرة
تابع جديد موضوعات زهرة
كوني مميزة وسجلي الآن؛ لكي يصلكِ كل ما هو جديد في عالم المرأة والطفل.
يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت تريدين
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا