أهم المعلومات حول حمو النيل وأسباب ظهوره في الصيف
يعد حمو النيل من أكثر الأمراض الجلدية الشائع ظهورها في فصل الصيف، وهو يتسبب في تهيج والتهاب الجلد واحمراره، مع الشعور المستمر بالحكة، ولتفادي هذا الطفح الجلدي، ينبغي على الأفراد الحصول على المعلومات الكافية حول أسباب ظهور هذا المرض وأهم الوسائل التي يمكنهم استخدامها للوقاية منه.
لذا في هذا المقال المقدم من مجلة “زهرة” سوف نتحدث عن أهم المعلومات المتعلقة بحمو النيل وأسباب ظهوره في فصل الصيف، وسنقدم بعض النصائح والإرشادات التي يمكن للأفراد اتباعها لتجنب هذه المشكلة المزعجة.
ما هو حمو النيل؟
يعد حمو النيل أو “الحصف الجلدي” أحد أنواع الطفح الجلدي الشائعة وغير المعدية، والتي تصيب الغدد العرقية، وعادة ما يحدث انسداد في قنوات هذه الغدد؛ مما يؤدي إلى تسرب العرق إلى الأنسجة المحيطة، وتكون بثور صغيرة محاطة بجلد متهيج أحمر اللون، كما أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة لهذا الطفح الحراري خاصةً في فصل الصيف؛ لأنه مرتبط بارتفاع درجة حرارة الجو، كما أن المناطق المغطاة بالملابس تكون هي الأكثر عرضة لظهور هذا المرض الجلد.
ما هي الأعراض الشائعة لحمو النيل؟
يأتي هذا المرض على شكل طفح جلدي على الجلد، مكونًا حبوب أو بثور صغيرة محيطة ببقع حمراء اللون، وقد تترافق هذه الأعراض مع حكة شديدة وحرقان في المناطق المصابة، وعادةً ما تظهر هذه الأعراض في المناطق التي تعرضت للتعرق بشكل أكبر، مثل “الصدر، الظهر، البطن، الفخذين، والأرداف”.
وفي الحالات الأكثر حدة من الممكن ظهور بثور كبيرة ومنتفخة، وأكثر حدة، مع توسع المنطقة المصابة بالطفح الجلدي.
وقد تشمل أعراض حمو النيل عند الأطفال ما يأتي:
- الحمى.
- الصداع.
- آلام في الجسم.
- التعب والإرهاق العام.
- ألم في المفاصل.
- تورم في الغدد الليمفاوية.
- ظهور طفح جلدي.
أسباب ظهور الطفح الحراري
يعد السبب الرئيسي لظهور حمَو النيل هو انسداد القنوات العرقية كما ذكرنا؛ مما يؤدي إلى تسرب العرق إلى الأنسجة المجاورة مسببًا التهابها واحمرارها، و يحدث ذلك بشكل أكبر في فصل الصيف، بالإضافة إلى عدة أسباب أخرى منها:
- عدم اكتمال تكون القنوات العرقية عند الرضع؛ مما يجعلهم أكثر عرضة لانسداد هذه القنوات، وزيادة احتمالية الإصابة بحمّو النيل.
- المناخ الاستوائي الحار والرطب.
- زيادة النشاط البدني الذي يحفز العرق، خاصةً مع ارتفاع درجة الحرارة.
- الراحة السريرية لفترة طويلة، وخاصةً إذا كانت مصحوبة بارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- تناول بعض أدوية الباركنسون التي تغلق مسام العرق.
- أدوية مدرات البول التي تؤثر على توازن السوائل في الجسم.
- ارتداء الكثير من الملابس في الطقس الحار.
- ارتداء الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية.
- الوجود في أماكن سيئة التهوية.
- تعرض الجلد إلى بعض المواد المثيرة للحساسية.
وتعتبر الفئات الأكثر عرضة للإصابة بحمّو النيل هي:
- المواليد الجدد الذين يعانون من عدم اكتمال تكوين القنوات العرقية، مما يجعلهم أكثر عرضة لانسداد هذه القنوات.
- سكان المناطق الاستوائية؛ حيث تكون درجة الحرارة مرتفعة، والرطوبة عالية.
- الأشخاص الذين يقومون بأنشطة بدنية شديدة ويتعرضون للعرق بكثرة، حيث يزيد التعرق من احتمالية حدوث انسداد في قنوات التعرق، وبالتالي الإصابة بحمو النيل.
ويجب الإشارة إلى أن أي شخص يمكن أن يصاب بحمّو النيل، لكن الفئات المذكورة بالأعلى هي الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
علاج حمو النيل
يتضمن علاج حمَو النيل عدة إجراءات، منها علاجات منزلية، وعلاجات دوائية، وتشمل:
- تجنب الحرارة والرطوبة الشديدة، والإقامة في الأماكن الباردة والجافة.
- ارتداء الملابس المصنوعة من الأقمشة الخفيفة والقطنية، والتي تسمح بتدفق الهواء وامتصاص العرق.
- الاستحمام بالماء البارد، واستخدام الكمادات الباردة على المناطق المصابة؛ لتخفيف الحكة والالتهاب.
ومن العلاجات الدوائية
- استخدام مرهم أو كريم يحتوي على مواد مهدئة للحكة ومضادة للالتهابات، مثل مرهم الكالامين.
- قد يصف الأطباء أدوية مضادة للحساسية تحتوي على الهيستامين؛ لتخفيف الحكة والتخلص من الاحمرار.
- استخدام مرهم مانع لانسداد قنوات العرق، مثل مرهم إنهايدرس لانولين.
- استعمال المراهم الموضعية المحتوية على الكورتيزون على المناطق المصابة في الحالات الشديدة جدًا.
حمو النيل عند الأطفال
يمكن للحصف الجلدي أن يصيب جميع الأعمار، ولكنه يصيب الأطفال والرضع بشكل أكبر؛ ويعود ذلك إلى أن الغدد العرقية لديهم غير مكتملة، وهي أكثر عرضة للاحتباس الحراري والانسداد، ويحدث هذا الطفح الجلدي عادةً في مناطق الفخذ والعنق والوجه، ويمكن تخفيف حدة الأعراض بأخذ حمام بارد واستخدام الكريمات التي تخفف من الحكة، وعادةً ما يختفي الحصف الحراري من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى علاج خاص، ولكن ينبغي مراقبة الأعراض والتأكد من عدم تفاقمها.
علاج حمو النيل عند الأطفال
- يمكن تخفيف الأعراض باستخدام الماء البارد، والحرص على تجفيف الجسم جيدًا بعد الماء.
- استخدام بودرة التلك غير المعطرة، والتي تساعد على امتصاص العرق، والتقليل من تهيج الجلد.
- استخدام كريم مضاد حيوي تحت إشراف طبي، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تحتوي على الهيستامين للتخفيف من الحكة.
- استخدام الكمادات الباردة على المنطقة المصابة بحمَو النيل.
- الإكثار من شرب الماء؛ للتقليل من تعرض الطفل للجفاف.
- الحرص على ارتداء الأطفال للملابس القطنية، وتجنب ارتداء الملابس التي تحتوي على ألياف صناعية.
ما هو الفرق بين حمو النيل والحساسية؟
يختلف حمو النيل عن الحساسية في العديد من الجوانب، فالحساسية تحدث نتيجة للتعرض لعوامل معينة، مثل التحسس من لدغ الحشرات، أو بعض الأطعمة أو المعادن، وتتمثل الحساسية في ظهور طفح جلدي يصاحبه حكة واحمرار.
أما حمّو النيل فهو طفح حراري يتسبب في انسداد قنوات الغدد العرقية؛ مؤديًا إلى تسرب العرق إلى الأنسجة المحيطة، مع تكون بثور وحبوب حمراء اللون.
وتختلف الآثار الموجودة على الجلد في الشكل والحجم، حيث يكون حمو النيل على شكل حبوب صغيرة محاطة بمناطق جلدية حمراء اللون، في حين يكون الطفح الجلدي الناجم عن الحساسية على شكل طفح جلدي بدون وجود أي حبوب أو بثور.
هل هذا المرض من الأمراض المعدية؟
من الأسئلة الشائعة هو “هل حمو النيل معدي أم لا؟”، لكن لا داعي للقلق، فحمَو النيل من الأمراض الجلدية غير المعدية، فهو يحدث نتيجة انسداد القنوات العرقية في جلد المصاب، وعادةً ما يختفي من تلقاء نفسه بانتهاء فصل الصيف، دون الحاجة إلى علاج خاص.
أهم النصائح لوقاية الأطفال من الإصابة بحمو النيل
- الحرص على تجنب الحرارة والرطوبة الشديدة.
- ارتداء الملابس القطنية الخفيفة.
- ينصح بالاستحمام بالماء البارد يوميًا، واستخدام صابون الجلسرين بدلاً من الصابون العادي.
- يمكن وضع منشفة للأطفال أثناء النوم لامتصاص العرق.
- تجنب ارتداء الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية.
- ينبغي الجلوس في أماكن جيدة التهوية، وتجنب الجلوس في الأماكن الضيقة والمغلقة في فصل الصيف.
- يجب تجنب الأنشطة البدنية الشديدة في فصل الصيف.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة في ساعات الذروة.
- يمكن استشارة الطبيب إذا ظهرت الأعراض أو تفاقمت؛ للحصول على العلاج المناسب.
ختامًا، تنتشر الأمراض الجلدية في فصل الصيف بسبب الحرارة والرطوبة الشديدة ومن بين أشهرها وأكثرها شيوعًا حمو النيل، ولكن يمكن الوقاية منه، وغيره من الأمراض الجلدية في الصيف من خلال الاهتمام الجيد بالنظافة الشخصية، والتغذية السليمة، وتجنب العوامل المسببة للحساسية.
