التعليم البديل | نصائح مهمة لك

يعد مصطلح “التعليم البديل” من أحدث المصطلحات المتعلقة بالعملية التعليمية، والتى لاقت رواجًا مؤخرًا، وظهرت على الساحة بشكل كبير، ومن هنا بدأ التساؤل حول هذا المصطلح، ماذا يعني؟ وما هي إيجابياته وسلبياته، وكيف يمكن تنفيذه؟

وهل التوجه له يعد أفضل من الذهاب إلى المدرسة بشكل تقليدي؟ وكيف نتماشى معه؟

لذلك سنسرك لكم من خلال مقانا في “زهرة” كافة المعلومات المتعلقة بالتعليم البديل.

تعريف التعليم البديل

يُعرف التعليم البديل أو بشكل أكثر سهولة “التعليم المنزلي بأنه عدم إلحاق الطفل بالمنظومة التعليمية الرسمية التي تعتمدها الدولة، وتعليمه بداخل المنزل، بطرق علمية ومنهجية حديثة بدون قيود، وقد يختلف المعلم فى تلك الحالة، حسب ما يقرره الوالدان، فيمكن أن تتولى الأم هذه العلمية بمفردها، أو الأب بمفرده، وقد يتشاركان معًا فى تنفيذها.

• وفى حالة توافر المال، فقد يستعين الوالدان بمعلم متخصص، يدرك كافة التفاصيل المتعلقة بهذه العملية، وعلى علم بأحدث وسائل التعليم المنزلي، وطرق تنفيذه، تحت إشراف الأم والأب الكامل والمباشر.
• وتختلف المناهج التى يقوم الطفل بدراستها، فقد يتبع المناهج التعليمية المعتمدة من قبل الدولة، ويتولى المشرف على التعليم المنزلي مهمة شرحها وتوصيلها بشكل جيد إلى الطفل، وقد يقوم كلاً من الأب والأم بوضع مناهج خاصة للطفل، يقومان باختيارها، ووضعها حسب ما يتناسب مع مهارة طفلهما، وما تتطلبه مرحلته العمرية.
• وعملية التعليم البديل، أو التعليم المنزلي، إذا نظرنا إليها من جانب آخر، فهي تعد رجوعًا إلى ما كان عليه الأمر قبل ذلك، أي قبل انتشار المدارس بشكلها الحالي، فكان الأمر قبل بناء المدارس يقتصر على التعليم المنزلي، من قِبل معلم يقوم بتدريس أسس كافة العلوم، ليصير الطفل عالمًا بكل العلوم.

هل يقتصر التعليم البديل على المنهج الدراسي فقط؟

قد يظن البعض أن التعليم البديل، يقتصر الأمر من خلاله على دراسة المناهج التعليمية فقط دون غيرها، والتغافل عن أي شيء آخر، لكن الأمر خلاف ذلك تمامًا، إذ أن التعليم البديل، أو المنزلي، يعتمد على دراسة المناهج التعليمية، بالإضافة إلى تعزيز سلوك الطفل، وأخلاقياته، وتصرفاته.

كما أن التعليم المنزلي يتيح للأهل، قدر كبير من الوقت لمتابعة سلوكيات أطفالهم، وتقويمها، والتعديل عليها إن تطلب الأمر، والعمل على تشكيل الوعي الخاص بهم، وكذلك الأفكار.

طرق تنفيذ التعليم البديل

اختلف الخبراء في تحديد الطريقة الأفضل لتنفيذ التعليم البديل في المنزل، لكن جميعهم قد اتفقوا على أن وجود خطة للمنهج الذي يناسب الطفل وعمره، شيء أساسي في هذه العملية.

ويتم تقسيم هذه الخطة في البداية إلى خطة سنوية تتناول المنهج بشكل كامل، ثم تقسيمها شهريًا، ثم أسبوعية، وهذه الطريقة تعد الأفضل في عملية التعليم البديل، وتضمن الإنجاز وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف المراد إنجازها.

سبب التعليم البديل

تختلف أسباب رغبة الأب والأم في التعليم المنزلي، من شخص إلى آخر، فالبعض قد يلجأ إليه رفضًا للتعليم التقليدي، الذي تتبعه كافة المؤسسات التابعة للدولة، ورغبةً في تطوير وتنمية مهارات الطفل بشكل حديث يتوافق مع مستجدات العالم.

وقد يكون الدافع إلى ذلك، أن يكون الطفل من ذوي القدرات الخاصة، ولا تستطيع المدرسة التي ينتمي إليها التعامل معه بشكل سليم، وأسلوب تواصل جيد، بالإضافة إلى تعرضه في الكثير من الأحيان إلى التنمر وسخرية أصدقائه، ومن هنا يطل التعليم المنزلي برأسه أمام الأهل، ويقرروا على إثر ذلك خوض هذه التجربة؛ رغبة في مساعدة وتطوير طفلهم.

أثر التعليم البديل على الطفل

قد يرغب البعض في معرفة هل للتعليم البديل أثر على الطفل؟

نعم، يؤثر التعليم المنزلى على الطفل بشكل إيجابي كبير، ومن أهم هذه التأثيرات…

• تطوير مهارات الطفل بشكل كبير، إذ يتم التركيز عليها بشكل جيد، بجانب العملية الدراسية.
• معرفة ميول الطفل في وقت مبكر، مما يساعد الأهل على تقديم منهج مناسب للطفل.
• التركيز كل فترة على سلوك ما، وتطويره، مما يجعل الطفل صاحب سلوكيات جيدة.
• يتيح للطفل معرفة ما يحب من المواد، لأنه يدرس دون قيود، وبالتالي إبداعه في هذا المجال.

سلبيات وإيجابيات التعليم البديل

ورغم قدرة التعليم البديل على تطوير مهارة الطفل، وتنميته بشكل كبير، وهو ما يعد من أهم الميزات التي يتمتع بها، إلا أن الكثيرين قد اختلفوا حول ماهيته وأسلوبه، ومن هنا اتضح للجميع أهم الإيجابيات التي يتميز بها، وأهم السلبيات التي ظهرت به.

إيجابيات التعليم البديل

• بقاء الطفل في المنزل، وسط والديه، وبيئته التي اعتاد عليها، يزيد من رغبته في التعلم وحب المعرفة.
• حماية الطفل من أشكال التنمر المختلفة، التي من الممكن أن يتعرض لها في حال دخوله إلى المدرسة، وتوفير بيئة صالحة للتعليم البديل خالية من العنف والإساءة.
• قضاء الأهل أكبر قدر ممكن من الوقت مع الطفل، أثناء عملية التعلم، مما يزيد من علاقة الترابط التي تجمع بين الطفل ووالديه.
• في بعض البلدان يعد التعليم الجيد الرسمي مكلف لبعض الأسر، مما يجعلهم يقومون بالتوجه نحو التعليم البديل، رغبة في تعليم جيد للطفل، وغير مكلف من الناحية المادية.
• يزيد من ثقة الطفل فى نفسه وقدراته، ويتيح للأهل الفرصة للتعرف على مهارات أطفالهم بشكل مباشر، ومراقبة نموهم ومعرفة ميولهم.
• يعطي للأهل فرصة أكبر في تشكيل وتوجيه وعي أطفالهم نحو الأفضل والأصح.
• يتميز التعليم البديل بحرصه على تقديم منهج يتناسب مع مستوى فكر الطفل، وميوله وما يحب.

سلبيات التعليم البديل

• قضاء وقت طويل بالنسبة للأهل، في تحضير الدروس التي يجب شرحها للطفل، ومحاولة توصيلها له في حالة غياب المعلم، وهو ما قد ينتج عنه التقصير في العديد من المهام الأخرى التي يجب تنفيذها.
• عدم امتلاك كافة الآباء والأمهات المقدرة على القيام بالتعليم البديل، والمتابعة المستمرة مع الطفل بشكل يومي.
• التزام الطفل للمنزل وفقاً للتعليم البديل، قد ينتج عنه خللاً في علاقاته الاجتماعية، نتيجة لقلة احتكاكه بالكثير من الأشخاص.
• غياب جو التنافس الجماعي الذي توفره المدرسة، مما يؤثر على تحفيز الطفل للتقدم.
• في حالة كان التعليم البديل، حيلة من الأهل لغرس أفكار وتصورات محددة بداخل عقل الطفل، أو علم ومجال معين، فقد يأتي الأمر بنتائج عكسية ومخالفة تمامًا لما تصوره الأهل عند البدء في التعليم المنزلي.
• التكلفة المادية الباهظة التي يتطلبها التعليم البديل في بعض الأحيان، لشراء خامات الأنشطة المختلفة، وهو الأمر الذي قد تعجز عنه الأسرة في بعض الأوقات.
• صعوبة التأقلم في الجامعة، وبخاصة لو كانت تتبع النظام التعليمي التقليدي، وهو الأمر الذي لم يعتاد عليه الطفل منذ بداية مراحله التعليمية.

اقتراحات لتنفيذ عملية التعليم البديل

يمكن تقسيم اليوم الدراسي في المنزل إلى عدة فترات، كل فترة معنية بمادة أو سلوك محدد.

فيمكن أن تكون الفترة الأولي مهتمة باللغة، من قواعد وإملاء، ونطق، والفترة الثانية تتناول اللغة الثانية التي يدرسها الطفل، والفترة الثالثة تهدف إلى غرس سلوك معين في الطفل، والفترة الرابعة ممارسة أنشطة تعليمية بشكل مبسط ومشوق، وهكذا يمكن تقسيم اليوم، والاستمتاع بكافة فتراته بشكل محبب وسهل.

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…