من أجلك زهرتي .

أول طيارة مصرية لطيفة النادي

أول طيارة مصرية لطيفة النادي؛ غيرت قاعدة أن “الطيران للرجال فقط”، وأتاحت لجميع النساء بعدها في قارة أفريقيا بشكل عام وفي مصر بشكل خاص تعلم الطيران، والالتحاق بالمدارس والجامعات المخصصة لتعليمه، بالإضافة إلى أنها تعد أول امرأة عربية أفريقية تقتحم مجال الطيران، وتحوز على رخصة لممارسته. 

إنها أول طيارة مصرية لطيفة النادي، والتي تمكنت عام 1933 من الحصول على رخصة ممارسة الطيران، وبدأت بعدها بالإقلاع والسفر إلى عدة أماكن، وكذلك المشاركة في العديد من المسابقات المحلية والعالمية، والحصول على مرتبات متقدمة.  

ولدور “لطيفة” الكبير في فتح المجال للنساء لتعلم الطيران وممارسته، وتأثيرها الكبير في هذه الناحية، قررت “زهرة” في هذا المقال تسليط الضوء على أول طيارة مصرية لطيفة النادي، والحديث عن ولادتها ونشأتها، وكيف التحقت بمدرسة تعلم الطيران، ورأى والديها في هذا الأمر، بالإضافة إلى أهم المسابقات التي قامت بالمشاركة فيها، وأهم الإنجازات التي تمكنت من تحقيقها خلال فترة حياتها. 

ميلاد أول طيارة مصرية لطيفة النادي

ولدت أول طيارة مصرية لطيفة النادي في 29 أكتوبر 1907، لوالد كان يعمل في المطابع الأميرية، بينما كانت والدتها ربة منزل، لكنها كانت طموحة جدًا ناحية ابنتها، وكانت تأمل في مستقبل جيد ومبهر لها، وهو الأمر الذي سيحدث فقط في حالة إتمام “لطيفة” تعليمها، عكس والدها والذي كان يرى أن دراسة البنت من الأفضل أن لا تتخطى المرحلة الابتدائية فقط. 

وهكذا نشأت “لطيفة” بين والد يرى أن الأفضل للفتاة هو الحصول على أقل قدر من التعليم، والبقاء في المنزل حتى الزواج، وهو الأمر الذي كان شائعًا بشكل كبير في تلك الفترة، ووالدة دفعتها نحو التفوق والنجاح، والتمسك بالحلم والرغبة في تحقيقه. 

لطيفة النادي والالتحاق بمدرسة تعلم الطيران 

مع تطور أول طيارة مصرية لطيفة النادي في العمر، قرأت ذات يوم عن الطيران، وبدأت بالبحث حول هذا المجال، وكيف يمكن الدخول إليه، وبعد فترة أبلغت والدها برغبتها في الالتحاق بمدرسة تعلم الطيران في القاهرة، فقابل والدها الأمر برفض شديد، وأغلق الموضوع، خاصة وأنها لم تكن تملك المال الكافي للالتحاق بتلك المدرسة.

لكن “لطيفة” كانت ذات إصرار وطموح كبير، فقررت الذهاب إلى “كمال علوي”، والذي كان يشغل منصب “مدير عام مصر للطيران”، وقامت بعرض الأمر عليه وأفصحت له عن رغبتها في تعلم الطيران، لكنها لا تملك أي نقود تساعدها على ذلك، فعرض عليها العمل كسكرتيرة في مدرسة تعليم الطيران، وبذلك يمكنها سداد المصروفات الخاصة بالمدرسة من خلال راتبها. 

أول طيارة مصرية لطيفة النادي
أول طيارة مصرية لطيفة النادي

وبالفعل وافقت “لطيفة” مباشرة، وبدأت بالعمل في المدرسة، كما أنها كانت تقوم بحضور دروس تعلم الطيران مرتين في الأسبوع، ودون علم والدها، وقد تمكنت من الدراسة والتدريب على أيدي مدربين مصريين وآخرين من الإنجليز، وكان يتم هذا التدريب داخل مطار ألماظة الموجود في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة. 

لطيفة النادي والحصول على رخصة الطيران  

مع اجتهاد لطيفة في كل من الدراسة والعمل في نفس الوقت، توج جهدها الكبير بالنجاح، وتمكنت في عام 1933 من الحصول على إجازة الطيران، لتحوز على لقب أول امرأة مصرية عربية أفريقية تحصل على إجازة الطيران، وكانت تبلغ من العمر حينها 26 عامًا فقط. 

لتتمكن بعدها من تحقيق حلمها الذي بذلت من أجل تحقيقه الكثير، وهو الطيران في الجو بمفردها، لكن هذا الأمر لم ينال إعجاب والدها، ولكي تقوم بإرضائه حرصت على اصطحابه معها في الطائرة، وتولت قيادتها في رحلة فوق الأهرامات والقاهرة، وبعدما رأي اجتهادها الواضح وتفوقها، صار من أكبر الداعمين والمشجعين لها. 

كما تمكنت أيضًا بعد ذلك من قيادة الطائرة في رحلة جوية بين مدينيّ القاهرة والإسكندرية، لتصبح بذلك ثاني امرأة حول العالم تقود طائرة بمفردها، إذ كانت قبل الطيران بمفردها، تقود بشكل مزدوج مع “مستر كارول”، كبير معلمى الطيران بالمدرسة التي تخرجت منها أول طيارة مصرية “لطيفة النادي”

لطيفة النادي ومؤتمر الطيران الدولي 

أول طيارة مصرية لطيفة النادي؛ وجه نادي الطيران المصري دعوة إلى مؤتمر الطيران العالمي للانعقاد في مصر؛ لمناقشة قوانين الطيران وأحواله، بالإضافة إلى عقد سباق بين عدة طيارين من دول مختلفة حول العالم باستخدام طائراتهم الخاصة، وشاركت “لطيفة” في هذا السباق، وكان السباق عبارة عن رحلة بالطائرة بين مدينة القاهرة ومدينة الإسكندرية، ورغم ضعف إمكانيات الطائرة التي كانت تقودها “لطيفة” إلا أنها كانت أول شخص يتمكن من الوصول إلى نقطة النهاية المحددة. 

لكن لجنة التحكيم والتي كانت تضم العديد من الإنجليز كان لها رأي آخر، وتم تعديل النتيجة وتغييرها. 

لطيفة النادي والتخلي عن الطيران 

بعد حصول “لطيفة” على إجازة الطيران، استمرت بالعمل كطيّارة لمدة خمس سنوات فقط، إذ تعرضت بعدها إلى حادث نتج عنه إصابتها في العمود الفقري، وهو الأمر الذي جعلها تتوقف عن الطيران بشكل نهائي، وتم تعيينها بعد التقاعد في منصب سكرتير عام نادي الطيران المصري. 

هجرة لطيفة النادي ووفاتها 

بعد تقاعد أول طيارة مصرية لطيفة النادي بفترة من الوقت، قررت الهجرة إلى سويسرا، واستقرت بها حتى تمكنت من الحصول على الجنسية السويسرية، وقد وافتها المنية عام 2002 عن عمر يناهز 95 عامًا. 

 

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…

تابع جديد موضوعات زهرة
تابع جديد موضوعات زهرة
كوني مميزة وسجلي الآن؛ لكي يصلكِ كل ما هو جديد في عالم المرأة والطفل.
يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت تريدين
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا