أهم الأحكام الخاصة بإجهاض المرأة

الأحكام الخاصة بإجهاض المرأة؛ يعد الإجهاض دون سبب واضح أو علة طبية وبإذن طبيب من أهل الثقة من الأمور المحرمة في الشرع؛ كونه يؤدي إلى قتل نفس بدون وجود أي سبب لذلك، ويرتبط بهذا الأمر بعض الأحكام الشرعية التي لابد من معرفتها وإدراكها جيدًا. 

في هذا المقال من مجلة “زهرة” سنذكر أهم الأحكام الخاصة بإجهاض المرأة، وما هي الحالات التي يجوز لها الإجهاض فيها، وآراء الفقهاء القدامى والمعاصرين. 

أهم الأحكام الخاصة بإجهاض المرأة

1- حكم إجهاض الطفل في الشرع: أجمع علماء وفقهاء المسلمين على أن واحدة من أهم الأحكام الخاصة بإجهاض المرأة، هي إجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه من الأمور المحرمة شرعًا، وغالبًا ما يتم نفخ الروح في الجنين بعد مرور مئة وعشرين يومًا، ومن ذلك ما رواه الصحابي عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يُرسل الملك فينفخ فيه الروح. 

2- حكم إجهاض الطفل قبل نفخ الروح فيه: إجهاض الجنين قبل نفخ الروح فيه من الأمور التي اختلف حولها المذاهب الفقهية، فذهب بعضهم وهم الحنفية إلى جواز إجهاض الطفل قبل نفخ الروح فيه في حالة وجود عذر أو سبب قوي. 

بينما يرى المالكية بأن إجهاض الجنين قبل نفخ الروح فيه من الأمور المحرمة ولا يجوز فعل ذلك مهما كان السبب، وفي حالة القيام بذلك تصبح الغرة واجبة وهي نصف عشر الدية. 

وهناك الرأي الثالث وهو رأي الحنابلة والشافعية، وهو أن الإجهاض قبل نفخ الروح من المحرمات، وفي حال حدوثه يجب الغرة والكفارة. 

3- متى يمكن إجهاض الجنين؟ أحد أهم الأحكام الخاصة بإجهاض المرأة، هي أنه يمكن إجهاض الجنين قبل مرور أربعين يومًا على الحمل إذا كان هناك ضرر على صحة المرأة الحامل، أو هناك مصلحة شرعية في ذلك، لكن يشترط لهذا الأمر وجود تقرير طبي من أطباء ثقات، يتضمن هذا التقرير أن بقاء الجنين يؤثر على صحة الأم، ويعرض حياتها إلى الخطر، مع العلم بضرورة اتباع كافة الوسائل المتاحة للتخلص من هذا الخطر، وجعل قرار الإجهاض هو الحل الأخير. 

4- هل يمكن إجهاض الجنين في حالة إصابته بأي تشوهات؟ عند اكتشاف أن الطفل مصاب بتشوهات ورغب الأهل في إجهاضه بعد نفخ الروح فيه، فإن هذا الأمر يعد من المحرمات؛ كونه يعد قتلًا لنفسٍ بريئة، لكن المختلف حوله هو إجهاض الجنين المصاب بالتشوهات التي تؤثر عليه عقليًا وحركيًا قبل نفخ الروح. 

إذ يرى فريق من الفقهاء المعاصرين إلى أنه يجوز إجهاض الجنين المشوه بشكل لا يمكن علاجه أو تعديله، لكن يتم هذا الأمر قبل نفخ الروح فيه، مع الحصول على تقرير من لجنة طبية موثقة بهذا الأمر، بالإضافة إلى التأكد من أن الأجهزة الطبية الموجودة لن تتمكن من علاج هذا التشوه بأي شكل من الأشكال. 

بينما فريق آخر يرى أن إسقاط الجنين المشوه حرام شرعًا؛ لأن للجنين حرمة ولا بد من احترامه، ولأن رأي الأطباء قد يكون مجرد ظنون لا أكثر. 

5- هل يمكن إجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه لخطورته على الأم؟ من أهم الأحكام الخاصة بإجهاض المرأة، في بعض الحالات قد يؤثر الجنين بعد نفخ الروح فيه على صحة الأم ويشكل وجوده خطرًا عليها، والرأي الشرعي باتفاق جمهور الفقهاء هو حرمة إجهاض الطفل في تلك الحالة مهما كان السبب؛ إذ أن إحياء نفس من خلال قتل نفس أخرى لم يرد في الشرع مطلقًا، وأن حياة الطفل وأمه متساويتان في الاحترام. 

6- رأي الفقهاء المعاصرين في حكم إجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه لخطورته على الأم: يرى بعض الفقهاء المعاصرين أن من أهم الأحكام الخاصة بإجهاض المرأة، أنه يمكن إجهاض الطفل بعد نفخ الروح فيه، في حالة ما إذا كان وجوده يؤثر سلبًا على الأم وحياتها، ويشكل خطرًا عليها في حال استمرار وجوده، واستدلوا على هذا الأمر بقاعدة “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”، وكذلك أيضًا قاعدة “إذا تعارضت مفسدتان، رُوعيت أعظمهما بارتكاب أخفهما”، بالإضافة إلى أن الأم هي الأصل، بينما الجنين هو الفرع. 

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…