ارتجاع المريء عند الأطفال

يُعرف ارتجاع المريء عند الأطفال أنه عبارة عن عودة محتوى المعدة من الأحماض إلى المريء والحلق، كما أنه قد يصل إلى جوف الفم في بعض الأوقات، وعادة ما يكون هذا الأمر طبيعًا حتى إكمال الطفل عامه الأول؛ إذ أن حوالي 70 إلى 85% يعانون من هذه المشكلة؛ وهذا يرجع إلى عدم اكتمال نمو المريء بشكل كامل.  

وفي بعض الأوقات قد يتطور الأمر حتى يصل إلى مرحلة الانسداد المريئي المعوي، وهنا يحتاج الطفل إلى زيارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.

ونظرًا إلى أهمية التعرف على ارتجاع المريء عند الأطفال، قررنا في هذا المقال الحديث عن هذا الأمر بشكل تفصيلي؛ حتى يتعرف كل أب وأم على أهم أعراض ارتجاع المريء التي قد تظهر على أطفالهم، ويتعرفوا على طريقة التعامل الصحيحة مع الأطفال. 

أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال

في بعض الأوقات قد لا تظهر أعراض ارتجاع المريء، وتُعرف هذه الحالة باسم “الارتجاع الصامت عند الأطفال”، لكن في أوقات أخرى قد تظهر بعض الأعراض التي تدل على إصابة الطفل بهذا المرض، ومنها ما يأتي: 

1- حرقة المعدة واستمرارها حتى ساعتين بشكل متواصل، وعادة ما تزداد هذه الحالة سوءًا عقب تناول الطعام، وأيضًا عقب الانحناء أو الاستلقاء. 

2- عدم الرغبة في تناول الطعام، مع وجود صعوبة في البلع، بالإضافة إلى الإصابة بالاختناق في بعض الأوقات. 

3- الإصابة بنوبات الحازوقة بشكل مستمر، مع كثرة الغثيان والقيء، بالإضافة إلى الإصابة بنوبات السعال في أوقات الليل، وأيضًا مع الإصابة بالسعال الجاف. 

4- وجود رائحة كريهة في الفم، مع الشعور بطعم حامض، بجانب الشعور بالتهاب في الحلق في أوقات الصباح. 

5- كثرة التجشؤ، مع الإصابة بكل من نزلات البرد وعدوى الأذن بشكل متكرر. 

6- تسوس الأسنان مع حدث تآكل في طبقة المينا. 

أسباب ارتجاع المريء عند الأطفال 

– ارتخاء الصمام المعدي المريئي السفلي: عادة ما يكون هذا السبب من أبرز أسباب الإصابة بارتجاع المريء، حيث يُعرف الصمام المعدي أنه عبارة عن عضلة تكون موجودة في أسفل المريء، وهي تعمل على دخول الطعام إلى المعدة مع منع خروجه مرة ثانية. 

وفي حالة حدوث ارتخاء في هذا الصمام المعدي مع استمراره فترة طويلة من الوقت، فإن الحمض يقوم بالاندفاع من المعدة إلى المريء، وبالتالي تحدث حرقة المعدة وأيضًا القيء. 

– ضعف الصمام المعدي المريئي السفلي: يعد ضعف الصمام المعدي من أهم أسباب ارتجاع المريء عند الأطفال، وفي بعض الأوقات يكون هذا الصمام لا يزال ضعيفًا، ويحدث له ارتخاء في الوقت الذي يجب فيه أن يكون مغلقًا؛ وهو الأمر الذي يترتب عليه رجوع الطعام أو الحليب إلى المريء.  

– تناول بعض الأطعمة التي تزيد من حدة الأعراض: في بعض الأوقات هناك بعض أنواع الأطعمة التي تزيد من حدة أعراض ارتجاع المريء، كما أنها تؤثر على قوة عضلات الصمام المعدي المريئي، وبالتالي تسمح للصمام بالبقاء مفتوحًا فترة طويلة من الوقت. 

كما تعمل هذه الأطعمة على زيادة إفراز حمض المعدة، ومن أهم هذه الأطعمة ما يأتي: 

1- النعناع. 

2- الفواكه الحمضية. 

3- الشوكولاتة. 

4- الأطعمة الغنية بالدهون. 

5- الصلصة. 

إقرأ أيضًا عن: أسباب فطريات اللسان عند الأطفال

مضاعفات ارتجاع المريء عند الأطفال 

هناك بعض المضاعفات التي قد تحدث للطفل نتيجة إصابته بارتجاع المريء، ومنها: 

• حدوث تقرحات في المريء. 
• الإصابة بالربو. 
• حدوث تضيق في المريء. 
• الإصابة بفقر الدم. 
• حدوث التهاب في الرئتين. 
• إصابة المريء بالالتهاب. 
• زيادة الوزن. 

علاج ارتجاع المريء عند الأطفال

يعتمد علاج ارتجاع المريء على عمر الطفل والأعراض التي يعاني منها، كما أن اختيار العلاج يتوقف أيضًا على تشخيص الحالة ومعرفة مدى تقدم المرض، ويتضمن العلاج إجراء تغييرات في النظام الغذائي، مع تناول بعض العلاجات الطبية.

1- إجراء تغييرات في النظام الغذائي: 

في معظم الأوقات تساعد التغييرات التي يتم إجرائها في نظام المريض الغذائي في الحد من أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال، ويعد من أهم التغييرات التي يمكن القيام بها ما يأتي: 

• تجنب تناول الأطعمة المقلية والدهنية. 
• الابتعاد عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين. 
• تجنب تناول الحمضيات وعصائرها. 
• عدم تناول منتجات الطماطم. 
• الابتعاد عن تناول وجبات طعام كبيرة. 
• تناول وجبة العشاء قبل حلول موعد النوم بثلاثة ساعات على الأقل. 
• التخلص من وزن الجسم الزائد. 

2- العلاجات الطبية: 

تتوفر بعض أنواع الأدوية التي تساهم في علاج ارتجاع المريء عند الأطفال وتحد من أعراضه التي تحدث للأطفال، من أهم هذه العلاجات: 

• مثبطات مضخة البروتون.
• مضادات الحموضة.
• علاجات تساعد في تحسين حركة الجهاز الهضمي. 

أسئلة شائعة حول ارتجاع المريء عند الأطفال 

1- متى ينتهي ارتجاع المريء عند الرضع؟

عادة ما تتفاقم أعراض ارتجاع المريء في الأشهر الأولى من عمر الرضيع، وتصل ذروته عندما يصل عمر الرضيع إلى 6 أو 7 أشهر، لكن هذه الأعراض تبدأ بالتراجع والاختفاء بعد ذلك. 

2- هل ارتجاع المريء يسبب بلغم في الحلق؟

في بعض الأوقات قد يصاحب البلغم ارتجاع المريء، وعادة ما يكون هذا البلغم أبيض اللون ويكون رغويًا عن السعال.

3- هل اليانسون يعالج ارتجاع المريء؟

هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن تناول اليانسون له دور فعال في الحد من أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال، ويُنصح بتناوله لكن بعد استشارة الطبيب المختص. 

وفي ختام هذا المقال، يعد ارتجاع المريء عند الأطفال من أهم المشكلات التي تواجه الأطفال، لكن يمكن تدارك الأمر ومحاولة التخفيف من أعراضه من خلال إجراء بعض التغييرات في نظام الطفل الغذائي واستشارة الطبيب المختص لمعرفة العلاج المناسب. 

المصدر: موقع “ncbi – hopkinsmedicine – msdmanuals – kidshealth – emedicine“.