تعريف فترة الاستحاضة وأهم أحكامها

تعتبر فترة الاستحاضة من الأمور الشائعة التي قد تصيب المرأة في بعض الأحيان، بسبب مشكلة صحية ما غالبًا، ويصاحبها نزول قطرات من الدم بضعة أيام وفق حالة المرأة، والسبب الأساسي وراء هذه الاستحاضة، كما أن هذا الدم من ناحية الشرع فهو لا يمنع الصلاة أو الصوم كدم الحيض، بالإضافة إلى وجود فرق بين دم الحيض ودم الاستحاضة لا بد من معرفته؛ لمعرفة الأحكام الشرعية الخاصة بكل دم. 

وفي هذا المقال من مجلة “زهرة” سنذكر تعريف الاستحاضة، وأهم الأحكام الشرعية الخاصة بهذه الفترة وكيف تتعامل معها المرأة من ناحية العبادات، وكيف تفرق المرأة بين دم الحيض ودم الاستحاضة. 

تعريف دم الاستحاضة

تُعرف الاستحاضة شرعًا على أنها عبارة عن دم يخرج نتيجة لمرض أو علة طبية، وهو يخرج من أدنى رحم المرأة في وقت غير وقت فترة الحيض أو النفاس، وهو يحدث نتيجة انقطاع عرق في الرحم، ولا يتوقف هذا الدم إلا بعد الشفاء منه، وتكون المرأة طاهرة خلال تلك الفترة، ويمكنها أداء الصلاة والصوم والجماع بإجماع كافة الفقهاء والعلماء. 

كيف يمكن التفريق بين دم الحيض ودم الاستحاضة؟ 

توجد بعض الفروق بين الدم الذي يخرج في فترة الحيض والدم الخاص بفترة الاستحاضة، ومن أهم هذه الفروق… 

• وقت خروج الدم: يأتي دم الحيض في وقت معلوم ومحدد بالنسبة إلى المرأة، بينما يأتي دم الاستحاضة في وقت غير محدد بالنسبة لها وبشكل مفاجيء.
• لون الدم: يُعرف عن دم الحيض أنه مميز بلونه الأسود والذي يقل بعد ذلك ويتحول إلى اللون الأحمر، ثم بعدها إلى اللون الأصفر حتى ينتهي ويصبح كدرة، لكن دم الاستحاضة يتميز بلونه الأحمر القاني.
• رائحة الدم: يتميز دم الحيض برائحته الكريهة، بينما يكون دم الاستحاضة لا رائحة له.
• كثافة الدم: حين يأتي دم الحيض فإنه يكون ثخين وكثيف، بينما دم الاستحاضة لا يكون كذلك.

الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة خلال فترة الاستحاضة

توجد بعض الأحكام الشرعية التي يجب على المرأة معرفتها خلال فترة الاستحاضة، وهذه الأحكام هي…

• تكون المرأة طاهرة خلال تلك الفترة، ويمكنها أداء الصلاة والصوم سواء كان فرضًا أم نفلًا، ومن ذلك ما ورد عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حُبيش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت له: يا رسول الله إني امرأة أُستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة؟ فقال لها رسول الله: لا، إنما ذلك عرق وليس بحيض.
• من الأمور الهامة أيضًا في تلك الفترة هي الوضوء عند كل صلاة وهذا بإجماع بعض العلماء والفقهاء، واستحباب البعض الآخر، مع الحرص على غسل موضع خروج الدم جيدًا قبل البدء في الوضوء.
• تكون المرأة طاهرة خلال فترة الاستحاضة، لذلك يمكنها الجماع خلال تلك الفترة، بخلاف فترة الحيض، بالإضافة إلى أنه يمكنها قراءة القرآن كما تشاء خلال أيام الاستحاضة.
• يمكن للمرأة خلال فترة الاستحاضة الطواف بالكعبة، وسجود التلاوة، ودخول المسجد في الوقت الذي تشاء، عكس فترة الحيض.

هل ينقض دم الاستحاضة الوضوء؟ 

اختلف الفقهاء حول هذا الأمر، وهو هل يُنقض الوضوء بنزول دم الاستحاضة، وانقسموا إلى ثلاثة آراء، هي…

• الرأي الأول: وهو رأي المالكية وقالوا أن دم الاستحاضة لا ينقض الوضوء، لكن يمكن الوضوء عند كل صلاة من باب الاستحباب.
• الرأي الثاني: وهو رأي الشافعية وقالوا أن دم الاستحاضة ينقض الوضوء، ويجب على المرأة في تلك الفترة أن تعيد الوضوء قبل كل صلاة، سواء كانت هذه الصلاة حاضرة أو قضاءً، لكن يمكن الصلاة كما تشاء إن كانت تصلى النوافل.
• الرأي الثالث: وهو رأي الحنابلة والحنفية وقالوا أن الوضوء ينتقض بدم الاستحاضة، ومن الواجب على المرأة الوضوء قبل أداء كل صلاة.

هل يمكن للمرأة الوضوء قبل دخول وقت الصلاة خلال فترة الاستحاضة؟ 

خلال الاستحاضة، لا بد للمرأة من الوضوء بعد دخول وقت الصلاة وليس قبل دخولها؛ لأن طهارتها في ذلك الوقت هي طهارة ضرورية مرتبطة بوقت الصلاة وموعد دخولها. 

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…