أنواع خصوصية المراهق

خصوصية المراهق؛ يصيح المراهق في والدته “ماما، مش قولت قبل كده بلاش تفتشي في أوضتي وفي خصوصياتي؟”، ترتبك الأم ولا تستطيع إيجاد رد مناسب، أو ربما تبادر بالهجوم، وتصيح معللة ” ده من حقي، طول ما أنت لسه صغير ومعايا في البيت”، وبين غضب الابن المراهق وعدم تقبل الأم لخصوصية طفلها، تظل المشكلة بينهما قائمة حتى إشعار آخر. 

وفي “زهرة” حاولنا إيجاد حل لهذه المشكلة، والتي تبدأ حينما يدخل الطفل إلى مرحلة المراهقة، ويحتاج إلى بعض الخصوصية، والتي لا يحترمها الأهل في بعض الأوقات؛ نظرًا لرأيهم في أن المراهق لا يحق له التمتع بأي خصوصية، وأنه ما زال صغير السن، وفي حاجة إلى المراقبة والمتابعة الدائمة، ومن هنا يبدأ الأمر. 

ولذلك في هذا المقال من “زهرة” سنذكر لكِ عزيزتي الأم أشهر الطرق للتعامل مع خصوصية المراهق، وما أهمية تمتع طفلكِ المراهق بالخصوصية، وما هي أنواعها، وما هو مقدار الخصوصية المسموح به، وما عواقب البحث في أغراضه…

أهمية تمتع المراهق بالخصوصية

يحتاج العديد من الأطفال في سن ومرحلة المراهقة إلى الشعور بالخصوصية التمتع بها؛ رغبة منهم في تعزيز الشعور بالاستقلالية ولو بقدر بسيط لديهم، بالإضافة إلى رغبتهم في تشجيع أنفسهم بالقدرة على القيام بأي عمل مهما كان، ومن وجهة نظرهم بشكل عام، فإن التمتع بالخصوصية هو جزء ثابت ولا يتجزأ من الاستقلالية. 

ومن هنا يأتي دوركِ عزيزتي الأم، في تقديم المساحة التي يحتاج إليها طفلكِ، واحترام خصوصيته وطرق تعبيره عنها، كالجلوس بمفرده في الغرفة، كتابة المذكرات في مفكرته الخاصة، الاستماع لموسيقى ما في غرفة مغلقة، الحديث مع أصدقائه وتبادل الرسائل بشكل مستمر، فهي كلها من أشهر الطرق للتعامل مع خصوصية المراهق أشكال يستخدمها المراهق للتعبير عن استقلاليته. 

أنواع خصوصية المراهق

قد يتعجب البعض من معرفة أن للخصوصية أنواع، وخاصة عند المراهق، وهو الأمر الذي يجب فهمه بدقة، والتعامل معه بشكل جيد، وزهرة ستذكر لكِ أهم أنواع الخصوصية في فترة المراهقة…

1- خصوصية المراهق الجسدية: من أهم الاحتياجات التي لا يستطيع الفرد التخلي عنها، هي المساحة الشخصية الخاصة به، والتي يجب على الجميع تقبلها، واحترام رغبة المراهق في بعض الأوقات أو جميعها برفضه للتلامس الجسدي من أي شخص كان، فهذا من ضمن خصوصيته الجسدية، ولا يمكن لأحد تجاوزها. 

2- خصوصية الوقت: يحتاج المراهق في تلك المرحلة إلى الجلوس بمفرده لبعض الوقت، لترتيب أمر ما، أو للحديث مع صديق، أو الجلوس للتفكير في أمر يشغل تفكيره، أو الجلوس بمفرده لمجرد الجلوس، لذلك يجب على الأم فهم هذا الأمر جيدًا، واحترام خصوصية طفلها ورغبته في تخصيص وقت له، وعدم تجاوز هذه الخصوصية أو اقتحامها. 

3- خصوصية المراهق العاطفية: وهي أهم أنواع الخصوصية التي يحتاج إليها المراهق، وهي رغبته في احترام مشاعره وتقديرها، وعدم التقليل أو السخرية منها.  

مقدار خصوصية للمراهق المسموحة

أعلم أنكِ تتسائلين عزيزتي عن المقدار المسموح به من الخصوصية لطفلكِ المراهق، لكن دعيني أخبركِ أن “الشيء إذا زاد عن حده، قُلب ضده”، لذلك لا يمكن إعطاء المراهق حريته في جميع الأشياء، ودون متابعة أو مراقبة، وكذلك المساحة البسيطة الضيقة من الخصوصية تشعر الطفل بالاختناق والضيق. 

ومن هنا ترشح لكِ “زهرة”، أشهر الطرق للتعامل مع خصوصية المراهق، وهي بناء علاقة بينكما تقوم على الثقة المتبادلة، التي تسمح له بأخذ قدر من الخصوصية والاستقلالية وعليكِ احترامها، وتسمح لكِ أيضًا بمتابعته عن بعد والتدخل في بعض الحالات إذا لزم الأمر، مع التنبيه على وجوب التوضيح للطفل، بأنه كلما صار أهلًا للثقة، زادت نسبة الخصوصية التي يتمتع بها، مع بقائه أيضًا ضمن دائرة المتابعة. 

هل يمكن البحث والتفتيش في أغراض المراهق وخصوصياته؟ 

بكل الأحوال، ليس من المقبول أبدًا منكِ كأم أن تقومي بالتفتيش في أغراض طفلكِ المراهق فهي من أشهر الطرق للتعامل مع خصوصية المراهق، مهما كان السبب، إلا في بعض الحالات الخطيرة، المتعلقة بسلامة المراهق وأمنه، لكن غير ذلك يمكنكِ الحديث معه أكثر من مرة وبأساليب وطرق مختلفة، وفي حال استمراره في التهرب من الإجابة أو الكذب عليكِ، يمكنكِ في هذه الحالة البحث في أغراضه ومواجهته؛ لتقويمه وتعديل سلوكه. 

هل يحاول المراهق إرسال رسائل بشكل غير واضح لكِ؟ 

في بعض الأوقات، قد يحاول طفلكِ المراهق “الخجول” إيصال رسائل أو توضيح أمر لكِ بطريقة غير مباشرة، كأن يترك دفتر له مكان جلوسكِ مفتوحًا على صفحة ما، يقوم بمشاركة منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن رسالة لكِ، يقوم باختراع حوار أو قصة أمامكِ لتنتبهي إلى مقصده الحقيقي، لذلك حاولى التعامل مع خصوصية المراهق بذكاء، وبادري بفهم رسائله الموجهة لكِ، مع الحرص على احترام خصوصيته بقدر الإمكان. 

تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…