الأكزيما عند الرضع

تُعرف الأكزيما عند الرضع أنها من أكثر الأمراض التي تسبب الشعور بالضيق وعدم الراحة للأطفال، وهي عبارة عن حكة غير معدية، وتحدث عندما يكون هناك التهاب في الجلد، كما أنها عادة ما تبدأ في عمر مبكر خاصة في العام الأول من عمر الطفل، بالإضافة إلى أنها من أهم الأمراض الجلدية الشائعة بين الأطفال. 

وفي بعض الأوقات قد يكون علاج الأكزيما ليس بالأمر السهل، كما أن العلاج يختلف من طفل إلى آخر وفق حالة كل طفل، ويجب العلم أنه قد ينتج عن الإصابة بالأكزيما في بعض الحالات ظهور بؤر ملتهبة بشكل عشوائي في الجلد. 

ونظرًا إلى أهمية التعرف على هذا المرض الجلدي الهام، قررنا في هذا المقال الحديث عن أسباب الأكزيما عند الأطفال، وأهم أنواعها وأعراضها، بجانب التعرف على العديد من المعلومات الهامة الأخرى، بالإضافة إلى الإجابة عن أبرز الأسئلة الشائعة التي تتعلق بهذا الأمر. 

كيف تحدث الأكزيما عند الرضع؟ 

تتمثل المشكلة الأساسية عند الإصابة بالأكزيما في أن خلايا الجلد الموجودة بين طبقة الجلد وطبقة البشرة يقل تماسكها؛ ولذلك تصبح البشرة أكثر عرضة للتأثر بالعديد من العوامل الخارجية والتي منها الصابون والمياه، وهذه المواد تعمل بدورها على إذابة البروتينات والدهون التي تعمل على تشكيل حاجز طبيعي للجلد. 

وعقب حدوث هذا الأمر، يقوم الجلد بالالتهاب كرد فعل على العامل الخارجي المهيج، ومن هنا تبدأ أعراض الأكزيما في الظهور على جلد الطفل، والتي عادة ما تكون حكة خفيفة أو تهيج، ومن ثم تبدأ في التطور والتدهور. 

أهم أنواع الأكزيما عند الرضع 

تتعدد أنواع الأكزيما التي قد تصيب البشر، لكن هناك بعض الأنواع التي تكون هي الأكثر شيوعًا عند الأطفال، ومن أهم هذه الأنواع ما يأتي: 

1- الأكزيما الاستشرائية: عادة ما يظهر هذا النوع من الأكزيما عند الأطفال الذين ينتمون إلى عائلة لديها تاريخ عائلي من الإصابة بالربو، وهي عادة ما تبدأ في سن الرضاعة، كما أنها غالبًا أيضًا ما تكون مرتبطة بحساسية الطعام. 

كما يتميز هذا النوع من الأكزيما أنه عادة ما يظهر خلال الستة أسابيع الأولى من عمر الطفل الرضيع، ويوجد منه نوعين، هما: 

• النوع المزمن: هو النوع الذي تستمر أعراضه فترة طويلة من الوقت. 
• النوع العرضي: هو النوع الذي تظهر أعراضه وتختفي بشكل مستمر. 

ويجب العلم أن هذا النوع من الأكزيما وهو الأكزيما الاستشرائية لا يحدث في منطقة الحفاض؛ لأن الرطوبة الموجودة في هذا المكان تحول دون حدوثه. 

2- أكزيما التماس: يتميز هذا النوع من الأكزيما أنه يحدث عند اتصال الجلد بشكل مباشر مع أي مسبب من مسببات الحساسية، والتي منها “الصابون، المنظفات، العطور، المعادن”. 

أسباب ظهور الأكزيما لدى الرضع

حتى الآن يقوم العديد من المراكز البحثية حول العالم بالبحث حول السبب الدقيق وراء الإصابة بالأكزيما، وعلى الرغم من استمرار هذه الأبحاث إلا أن بعض الأطباء يرون أن هذا المرض عادة ما يكون وراثيًا، كما أن هناك احتمال يصل إلى 50% في أن يكون الرضيع أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الجلدي عند توفر تاريخ عائلي للمرض. 

ويرى فريق آخر من الأطباء أن الأكزيما تحدث نتيجة حدوث استجابة غير طبيعية للجهاز المناعي عند التعرض إلى أي مادة مهيجة، كما أن هناك بعض العوامل الأخرى التي قد تكون سببًا وراء ظهور الأكزيما، ومنها: 

1- تناول بعض أنواع الأطعمة. 

2- التعرض إلى بعض العوامل البيئية المهيجة للجلد، مثل “حبوب اللقاح”. 

3- التعرض إلى لعاب الحيوانات. 

4- احتكاك الجلد ببعض أنواع الأقمشة. 

5- حدوث تغيرات في حالة الطقس. 

6- حدوث التهابات في الجهاز التنفسي. 

7- الإصابة بالإجهاد والتعب. 

8- استخدام بعض أنواع المنظفات والمطهرات. 

إقرأ أيضًا عن: متى يشرب الرضيع الماء؟

أهم أعراض الأكزيما عند الرضع 

عقب التعرف على أنواع وأهم أسباب ظهور الأكزيما عند الرضع، يجب التعرف أيضًا على أهم العلامات التي تدل على إصابة الرضيع بهذه الحالة الجلدية، ويعد من أهم هذه الأعراض ما يأتي: 

• إصابة البشرة بالجفاف. 
• وجود احمرار في الجلد. 
• وجود بقع متهيجة على سطح الجلد. 
• الشعور بحكة شديدة في كل من “الجبين، الخد، الساق، الساعد، الرقبة، فروة الرأس”. 
• خروج صديد من الأماكن الملتهبة. 

علاج الأكزيما عند الرضع 

في حالة العمل على علاج الأكزيما لدى الرضع فإن الطفل حينها يكون بحاجة إلى استخدام بعض المرطبات التي تعمل على تهدئة الالتهاب الموجود في البشرة، بجانب العمل على استخدام الستيرويد الموضعي والذي يعمل هو أيضًا على تقليل التهاب البشرة والحد منه. 

1- مرطبات الجلد: تتميز هذه المرطبات أنها عادة ما تأتي في هيئة “كريمات، مراهم، محاليل، مواد هلامية”، وهي تعمل على جعل الجلد يشعر براحة أكبر من خلال الحد من الحكة، بالإضافة إلى أنها تعمل على زيادة ترطيب البشرة وحمايتها من الجفاف والتشقق. 

وفي بعض الأوقات قد يكون استخدام المرطبات الموضعية هو الحل الوحيد الذي يساعد في السيطرة على الأكزيما الخفيفة والمعتدلة، كما يعد من أهم خصائص هذه المرطبات: 

• تحتوي الكريمات على خليط من الماء والدهون؛ ولذلك فهي عادة ما تكون باردة على الجلد وخفيفة. 
• تعمل المراهم على بقاء الماء في الجلد فترة طويلة، لكن يُنصح بعدم استخدامها في حالة الإصابة بالأكزيما الرطبة. 

2- الستيرويدات الموضعية: يساعد استخدام الستيرويدات في السيطرة على حالة الأكزيما؛ وهذا يرجع إلى أنها عبارة عن مجموعة من الهرمونات التي يقوم الجسم بإنتاجها بشكل طبيعي، وهي تعمل على الحد من الالتهاب مع تسريع عملية الشفاء، بالإضافة إلى أنها تعمل على الحد من احمرار البشرة والحكة المستمرة. 

أهم الأسئلة الشائعة حول الأكزيما عند الرضع 

1- كيف يكون شكل الأكزيما عند الأطفال الرضع؟

عادة ما تظهر الأكزيما لدى الرضع في هيئة طفح جلدي مثير للحكة، مع وجود احمرار وتهيج في الجلد، سواء كان جلد الوجه أو فروة الرأس. 

2- هل تختفي الأكزيما من تلقاء نفسها؟

تُعرف الأكزيما أنها حالة جلدية غير معدية، وهي تحدث التهابًا في الجلد مع إصابته بالجفاف، بجانب ظهور العديد من الأعراض المزعجة الأخرى، وفي بعض الأوقات قد تختفي من تلقاء نفسها دون علاج وتدخل طبي.

وفي ختام هذا المقال، تعد الأكزيما عند الرضع من أهم الأمراض الجلدية التي قد تصيب الطفل الرضيع في عامه الأول من العمر، ولذلك يجب على الوالدين التعامل مع الأمر بحرص كبير واستشارة الطبيب المختص في حالة تفاقم الأعراض. 

المصادر: موقع “Clevelandclinic – Nationaleczema – Webmd – aad – Kidshealth“.