من أجلك زهرتي .

حاضنة رسول الله | أم أيمن

كانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب وفاة أمه آمنة في الطريق بين المدينة ومكة، وقامت على رعايته وتربيته، وبذلت كل ما في وسعها من أجل تعويضه عن حنان أمه الذي فقده ولم يتمتع به إلا قليلًا، وعاشت معه جميع مراحل حياته صلى الله عليه وسلم. 

أسلمت وحسن إسلامها، حتى أنها كانت من السابقين إلى الإسلام، تزوجت من حِب رسول الله الصحابي الجليل “زيد بن حارثة”، وقد قال عنها رسول الله أنها من أهل الجنة، وبشرها بذلك. 

إنها الصحابية الجليلة أم أيمن حاضنة رسول الله، والتي عاصرته في كافة مراحل حياته، وكان لها العديد من الأدوار في نصرة الإسلام والمسلمين، وكانت حياتها مليئة بالكفاح والجهاد، وتميزت بالصبر والاحتساب؛ كونها أم شهيد وزوجة شهيد. 

في هذا المقال من مجلة “زهرة” سنذكر سيرة الصحابية الجليلة أم أيمن حاضنة رسول الله، وأهم ما ورد في حياتها، وأهم مواقفها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى وفاتها رضى الله عنها. 

نسب وحياة حاضنة رسول الله أم أيمن 

هي بركة بنت ثعلبة الحبشية، وكانت تُكنى بأم أيمن، ولدت في الحبشة، وقد غنمتها قريش مع الأشخاص الذين جاءوا إلى مكة يريدون هدم الكعبة، وكانت من نصيب عبد المطلب جد رسول الله، والذي أهدى “بركة” إلى ابنه عبد الله، فأصبحت مولاة له، واستمرت في العيش في مكة المكرمة حتى وفاة عبد الله والد الرسول، فورثها رسول الله من أبيه بعد ولادته، وأصبحت مولاة له. 

ولم يذكر التاريخ أي معلومات عن تاريخ ميلادها، بل كل ما هو متوفر عنها يبدأ منذ أسرها من قبل قريش، وبقائها عند والد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بعدها عند رسول الله. 

ظلت أم أيمن مع رسول الله منذ ولادته، فكانت حاضنة له حتى بلغ أشده، تغدق عليه من حنانها خاصة بعد وفاة والدته، ولما تزوج رسول الله من السيدة خديجة أعتقها، ورغم ذلك ظلت معه وقريبة منه طوال حياته، وقد تزوجت بعد عتقها في مكة من “عبيد بن الحارث الخزرجي”، وأنجبت منه ولدًا يُسمى “أيمن” وهو ابنها الذي تُكنى به.

الدخول حاضنة رسول الله في الإسلام 

مع بداية دعوة رسول الله قومه إلى الإسلام، كانت أم أيمن من السابقين إليه، وحسن إسلامها، حتى أنها كانت ممن هاجر إلى الحبشة بعد أن أذن الرسول لأصحابه بذلك، كما هاجرت أيضًا إلى المدينة المنورة. 

عقب هجرة أم أيمن إلى المدينة المنورة، استشهد زوجها الأول، فلما انقضت عدتها، أراد رسول الله تزويجها، فقال لأصحابه: من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة، فليتزوج من أم أيمن، وبالفعل تزوجها الصحابي “زيد بن حارثة”، وقد أنجبت منه ابنها أسامة بن زيد، والذي لُقب بالحِب بن الحِب. 

المشاركة في الغزوات مع رسول الله 

شاركت أم أيمن مع رسول الله في العديد من الغزوات، والتي كان منها غزوة أحد، فكانت تقوم في تلك الغزوة على سقاية العطشى، والعمل على مداواة الجرحى، وشاركت في الدفاع عن رسول الله لما اشتدت المعركة وتفرق جمع المسلمين في أرض المعركة، وقد أصيبت في تلك المعركة بسهمٍ من المشركين. 

أما في غزوة حنين فقد شاركت بها برفقة ابنها أيمن، والذي استشهد في تلك المعركة، فصبرت واحتسبت، واسترجعت ولدها، أما زوجها “زيد بن حارثة” فقد استشهد في غزوة مؤتة، فأصبحت بذلك أم شهيد، وزوجة شهيد. 

رواية الحديث عن رسول الله 

كانت أم أيمن حاضنة رسول الله ممن روى الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ممن روى عنها “أنس بن مالك، أبو يزيد المدني، وحنش بن عبد الله الصنعاني”، وكان مما روته عن رسول الله أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شكا جوعًا ولا عطشًا لا في كبره ولا في صغره، وكان يغدو إذا أصبح فيشرب من ماء زمزم شربة، فربما عرضنا عليه الغداء فيقول: أنا شبعان.

وكان مما روته أيضًا عن رسول الله أنها قالت: أوصى رسول الله بعض أهل بيته قائلًا: لا تشرك بالله وإن عذبت وإن حرقت، وأطع ربك ووالديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء فاخرج، ولا تترك الصلاة متعمدًا؛ فإنه من ترك الصلاة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله، إياك والخمر فإنها مفتاح كل شر، وإياك والمعصية فإنها تسخط الله، لا تنازعن الأمر أهله، وإن رأيت أنه لك لا تفر من الزحف، وإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت، أنفق على أهلك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم، وأخفهم في الله. 

وفاة أم أيمن حاضنة رسول الله 

تعددت الأقوال في وفاة أم أيمن حاضنة رسول الله رضى الله عنها، فالرأي الأول أنها قد توفيت بعد وفاة رسول الله بخمسة أشهر، أما الرأي الثاني والغالب أنها قد توفيت في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان عام 23 من الهجرة. 

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا

تابع جديد موضوعات زهرة
تابع جديد موضوعات زهرة
كوني مميزة وسجلي الآن؛ لكي يصلكِ كل ما هو جديد في عالم المرأة والطفل.
يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت تريدين
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا