من أجلك زهرتي .

أسباب وعلامات تأخر النطق عند الأطفال

يُعرف تأخر النطق عند الأطفال أنه عبارة عن اضطراب نادر في النطق، وهو يتميز بوجود صعوبة في التحكم في حركات الشفتين والفكين، وأيضًا اللسان أثناء التحدث.

ويحدث هذا الاضطراب نتيجة لصعوبة الدماغ في التخطيط لحركات النطق؛ حيث لا يستطيع الدماغ توجيه الحركات اللازمة للنطق بشكل صحيح، وهذا على الرغم من أن عضلات النطق ليست ضعيفة، لكنها لا تشكل الكلمات بالطريقة الصحيحة.

كما يحتاج الدماغ لكي يتحدث بصورة صحيحة إلى وضع خطط تخبر عضلات النطق كيفية التحرك، وعادةً ما تؤدي هذه الحركات إلى إصدار الأصوات والكلمات بشكل صحيح وبالسرعة والإيقاع المناسبين، ولكن تأخر النطق عند الأطفال يؤثر على هذه العملية.

لذلك من خلال هذا المقال سوف نعرض لكم كافة المعلومات الهامة حول تأخر النطق لدى الأطفال، من ناحية تعريفه، وأسبابه، وأيضًا تشخيصه وعلاجه، مع التعرف أيضًا على إجابة أهم الأسئلة الشائعة التي تدور حول هذا الموضوع.

ما هو تأخر النطق عند الأطفال؟

يعد تأخر النطق لدى الأطفال عبارة عن تأخر في تطور أو استخدام المهارات اللغوية التي تؤدي إلى النطق بوضوح دون تعقيد، وذلك بشكل يختلف عن المعدل الطبيعي الملائم للمرحلة العمرية للطفل.

كما يعتبر تأخر النطق لدى الأطفال من المشاكل الشائعة التي تؤثر على نسبة تتراوح ما بين 3 إلى 10% من الأطفال، ويُلاحظ أنه يشيع بشكل أكبر بنسبة 3 إلى 4 أضعاف لدى الذكور مقارنة بالإناث.

ويعد تأخر النطق أيضًا جزءًا من اضطرابات التواصل؛ حيث يمكن تشخيصه عندما لا يكون الطفل قد وصل إلى مراحل التطور اللغوي المعتادة مقارنة بأقرانه، ويمكن أن يظهر عند الطفل صعوبة في فهم الآخرين والتعبير عن نفسه، بالإضافة إلى أنه قد يترافق تأخر النطق لدى الأطفال مع ضعف في السمع والإدراك أيضًا.

أسباب تأخر النطق عند الأطفال

قد يكون تأخر النطق لدى الأطفال ناتجًا عن عدة أسباب، منها:

1- الإصابة بالتوحد: يرتبط التأخر في النطق عند الأطفال ببعض الحالات منها التوحد، والذي يتسم بوجود صعوبة في التواصل مع الآخرين.

2- ضعف أو فقدان السمع “الصمم”: أيضًا قد يكون التأخر في النطق ناتجًا عن صعوبات في السمع أو فقدانه.

3- تأخر النضج: يمكن أن يكون التأخر في النطق عند الأطفال هو نتيجة لتأخر النضج اللغوي لدى الطفل.

4- الشلل الدماغي: أيضًا يمكن أن يؤدي الشلل الدماغي إلى تأخر في التطور اللغوي عند الأطفال.

5- صعوبات التعلم: بعض الأطفال يعانون من صعوبات في عملية التعلم؛ مما يؤثر على تطور مهاراتهم اللغوية والنطق.

6- الحرمان البيئي والإهمال: البيئة التي تفتقر إلى التحفيز اللغوي والتفاعل مع الطفل قد تساهم في تأخر النطق، وهي واحدة من أهم العوامل التي تؤدي إلى ذلك.

7- انخفاض الوزن عند الولادة: يعد الأطفال الذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة من أهم الأطفال الذين يكون لديهم مشاكل تطورية تؤثر على النطق.

8- وجود تاريخ عائلي من تأخر النطق: قد يكون لدى الطفل والدين أو أقارب لديهم تاريخ من تأخر النطق.

9- ولادة الطفل مبكرًا: الأطفال الذين يولدون مبكرًا قد يكون لديهم مشاكل تطورية تؤثر على النطق.

10- التهاب الأذن المزمن: قد يؤثر التهاب الأذن المزمن على قدرة الطفل على سماع وفهم الكلمات بشكل صحيح؛ مما يؤدي إلى تأخر في النطق.

تأخر النطق عند الأطفال

أهم العلامات التي تدل على تأخر النطق عند الأطفال

تأخر نمو الطفل اللغوي قد يظهر من خلال عدة أعراض، منها:

  • استخدام كلمات غير مناسبة للموقف، أو تكرار النصوص من التلفزيون بدلًا من التواصل بشكل ملائم.
  • الانغماس في أشياء غير عادية للأطفال، مثل حمل مصباح يدوي بدلاً من اللعب بدمية.
  • القدرة على نطق الحروف أو الأرقام دون القدرة على استخدام الكلمات للتواصل.
  • عدم ملاحظة الأصوات المحيطة مثل صوت السيارات أو الحيوانات.
  • عدم الاهتمام بالألعاب الطبيعية أو اللعب بها بالطريقة المعتادة.
  • عدم ظهور أي علامات تدل على الخوف من المواقف أو الأشياء.
  • اتباع السلوك الذي يشير إلى الانغماس في عالمه الخاص.
  • تفضيل اللعب بمفرده دون المشاركة مع الآخرين.

إقرأ أيضًا عن: التهاب الأذن عند الأطفال

كيف يتم تشخيص تأخر النطق عند الأطفال؟

يعتمد تشخيص تأخر النطق لدى الطفل عادةً على توافر أحد العلامات أو المعايير التالية:

1- قلة الكلمات المنطوقة؛ حيث يتفوه الطفل بأقل من 6 كلمات عندما يكون عمره 18 شهرًا، أو يقوم بالترديد المتكرر دون معاني.

2- النطق بجمل غير مفهومة عند بلوغ الطفل سن الرابعة؛ مما يشير إلى صعوبة في تكوين جمل مفهومة وصحيحة.

3- عدم ملاحظة تطور ثرثرة الطفل بمقطعين تكلميين بحلول عامه الأول. 

4- عدم تكوين جمل منطوقة تتكون من 2 إلى 3 كلمات عند بلوغ الطفل عمر سنتين ونصف.

ويمكن أي يشير توافر أي من هذه العلامات إلى وجود تأخر في النطق، وهو الأمر الذي يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل اختصاصيين في مجال النطق واللغة؛ لتحديد مدى الحاجة إلى التدخل والعلاج.

ما هو علاج تأخر النطق عند الأطفال؟

علاج تأخر النطق يتم تحديده بناءًا على العوامل المسببة للتأخر، لذلك قد يشمل العلاج العديد من التدابير، منها:

1- تدريب النطق واللغة: يحتوي هذا التدريب على تعليم الطفل تقنيات وتمارين تساعده على تحسين النطق، وأيضًا على تطوير مهارات اللغة الصحيحة، ويمكن أن يتم هذا الأمر من خلال جلسات مع اختصاصي النطق واللغة.

2- التدخل المبكر: يعد التدخل المبكر من خلال بعض البرامج التأهيلية التي تستهدف الأطفال الذين يعانون من تأخر النطق في سن مبكرة من أهم طرق العلاج، وتتضمن هذه البرامج أنشطة تدريبية تحفز التواصل اللفظي مع تطوير المهارات اللغوية.

3- تقييم وعلاج مشاكل السمع: إذا كانت مشاكل السمع هي السبب وراء تأخر النطق عند الأطفال، فيمكن أن يشمل العلاج استخدام سماعات أو جهاز طبيعي لتحسين السمع، كما أنه في بعض الحالات قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا.

4- تدريب الأهل: يمكن أن يشمل العلاج تقديم توجيهات وتدريبات للأهل؛ لمساعدتهم على التفاعل بشكل جيد مع الطفل، وتعزيز التواصل وتطوير مهاراته اللغوية.

5- المتابعة الطبية الدورية: يتطلب علاج تأخر النطق المتابعة الدورية مع اختصاصي النطق واللغة والأطباء لمراقبة تقدم حالة الطفل، وضمان تحقيق النتائج المرجوة.

ويعد من المهم جدًا أن يتم تحديد الخطة العلاجية الأنسب للطفل بناءًا على تقييم شامل لحالته واحتياجاته الفردية.

تأخر النطق عند الأطفال

أهم الأسئلة الشائعة حول تأخر النطق عند الأطفال

1- ما هو العمر الذي يتكلم فيه الطفل؟

بعد بلوغ الطفل 18 شهرًا، يصبح من المهم أن يكون لديه مجموعة معينة من المهارات اللغوية والتواصلية، فإذا لم يظهر الطفل هذه المهارات بعد بلوغه هذا العمر، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة في التطور اللغوي لديه؛ لذلك من المهم مراقبة سلوك الطفل لاكتشاف أي مؤشرات تدل على تأخر النطق أو التواصل.

2- متى يبدأ القلق من تأخر الكلام عند الأطفال؟

يعتمد تصنيف العلامات المقلقة لتأخر النطق على المراحل العمرية للطفل؛ حيث أنه في سن الـ 12 شهرًا يكون الطفل قد بدأ في تطوير بعض المهارات اللغوية الأساسية؛ فإذا كان الطفل غير قادر على استخدام الإيماءات، مثل التلويح باليد للوداع أو الإشارة إلى الأشياء، فهذا قد يشير إلى احتمالية وجود مشكلة في التواصل.

لذلك يجب أن يكون الطفل قادرًا على إصدار عدة أصوات متناغمة مختلفة في هذه المرحلة العمرية، فإذا كان الطفل يعاني من صعوبة في ذلك، فقد يكون هذا مؤشرًا على تأخر في تطور النطق.

وفي حالة وجود أي من هذه العلامات المقلقة، يُنصح بمراجعة طبيب الأطفال أو أخصائي التطور الطفولي لتقييم الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.

3- ما هو الفيتامين الذي يساعد على النطق؟

يلعب فيتامين D دورًا مهمًا في صحة الطفل بشكل عام، وله تأثير إيجابي على عدة جوانب من نمو الطفل بما في ذلك الكلام، كما تُظهر بعض الأبحاث أن نقص فيتامين D قد يرتبط بتأخر النمو اللغوي وتطور الكلام لدى الأطفال.

وتعتبر الكميات المناسبة من فيتامين D ضرورية لتطور الدماغ والجهاز العصبي للطفل، وهو جزء أساسي من عملية نمو الأطفال، بالإضافة إلى ذلك، يعتقد بعض الباحثين أن فيتامين D قد يؤثر على نشاط العقل والتركيز؛ مما يمكن أن يؤثر بدوره على تعلم اللغة وتطور الكلام.

وختامًا، تعد مشكلة تأخر النطق عند الأطفال من أهم المشكلات التي قد تواجه الوالدين، لكنها من المشكلات التي يمكن التعامل معها من خلال التعرف على جيدًا على أسبابها، ومن ثم يمكن التعامل مع كل سبب على حدة واختيار طريقة العلاج الأنسب له. 

تابع جديد موضوعات زهرة
تابع جديد موضوعات زهرة
كوني مميزة وسجلي الآن؛ لكي يصلكِ كل ما هو جديد في عالم المرأة والطفل.
يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت تريدين
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا