من أجلك زهرتي .

المقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد

تعد المقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد هي الفتاة الأولى عربيًا التي تلتحق بصفوف جيش التحرير، ولذلك لُقبت بـ”الشّهيدة الحيّة”، حيث انضمّت “جميلة” وهي في العشرين من عمرها إلى “جبهة التحرير الوطني” الجزائرية عند اندلاع الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي في عام 1954.

وأصبح اسم “بوحيرد” رمزًا للمقاومة في الجزائر، بل هو الاسم الأشهر على الإطلاق عندما يذكر العرب اسمًا لمناضلة ما، وقالت عن نفسها في بعض التصريحات “أنها ألهمت الشعراء”، حتى أن بعض النقاد أحصى ما يقرب من سبعين قصيدة كتبها عنها أشهر الشعراء في الوطن العربي، والذي كان منهم “نزار قباني، صلاح عبد الصبور، بدر شاكر السياب، والجواهري” وشعراء آخرين. 

وفي هذا المقال من “زهرة” نسلط الضوء على حياة المقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد، والتحدث عن نشأتها وولادتها، وكيف قامت بمقاومة الاحتلال الفرنسي. 

نشأة المقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد

  • ولدت االمقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد في عام 1935، في حي القصبة العثمانية بالجزائر العاصمة، لأب مثقف ليبرالي جزائري الأصل، وأم تونسية الأصل من مدينة “صفاقس” التونسية، وكانت جميلة هي الابنة الوحيدة لوالديها، بجانب سبعة أطفال جميعهم ذكور.
  • نشأت جميلة في أسرة تمجد ثقافة الاستشهاد لأجل الحق، حيث زرعت والدتها بداخلها حب الوطن، وكانت دائمًا ما تذكرها بأنها جزائرية الأصل لا فرنسية، ولكونها فتاة وحيدة فقد لقيت اهتمامًا كبيرًا من والديها، كما حرص والدها على تعليمها الثقافة الليبرالية، بينما كانت والدتها تحدثها بشكل مستمر عن حب الوطن، كما كانت تحدثها أيضًا عن مكانة وعظم الشهادة.
  • أصرا والديها على أن تكمل تعليمها، والتحقت بإحدى المدارس والتي كانت تسيطر عليها الإدارة الفرنسية، ورغم ذلك كانت جميلة تصرخ خلال طابور الصباح وتقول”الجزائر آمنة”، أثناء ما كان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح “فرنسا أُمُنا”، ولذلك أخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقابًا شديدًا، لكنها لم تخف وتتراجع، ومنذ تلك اللحظات ظهرت الميول النضالية الموجودة في داخلها.
  • وبعدها التحقت المقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد بمعهد للخياطة والتفصيل، حيث كانت موهوبة بتصميم الأزياء؛ لذا فهي تتميز بأناقتها حتى اليوم، كما مارست الرقص الكلاسيكي، بالإضافة إلى أنها كانت بارعة في ركوب الخيل.

جميلة بوحيرد والانضمام إلى جبهة التحرير الوطني 

اندلعت الثورة الجزائرية في عام 1954، وكانت جميلة حينها تبلغ من العمر عشرين عامًا فقط، وفور اندلاع الثورة بادرت بالانضمام إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية؛ لتتمكن من المشاركة في النضال ضد الاحتلال الفرنسي، وبعدها التحقت بصفوف الفدائيين، وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي.

المقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد
المقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد

جميلة بوحيرد، والنضال ضد الاستعمار الفرنسي

انضمت جميلة إلى الثورة الجزائرية في نوفمبر عام 1954 عن طريق شقيقها، وكانت تتسم بالجرأة الشديدة، والتي جعلتها أول امرأة تنضم إلى “صفوف الفدائيين”، وخاصة في خلية زرع القنابل للاحتلال الفرنسى، مع المناضلة الشهيدة “جميلة بوعزة”، وكان دورها هو القيام بزرع القنابل في طريق الجنود.

كما انضمت جميلة إلى صفوف “جيش التحرير الوطني الجزائري”، حيث كانت  تناضل ضد الاستعمار الفرنسي، وكانت هي المسئولة عن حلقة الوصل بين قائد الجبل في جبهة التحرير الجزائرية ومندوب القيادة في المدينة (ياسيف السعدي).

تصدرت “جميلة” قائمة المطاردين؛ بسبب مشاركتها في عملية مداهمة لقوات الجيش الفرنسي، الأمر الذي أدي إلى إصابتها بطلق نارى بكتفها اليسرى عام 1957، ولم تكن الرصاصة بعيدة عن القلب، وأثناء تواجدها داخل المستشفى أُلقي القبض عليها، ومن هنا بدأت رحلة التعذيب، لكنها صمدت ورفضت الإدلاء بأي معلومات عن رفاقها من المجاهدين.

وتعرضت المقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد للتعذيب الشديد، حيث عمل الفرنسيون على تعريضها للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام، ونتيجة لذلك كانت تغيب عن الوعي وحين تفيق تقول الجزائر أُمُنا.

محاكمة المقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد

عقد الفرنسيون محاكمة صورية لجميلة، وصدر بحقها حكمًا بالإعدام عام 1957، وعند سماعها الحكم قالت للقضاة “أعرف أنكم سوف تحكمون عليّ بالإعدام، لكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم، ولن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة”، ورغم ذلك قاموا بتحدد يوم 7 مارس عام 1958 لتنفيذ الحكم بالإعدام، الأمر الذي أدى إلى إثارة العالم كله، واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم.

وتأجل تنفيذ الحكم، بعد حملة أقامها محاميها “جاك فيرجيس” المناضل مع جبهة التحرير، ونجح في تشكيل رأي عام دولى ضاغط لإطلاق سراحها، فأذعنت السلطات الفرنسية للضغط الدولى، وغيرت حكم الإعدام الصادر بحقها إلى الحكم بالسجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر في عام 1962، خرجت المقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت من محاميها الفرنسي “جاك فيرجيس” عام 1965، والذي أسلم واتخذ من منصور اسمًا له.

نهاية نضال جميلة بوحيرد

تولت المقاومة الجزائرية جميلة بوحيردعقب خروجها من السجن منصب رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، واضطرت بعدها إلى النضال مرة أخرى؛ من أجل تنفيذ كل قرار وإجراء تتخذه، وهو الأمر الذي كان يتم تعطيله في ذلك الوقت؛ بسبب خلافها مع الرئيس آنذاك، وبعد ذلك قررت “جميلة” أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد من النضال، فاستقالت وابتعدت عن الساحة السياسية بشكل تام.

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…

تابع جديد موضوعات زهرة
تابع جديد موضوعات زهرة
كوني مميزة وسجلي الآن؛ لكي يصلكِ كل ما هو جديد في عالم المرأة والطفل.
يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت تريدين
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا