تاريخ صناعة العطور ونشأتها

تاريخ صناعة العطور؛ عُرف العطر منذُ آلاف السنين، واستعمله القدماء المصريين لتقوية الجسم ضد المرض والشفاء من بعض الأمراض، كما استعان به القدماء المصريين في عبادتهم وتقربهم من الرب، وأيضًا استخدم العطر في الإثارة الحسية نحو الشجاعة والخوف.

وللعطور قوة سحرية ورائحة تبقى في الذاكرة وتشعل الحنين، فيمكن للذكريات القديمة أن تستيقظ بنوع معين من الرائحة، قد تفرحنا وتبكينا، أو تذكرنا بشخص أو مكان ما، كما أن لها قوة في تشكيل الأفكار، وتعديل السلوك الإنساني، لذلك دعونا نتحدث من خلال مقالنا في “زهرة” عن تاريخ صناعة العطور.

تعريف العطور

يُعرف العطر بأنه مادة سائلة عطرية، تحتوي مكوناتها على الزيوت العطرية الطبيعية، المستخلصة من الأزهار والأخشاب والفواكه والتوابل، فيمكن للعطر أن يمتزج بين أكثر من نوع زيت عطري، أو نوع واحد من الرائحة العطرية، أو زيوت تركيبة متماثلة مع مثبتات الرائحة، والمواد الكيميائية. 

تاريخ صناعة العطور

تاريخ صناعة العطور؛ عرف الإنسان العطور منذُ القدم،  فقد كان يسعى دائمًا إلى تجميل حياته بالروائح وغيرها من الأشياء، وبدأ استخدامها منذ…

1- تاريخ صناعة العطور في العصر الحجري: عرف الإنسان البدائي العطر من اكتشافه لرائحة الورد والأعشاب العطرية، فكان  يزرع الأزهار والأعشاب العطرية، ويحرق الأعشاب لتعطي رائحة تجميل وتزيين للمكان.

2- حضارة المصريين القدماء: كان لمصر أكبر دور في صناعة العطور، حيث  كان يقدم للأمراء وزوجاتهم والملكات والكهنة، كما كانوا يقدمونه للآلهة، ويستخدمونه للتزين به، وتجميل المكان لاحتفالاتهم.

3- تاريخ صناعة العطور في الحضارة القبرصية القديمة: أخذت طريقة صناعة العطور والأغراض المستخدمة في صناعة العطر من الحضارة المصرية، وقاموا بتخصيص قطعة أرض تبلغ حوالي “4000” متر مربع لصناعة العطور، والتي انتقلت بعدها إلى الإمبراطورية الرومانية، التي استخدمت العطور في أشياء مختلفة، مثل الحمامات العامة، تعطير الماء، والعناية بالجسم، وإضافتها على بعض الزيوت للبشرة والشعر.

4- تاريخ صناعة العطور في الحضارة القبطية: تنوعت صناعة العطور في هذا العصر، حيث نشأت طرق كثيرة ومختلفة عن الصناعات القديمة التي تسبقها، وكانت من أهم الطرق لصناعة العطر هي المزج بين بعض العطور، ومن أمثلها الخلط بين شجرة المر مع القرفة، ثم ضع عصير القصب والقرفة.

5- تاريخ صناعة العطور في الحضارات الإسلامية: اهتمت الحضارات الإسلامية بالعطور، حيث قامت بتطوير تقنيات استخلاص العطور من الأزهار، وقاموا باستخراج العطر عن طريق التقطير من أغصان الأشجار، واكتشاف خامات جديدة في صناعة العطور من الأزهار، مثل “الياسمين، الورد، زهرة الليمون والبنفسج”، والأخشاب مثل ” خشب الأرز، خشب الصندل”، والتوابل والأعشاب، والأوراق مثل “النعناع، والغرنوق، والخزامى”. 

• ومن الجذور مثل جذور الزنجبيل، والتي أدت إلى التقدم في مجال صناعة العطور والصناعات الكيماوية، وكانوا يستخدمون العطور، ومن أشهرها “المسك، والعنبر” عند الذهاب إلى المساجد، واستخدموا البخور في تعطير الأماكن، وهو الأمر الذي يعمل على تهيئة مناخ مناسب للتأمل، وممارسة الشعائرالدينية.

6- الحضارات الأوروبية: ورثت الحضارة الأوربية تصنيع العطور من الحضارة العربية، وأصبحوا أكثر تطورًا حتى الآن، ومن أشهر الدول في الصناعة هي دولة  فرنسا.

• وكان الهنغاريين هم أكثر الناس اهتمامًا بصناعة العطور، وأول من أضافوا الكحول  في صناعة العطور، وكان ذلك بأمر من ملكة المجر ” إليزابيث”، وأطلقوا عليه ماء هنغاري نسبة إلى الهنغاريين، وأصبح المادة الأساسية في تصنيع العطر.
• ثم تطورت الصناعات على يد الفرنسيين، فاحتلت فرنسا الصدارة في صناعة العطور، حيث قامت بإنشاء معامل خاصة بأحدث الأدوات والتقنيات لصناعة العطور، واهتمت الملكة “كاترين دي ميديشي”، بصناعة العطور اهتمامًا خاصًا بها، وقامت بإدخال أنواع جديدة وأدوات لم يعرفها أحد من قبل ومن بعد؛ وذلك لسرية المختبر.
• وحدث تحول آخر في صناعة العطور خلال عصر النهضة، حيث تمكنت فرنسا من أن تصبح المركز الأول في صناعة العطور، فهي تعمل على تصنيع أهم العطور ومستحضرات العناية بالبشرة في العالم.
• ومن الملوك المهتمين بالعطور أيضًا الملك “لويس الخامس عشر”، إذ قام بزرع النباتات العطرية بشكل كبير، حتى أصبحت باريس مركزًا مهمًا في صناعة العطور، كما اهتم أيضًا “نابليون بونابرت” بالعطور، فقد كان  يستخدم حوالي 60 زجاجة من عطر الياسمين في الشهر.    

تطورت صناعة العطور في جميع الدول، وحدث تحول في طريقة الصناعات عند إدخال العناصر الكيميائية في تصنيعها، مما أدى إلى تعدد أنواع العطور، وأصبحت أقل ثمنًا.

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…