من أجلك زهرتي .

أهم المعلومات التي يجب معرفتها عن الرضاعة الطبيعية

تعتبر الرضاعة الطبيعية من أهم العوامل التي تؤثر على صحة الطفل ونموه السليم، وهي توفر للطفل منذ ولادته العناصر الغذائية الأساسية، والأجسام المضادة التي تقوي مناعته، ولكن على الرغم من أن الرضاعة الطبيعية تعتبر الخيار الأفضل للأمهات والأطفال، إلا أن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة والمغلوطة التي تحوم حول هذا الموضوع الحساس. 

لذلك، فإن معرفة المعلومات الصحيحة عن الرضاعة الطبيعية تعتبر ضرورية لكل أم ترغب في اتخاذ القرار الأفضل لصحة طفلها وسلامته.

 لذا، سنعرض في هذا المقال المقدم من “زهرة” أهم المعلومات التي يجب على كل أم معرفتها عن الرضاعة الطبيعية، بما في ذلك فوائدها وصعوبتها، وكيفية تنظيم الرضاعة، بالإضافة إلى ذكر نصائح للأم خلال فترة الرضاعة الطبيعية.

فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل 

تعد الرضاعة الطبيعية أهم وأفضل الطرق الفعالة للحفاظ على صحة طفلكِ وتعزيز مناعته مدى الحياة؛ إذ يحتوي حليب الأم على عناصر غذائية هامة يحتاجها الطفل في الأشهر الأولى من عمره، وتعد الضراعة الطبيعية هي الأكثر أمانًا ونظافة؛ وذلك لاحتوائها على العديد من الأجسام المضادة التي تساعد مناعة الرضيع على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، كما أنه يوفر الوقاية من العديد من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال في سن مبكر.

وعلى الرغم من توصيات منظمة الصحة العالمية بضرورة الرضاعة الطبيعية حصريًا لمدة 6 أشهر للطفل منذ ولادته، إلا أن أقل من نصف الأمهات يتبعن هذه التوصيات، فلماذا تلجأ الأمهات إلى طرق أخرى بالرغم من الأهمية القصوى لرضاعة الطفل الطبيعية؟

أيضًا من أهم فوائد حليب الأم أنه يعد المصدر المثالي لتوفير التغذية المتكاملة اللازمة للطفل خلال الستة أشهر الأولى من عمره وحتى 24 شهرًا، حيث يتم تغيير تكوين الحليب بشكل مستمر؛ ليلائم احتياجات الطفل المتغيرة.

ومع ذلك، يحتوي حليب الأم على نسبة منخفضة من فيتامين د، ولذلك يُنصح عادة بإعطاء الرضع قطرات فيتامين د بعد مرور 2 إلى 4 أسابيع من الولادة لتعويض هذا النقص.

كما تعمل الرضاعة الطبيعية على تقليل خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك التهاب الأذن الوسطى، والتهابات الجهاز التنفسي، ونزلات البرد، والتهابات الأمعاء، ومتلازمة موت الرضع المفاجئ، والاضطرابات الهضمية، ومرض السكري، وسرطان الدم.

كما تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الحاصلين على رضاعة طبيعية يحققون نتائج أفضل في اختبارات الذكاء في المراحل التالية من الطفولة، ويكونون أقل عرضة لفرط الوزن أو السمنة، كما يقلل هذا الأمر من احتمالية إصابتهم بأمراض مزمنة في وقت لاحق من العمر.

وبالإضافة إلى فوائد الرضاعة الصحية للأطفال، فإن الرضاعة الطبيعية توفر فوائد صحية عديدة للأم، ومن أهم هذه الفوائد هي أنها تحسن الصحة النفسية والعاطفية للأم، وتعزز العلاقة والروابط العاطفية بينها وبين طفلها بشكل كبير.

كما أنها تساعد على خسارة الوزن الزائد بشكل طبيعي وبدون جهد، وتساعد على انقباض الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي، بالإضافة إلى أنها تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب، نظرًا للتغيرات الهرمونية وزيادة كمية الأوكسيتوسين التي تفرزه الأم خلال الرضاعة.

ومن الجدير بالذكر أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بالأمراض، مثل سرطان الثدي وسرطان المبيض، كما أنها يمكن أن توقف حدوث التبويض والحيض، وبالتالي فإن الرضاعة الطبيعية تعد وسيلة فعالة لتنظيم النسل.

لذا، ينصح بالرضاعة الطبيعية كخيار أول لإطعام الرضع، وتقديم الدعم اللازم للأمهات لتحقيق هذا الهدف، كما ينبغي على الأمهات التفكير في الرضاعة الطبيعية كخيار أول لإطعام أطفالهن بدلًا من البحث على بدائل أخرى، والبحث عن الدعم اللازم لتحقيق هذا الهدف.

أهم المعلومات التي يجب معرفتها عن الرضاعة الطبيعية
أهم المعلومات التي يجب معرفتها عن الرضاعة الطبيعية

وضعيات الرضاعة الصحيحة 

يجب على الأم أن تبحث عن الوضعية المريحة لها ولطفلها أثناء الرضاعة الطبيعية، سواء كان ذلك في وضع الجلوس أو الاستلقاء، فقد تشعر الأم بالألم أثناء الجلوس بعد الولادة؛ لذا يمكن للأم أن ترضع طفلها وهي مستلقية على جانبها وتضع طفلها بجوارها، أو تستخدم وسائد مريحة لإيجاد الوضعية المثالية للإرضاع.

ومن أفضل طرق الرضاعة لحديثي الولادة هو إرضاع الطفل من أحد الثديين حتى إفراغه، ويمكن للأم أيضًا استخدام وسائل مساعدة، مثل الوسائد المصممة خصيصًا لتوفير الدعم اللازم للأم والطفل أثناء الرضاعة، والتي يمكن تعديلها لتناسب الوضعية المريحة بالنسبة لهما.

لذا، ينبغي للأم أن تجرب مختلف الوضعيات وتحدد الأسلوب الأكثر راحة وسهولة بالنسبة لها ولطفلها، والذي يتيح لها الاستمتاع بتجربة الرضاعة بأكملها.

طريقة تنظيم الرضاعة الطبيعية

ننصح الأم بالتخطيط الجيد لعملية الرضاعة الطبيعية قبل الولادة، من خلال البحث عن المعلومات والنصائح المتعلقة بالرضاعة، كما يمكن للأم الحامل الاستعانة باستشارية رضاعة وتعلم الأساسيات اللازمة للرضاعة، بالإضافة إلى أنه يمكن الحصول على المساعدة من الأصدقاء والعائلة، أو الانضمام إلى مجموعات دعم؛ للتحدث مع الأمهات الأخريات المرضعات.

كما يمكن للأم تحضير المعدات اللازمة للرضاعة الطبيعية، مثل ضمادات الثدي وكريم الحلمات والوسائد الإضافية التي تساعد على اتخاذ الوضعيات المناسبة أثناء الرضاعة، ويمكن أيضًا شراء حمالات الصدر الخاصة بالرضاعة ومضخات الثدي، والتي تساعد في تسهيل عملية الرضاعة الطبيعية.

فبالتخطيط المسبق، يمكن للأم تجهيز نفسها بكل ما تحتاجه لتجربة رضاعة طبيعية مريحة، وصحية، وآمنة بنجاح بعد الولادة.

صعوبات الرضاعة الطبيعية

تواجه بعض الأمهات تحديات مختلفة أثناء تجربة الرضاعة الطبيعية، منها:

1- عدم رغبة الطفل في التقاط حلمة الثدي بعد ولادته؛ لصعوبة الموضوع في بدايته.

2- نوم الطفل الكثير، وخاصةً خلال الرضاعة.

3- حدوث تورمات في أنسجة الثدي بسبب امتلائها بالحليب؛ مما يؤدي إلى تحجر الثدي، أو انسداد القنوات اللبنية في الثدي، أو تشقق أو التهاب حلمات الثدي، أو إصابتها بالفطريات؛ ويحدث ذلك غالبًا لكثرة نوم الطفل في الفترة الأولى من ولادته بالرغم من احتياجه إلى الرضاعة عدة مرات خلال اليوم.

4- زيادة أو ضعف تدفق الحليب من الثدي.

5- شعور الأم بالألم أثناء الرضاعة.

نصائح للأم خلال فترة الرضاعة الطبيعية

تتطلب فترة الرضاعة من الأم المرضع الاهتمام بنظامها الغذائي والتغذية السليمة؛ للحفاظ على صحة مولودها، والمساعدة في نموه وتغذيته بشكلٍ أفضل، ومن أهم النصائح التي يجب اتباعها ما يلي:

  • تجنبي التدخين وتناول الكحوليات أو المخدرات؛ حيث أن هذه العادات الضارة تؤثر سلبًا على صحة الطفل ونموه.
  • قومي باستشارة الطبيب قبل تناول أي نوع من الأدوية أو الأعشاب أو المكملات الغذائية والفيتامينات؛ لأن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر على مكونات الحليب، ومذاقه، وبالتالي تؤثر على صحة الطفل، ومدى تقبله للرضاعة.
  • احرصي على تناول الوجبات الغذائية الصحية المتوازنة، مع التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها طفلك، مثل البروتينات والكالسيوم والحديد.
  • استمري في تناول المكملات الغذائية التي كنتِ تتناولينها قبل الولادة، وقد تحتاجين إلى تناول سعرات حرارية إضافية “بمقدار 330 إلى 400 سعر حراري يوميًا”، لتمنحكِ الطاقة والتغذية لإدرار الحليب، ولتلبية حاجة جسمكِ واحتياجات الطفل.
  • تجنبي تناول الأطعمة الحارة أو المبهرة، والمسبكة والمدخنة، حيث يمكن أن تؤثر على طعم الحليب وجودته، وأيضًا تجنبي الأطعمة التي تسبب الغازات والانتفاخ والإسهال.
  • اشربي الكثير من السوائل، مثل الماء والعصائر الطبيعية والحليب، للحفاظ على ترطيب الجسم وتجنب الجفاف.
  • حاولى دائمًا الراحة والاسترخاء وتجنبي الإجهاد الزائد؛ حيث يمكن أن يؤثر الإرهاق والتوتر على الحليب وكميته.

كيفية شفط و تخزين حليب الأم

تعاني الكثير من الأمهات في البداية من صعوبة إرضاع الطفل بشكل طبيعي، سواء كان بسبب عدم قدرة الطفل على الرضاعة أو رفضه لها، أو بسبب غياب الأم بجانب الطفل خلال فترات العمل وما شابه ذلك، لكن يجب عليكِ ألا تستلمي للرضاعة الصناعية بل يمكنكِ شفط حليب الثدي، وإطعامه للطفل من خلال الرضاعة الخاصة بالأطفال.

وإليكِ طريقة شفط وتخزين حليب الثدي، من أجل تأمين الحليب الطبيعي للطفل في مثل هذه الحالات:

أهم المعلومات التي يجب معرفتها عن الرضاعة الطبيعية
أهم المعلومات التي يجب معرفتها عن الرضاعة الطبيعية
  • يمكن استخدام المضخة الكهربائية أو اليدوية لضخ الحليب الطبيعي، ويجب التأكد من استخدامها بالطريقة الصحيحة لتجنب الألم.
  • يجب ضخ الحليب بانتظام للحفاظ على تدفق الحليب السليم، حيث يوفر الثدي حليبًا أكثر مما يتم ضخه في كل مرة.
  • يفضل ضخ الحليب في الصباح، حيث يكثر الحليب لدى الكثير من الأمهات في تلك الفترة.
  • يمكن ضخ الحليب بعد إرضاع الطفل بفترة تتراوح ما بين 30 إلى 60 دقيقة، أو قبله إرضاعه بساعة، ويفضل ضخ الحليب بمعدل 8-10 مرات في اليوم.
  • يجب تخزين الحليب بعد ضخه خلال الأربع ساعات الأولى كحد أقصى، ويفضل تخزينه في عبوات عزل الحرارة أو داخل الثلاجة أو الفريزر، ويختلف وقت صلاحية الحليب باختلاف طريقة ومكان التخزين.
  • يجب تجنب حرمان الطفل من الرضاعة الطبيعية بعد ضخ الحليب للتخزين مباشرة، ويمكن للطفل العودة إلى الرضاعة الطبيعية في أي وقت.
  • يجب الحرص على غسل اليدين جيدًا قبل البدء بعملية الضخ، ويجب التدليك اللطيف للثديين قبل البدء بالضخ، ويفضل تدليك الثديين مرة أخرى بعد الانتهاء من الضخ.

وفي نهاية مقالنا اليوم، نود التأكيد على أن الرضاعة الطبيعية هي أفضل طريقة لتغذية رضيعكِ، حيث يتم توفير جميع العناصر الغذائية الضرورية لنموه وتطوره بشكل صحي، ومع ذلك قد تواجه بعض الأمهات صعوبات في الرضاعة الطبيعية، ويمكن لهؤلاء الأمهات اللجوء إلى ضخ الحليب الطبيعي وتخزينه بشكل صحيح كبديل للرضاعة الطبيعية كما ذكرنا. 

ولتحقيق أفضل النتائج، يجب على الأمهات الالتزام بالإرشادات والنصائح والتواصل مع الطبيب في حالة وجود أي مشاكل.

وختامًا، يجب على الأمهات أن يتذكرن دائمًا أن الرضاعة الطبيعية هي أفضل هدية يمكن تقديمها لأطفالهن، وأنها هبة من رب العالمين، فلا يحرمن أنفسهن من هذا الارتباط القوي بين الأم والطفل.

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا

تابع جديد موضوعات زهرة
تابع جديد موضوعات زهرة
كوني مميزة وسجلي الآن؛ لكي يصلكِ كل ما هو جديد في عالم المرأة والطفل.
يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت تريدين
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا