حدود التعامل مع الخاطب

حدود التعامل مع الخاطب؛ تعد فترة الخطبة هي الفترة الأهم قبل الشروع في الزواج؛ إذ تستطيع الفتاة من خلالها التعرف بشكل أكثر وضوحًا على الخاطب، وتتمكن من معرفة ما إذا كان هذا الخاطب هو زوج مناسب لها في المستقبل أم لا، ورغم الأهمية القصوى لتلك الفترة في حياة كل خاطبين، إلا أنها لا تخرج عن كونها وعدًا بالزواج قد يتم فسخه في أي وقت؛ في حالة عدم توافق الطرفين. 

ولذلك فإن الإسلام قد شرع للخاطب ضوابط وحدود في تلك الفترة، لا يجوز له تخطيها أو التعدي عليها؛ ولا بد من أن يدركها جيدًا كل شاب وفتاة، سواء كانا مقبلين على خطوة الخطبة، أو بداخلها بالفعل.

وفي هذا المقال من مجلة “زهرة” سنذكر أهم حدود التعامل مع الخاطب في تلك الفترة، وأهم الضوابط الخاصة بالتعامل بينهما خلال فترة الخطبة. 

حدود التعامل مع الخاطب وأهم الضوابط

لعلاقة الخطبة حدود وضوابط تربطها في الإسلام، ولا بد لكل خاطب ومخطوبة الالتزام بها على حدٍ سواء، وهي الضوابط هي…

1- من أهم حدود التعامل مع الخاطب؛ هي الالتزام من قبل المخطوبة بالزي الشرعي، الذي يتصف بالحشمة والحياء، وعدم التبرج أمام الخاطب؛ لأنه لا يزال في حكم الأجنبي. 

2- أيضًا من حدود التعامل مع الخاطب، هي أن يكون الحديث بينهما لحاجة وضرورة من ضرورات الزواج، أو التعرف بشكل جيد على بعضهما البعض. 

3- لا يجوز لكل من الخاطب والمخطوبة وجود خلوة بينهما، بل لا بد من وجود الأب أو الأخ معهما، أو الأم في حالة عدم وجود الأب والأخ، فهي من أهم حدود التعامل مع الخاطب. 

4- أيضًا من أهم حدود التعامل مع الخاطب، هي أنه لا يجوز للخاطب مس يد خطيبته، أو السلام عليها؛ لأنه لا زال أجنبيًا، ولا يحل له مصافحتها إلا بعد عقد القرآن، بالإضافة إلى الابتعاد عن الخضوع في القول. 

ضوابط النظر إلى المخطوبة من قبل الخاطب 

شرع الإسلام عدة ضوابط عند رغبة الخاطب النظر إلى مخطوبته، لكن هذا التشريع محكوم بعدة ضوابط، هي…

1- لا يجوز النظر إلى المخطوبة إلا بعد وجود العزم على الزواج، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إذا ألقى الله في قلب امرئٍ خطبة امرأة، فلا بأس أن ينظر إليها”.  

2- يمكن لكل من الخاطب والمخطوبة تكرار النظر إلى بعضهما البعض في حالة وجود حاجة إلى ذلك.

3- عند نظر الخاطب إلى مخطوبته، فإن النظر يكون إلى وجهها وكفيها، لما ورد عن أبي هريرة رضى الله عنه أنه قال:” كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه رجل يخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله: أنظرت إليها؟ قال: لا، فقال رسول الله: اذهب فانظر إليها؛ فإن في أعين الأنصار شيئًا”. 

4- ويمكن للخاطب أو من يرغب في خطبة امرأة ما أن ينظر إليها دون أن تدري ودون علمها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إذا خطب أحدكم امرأة، فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته، وإن كانت لا تعلم”. 

هل يمكن التقدم إلى خطبة المرأة المخطوبة؟ 

لا يجوز التقدم إلى خطبة امرأة مخطوبة لشخص آخر؛ تجنبًا للمفاسد التي قد تحدث بسبب هذا الأمر، وقد حرمه بعض الفقهاء؛ لما ورد في صحيح البخاري عن الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه قال:”نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيع بعضكم على بيع بعض، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه، حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب”، وفي هذا الأمر مراعاة لحق الخاطب الأول، ومراعاة من المسلم لأخيه المسلم. 

هل حدد الشرع مدة معينة للخطبة؟ 

لم يثبت أو يرد أي نص قطعي يدل على تحديد مدة الخطبة بوقت معين، بل هو من الأمور التي يحددها الخاطب والمخطوبة سويًا وفق حالهما، لكن الأفضل عدم إطالة فترة الخطبة دون سبب أو حاجة إلى هذا الأمر، فقد عُرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حثه للشباب على التسريع في الزواج، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:”يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء”. 

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…