من أجلك زهرتي .

أشهر أنواع المشكلات النفسية عند الأطفال

هل كنت تعلم أن الفرق بين الاضطراب والشعور الطبيعي هو المَدى الذي تُصبح فيه المشاعر قوية بما يكفي لإنهاك الطفل، والتأثير في نشاطاته الاعتيادية، أو التسبب له في معاناة؟

أطفالنا هم زهور حياتنا، حاضرنا ومستقبلنا، ومن أصعب المشاعر التي تتعرض لها أي أم أن تجد على طفلها أمرًا غير مألوف، وفي الغالب تتسبب المشكلات النفسية عند الأطفال في هذه الأعراض التي لا نعرف لها سببًا.

ففي بعض الأحيان يواجه أطفالنا مشاكل نفسية، تؤثر على حياتهم اليومية، وتحد من إمكانياتهم العاطفية والسلوكية والاجتماعية، ونحن لا نعلم أن هذه الأعراض من علامات الإصابة بمشكلة نفسية معينة لدى الطفل؛ لذا لا بد أن نكون على وعي كافٍ بالمشكلات النفسية التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال؛ فهم يحتاجون إلى دعمنا ومساندتنا لتخطي هذه المشاكل والتغلب عليها؛ ليتمتعوا بصحة نفسية جيدة وحياة سعيدة.

وفي هذا المقال المقدم من مجلة “زهرة” سوف نتناول قضية المشكلات النفسية عند الأطفال، مع التركيز على أبرز هذه الحالات، بجانب ذكر أهمية التعامل معها بشكل صحيح؛ لتشجيع القارئ على الاهتمام بصحة وسلامة الأطفال نفسيًا؛ لأن أبناؤنا هم المستقبل، واهتمامنا بصحتهم أمر بالغ الأهمية، ونحن بحاجة إلى جيل قوي قادر على مواجهة التحديات والمساهمة في بناء مستقبل أفضل.

المشكلات النفسية عند الأطفال| ما المقصود بالاضطرابات النفسية التي قد تؤثر على الأطفال؟

يرتبط مصطلح “الاضطراب النفسي” بالإصابة بالمشكلات العقلية أو النفسية، كما يبرز هذا الاضطراب بظهور أعراض سلوكية أو نفسية تمثل اضطرابًا حقيقيًا يؤثر على النشاطات المتعلقة بحياة الفرد الطبيعية؛ مما يخلق حالة من الضيق أو التغير السلوكي للفرد المصاب به.

ويمكن للأطفال أن يتأثروا بالاضطرابات النفسية مثل البالغين، إلا أن نسبة الإصابة بالاضطرابات النفسية القابلة للتشخيص عند الأطفال تُمثل حوالي 20٪؛ مما يسبب لهم تغيرات سلوكية وإعاقة لأنشطتهم الحيوية وعلاقاتهم الاجتماعية مع الآخرين، ومن الاضطرابات الشائعة عند الأطفال في سن مبكر هو “التوحد”.

كما تشير الإحصائيات إلى أن الإصابة لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 إلى 17 عام تصل إلى حوالي 30٪ مع استثناءات قليلة، وتظهر أعراض المشكلات النفسية عند الأطفال والمراهقين في اضطرابات المشاعر بشكل مفرط، كالشعور بالوحدة والحزن، والغضب والشك، ومشاعر أخرى تؤثر بدورها على حياته الشخصية والاجتماعية.

ومن أبرز الاضطرابات النفسية التي تصيب الأطفال والمراهقين هي الاكتئاب واضطرابات القلق واضطرابات الأكل.

أشهر الحالات النفسية عند الأطفال

1- اضطرابات القلق:  

تعد هذه المشكلة من أشهر المشكلات النفسية الموجودة عند الأطفال، وهي تتمثل في الشعور المستمر بالقلق والتوتر الزائد بشأن أحداث معينة أو بدون سبب واضح، ويمكن أن يتعرضوا لهجمات من الهلع والرعب عند مواجهة مواقف جديدة، أو فقدانهم لشيء مهم بالنسبة لهم؛ مما يؤثر على حياتهم اليومية، ويحد من إمكانياتهم العاطفية والسلوكية والاجتماعية.

وهناك عدة أنواع من اضطرابات القلق، من أهمها:

  • اضطراب القلق الانفصالي: يحدث هذا الشعور المفرط بالقلق والتوتر عندما يكون الطفل بعيدًا عن والديه أو عن مكانه الآمن.
  • الرهاب: هو الخوف الشديد من شيء معين، كالخوف الزائد من الذهاب إلى الطبيب، أو الخوف من الحشرات والحيوانات مثل الكلاب.
  • اضطراب الهلع: هو الخوف المفرط المفاجئ عند حدوث موقف معين، والذي يصاحبه أعراضًا مثل: زيادة ضربات القلب، صعوبة في التنفس، العصبية المفرطة، أو الشعور بالدوار والتعرق الزائد.
  • اضطراب القلق العام: يكون هذا الشعور مصحوبًا بالقلق والتوتر والخوف المستمر دون سبب واضح، ويمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على قدرة الطفل على التركيز والتعلم والتفاعل مع الآخرين.
  • اضطراب اجتماعي: يحدث هذا النوع غالبًا في الأماكن العامة، وعند الذهاب إلى المدرسة، أو الأماكن التي يكثر بها وجود التجمعات.

وتعتمد طرق علاج اضطرابات القلق عند الأطفال على نوع الاضطراب ودرجته، ومن أهم الطرق المستخدمة هو العلاج السلوكي المعرفي، والذي يعتمد على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية لدى الطفل، من خلال تقديم الدعم النفسي، وتعليم التقنيات المختلفة لمواجهة القلق والتوتر.

المشكلات النفسية عند الأطفال

2- اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: 

هو اضطراب نفسي شائع، ومن أبرز المشكلات النفسية عند الأطفال، وهو يتميز بصعوبة الانتباه وزيادة الحركة والنشاط بشكل لا يمكن السيطرة عليه، كما يعاني الأطفال من السلوكيات الاندفاعية، ويتم تشخيص هذا الاضطراب في سن الطفولة المبكرة، وهو يستمر عادة حتى سن المراهقة والشباب.

وتتمثل أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في الآتي:

  • صعوبة الانتباه والتركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة.
  • زيادة الحركة والنشاط دون قدرة على السيطرة.
  • صعوبة التنظيم والتخطيط والتنفيذ للمهام اليومية.
  • صعوبة الاستماع للآخرين والتفاعل معهم بشكل فعال.
  • الانزعاج بسهولة، مع الإصابة بالتوتر والقلق.

وتؤثر أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط على الأداء الاجتماعي والعاطفي للطفل، وهي تتطلب علاجًا متعدد الجوانب يشمل العلاج النفسي والدوائي، وأيضًا التدريب السلوكي.

3- الاكتئاب من أشهر المشكلات النفسية عند الأطفال ويعاني منها عدد كبير: 

يعاني بعض الأطفال من الاكتئاب، والذي يكون سببًا رئيسيًا لهم في الحزن الشديد والشعور بالإحباط، وفقدان الشغف والاهتمام، وتتعدد أسباب اضطراب الاكتئاب عند الأطفال، بما في ذلك الوراثة والعوامل البيئية مثل الإجهاد أو التعرض للإيذاء، وأيضًا التغيرات التي تحدث في الحياة من طلاق، أو فقدان للوالدين أو الانتقال إلى مكان جديد.

كما تتمثل أعراض اضطراب الاكتئاب عند الأطفال في الآتي:

  • الحزن واليأس والتشاؤم.
  • فقدان الاهتمام والمتعة في الأنشطة اليومية.
  • الشعور بالذنب والقلق والتوتر.
  • فقدان الشهية، والنوم السيء، أو زيادة عدد ساعات النوم.
  • الشعور بالإحباط والعجز عن القيام بالمهام اليومية.

ويتطلب علاج اضطراب الاكتئاب عند الأطفال متابعة طبية ونفسية متخصصة، ويشمل العلاج النفسي عادة المشورة الأسرية والاستشارة النفسية للطفل والعلاج السلوكي المعرفي، وقد يتم أيضًا استخدام الأدوية العلاجية مثل المضادات الاكتئابية، ولكن يجب استخدامها تحت إشراف طبيب مختص.

كما يمكن للأسرة والمجتمع الذي يحيط بالطفل أن يساعدوا في تحسين الحالة النفسية له بصفة عامة، من خلال توفير الدعم العاطفي، والمساندة النفسية، والعلاقات الإيجابية؛ للحد من المشكلات النفسية عند الأطفال.

4- اضطرابات السلوك: 

تشير الاضطرابات السلوكية إلى نمط من السلوك غير العادي لدى الأطفال، وهو يتميز بالتصرفات المتطرفة أو العدوانية، مع صعوبة التحكم في الانفعالات.

ومن أمثلة اضطرابات السلوك التي تعد من أهم المشكلات النفسية الموجودة عند الأطفال ما يأتي:

  • اضطراب الانفعالات الانفجارية: هو اضطراب يحدث فيه تصرفات عدوانية متطرفة، مثل: الاعتداء على الآخرين بطريقة تسبب الأذى، أو القسوة مع الحيوانات، أو تحطيم الأشياء، وقد يصاحبه شعورًا بالحزن أو الاكتئاب.
  • اضطراب الانطوائية: هو اضطراب يتميز بالانسحاب من العلاقات والأنشطة الاجتماعية، ويمكن أن ينتج عنه الشعور بالحزن والوحدة وعدم الارتياح.
  • كسر القواعد والقوانين، مثل: أن يبقى مستيقظاً في الليل عندما يُطلب منه النوم.
  • الكذب أو السرقة، أو الإضرار بممتلكات الآخرين عن قصد، وأيضًا المراوغة.

ويعتمد علاج الاضطرابات السلوكية على النوع والشدة، والتأثير على حياة الطفل، وقد يشمل العلاج النفسي العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري، بالإضافة إلى الأدوية في بعض الحالات التي يعاني فيها الطفل من اضطرابات سلوكية مرتبطة بحالات صحية مثل اضطرابات النوم أو القلق.

5- اضطراب التحدي الاعتراضي عند الأطفال: 

هو اضطراب سلوكي يظهر في الطفولة، ومن سماته التحدي والمعارضة المستمرة للسلطة، والقواعد والمعايير الاجتماعية، ويعتبر هذا الاضطراب مرضًا مزمنًا يؤثر على التفاعلات اليومية للأطفال مع الآخرين، وقد يؤدي إلى مشاكل في العلاقات الاجتماعية والأسرية.

المشكلات النفسية عند الأطفال

وتتضمن أعراض اضطراب التحدي الاعتراضي: 

  • العصبية المستمرة، والصعوبة في التعامل مع الآخرين.
  • السلوك العدواني والتدميري، والقلق الشديد. 

وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لهذا الاضطراب غير معروف حتى الآن، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن العوامل البيئية والوراثية يمكن أن تلعب دورًا في تطور هذا الاضطراب.

ويشتمل علاج اضطراب التحدي الاعتراضي عادة على العلاج النفسي السلوكي المعرفي، والعلاج الأسري أي التفاعل بين الوالدين والطفل، وتشمل هذه الأساليب التدريب على مهارات إدارة الغضب، والتواصل الفعال، وتحسين العلاقات الاجتماعية، كما يمكن استخدام الأدوية في بعض الحالات المصابة بأعراض حادة ومزمنة.

6- اضطرابات النوم من أبرز المشكلات النفسية عند الأطفال: 

يعاني بعض الأطفال من مشكلات في النوم، مثل الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، أو الأرق وفوبيا النوم؛ مما يؤثر على صحتهم وراحتهم النفسية.

7- اضطرابات الشهية: 

تشمل اضطرابات الأكل النفسي المرتبطة بالوزن أو تناول الطعام بكثرة المعروف بـ “الشره المرضي”، حيث يشعر بعض الأطفال بنهم شديد للأكل، والبعض الآخر يشعر بفقدان الشهية، ويعرف بـ “فقدان الشهية العصبي”، وتؤدي هذه الاضطرابات إلى اختلال وظيفي عاطفي، ومضاعفات جسدية تهدد صحة وحياة الطفل.

8- من أهم المشكلات النفسية عند الأطفال اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD):

هو عبارة عن رد فعل نفسي يظهر عند الأطفال عند تعرضهم لصدمة نفسية، أو حادث مؤلم أو اعتداء، ويشمل هذا الاضطراب العديد من الأعراض النفسية والجسدية التي تؤثر على حياة الطفل، وقد تستمر لفترة من الوقت.

من أبرز أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة:

  • التفكير المستمر بالحادث أو الصدمة، وعدم القدرة على التخلص من الأفكار المؤلمة.
  • القلق المفرط والخوف المستمر.
  • الإحساس بالخوف والانفصال عن الآخرين.
  • الصداع والألم المستمر في الجسم.
  • التعب والإرهاق الشديدين.
  • الشعور بالذنب أو العار.
  • الانسحاب الاجتماعي والانعزال.
  • تغييرات في السلوك والشخصية.

وقد يستمر هذا الاضطراب لفترة طويلة من الوقت، ويؤثر على حياة الطفل؛ ولذلك يجب على الأطفال المصابين باضطرابات ما بعد الصدمة الحصول على العلاج والدعم النفسي المناسب، من خلال متخصصي الصحة النفسية والمراكز الخاصة بعلاج هذا النوع من الاضطرابات.

كما يمكن تجنب اضطرابات ما بعد الصدمة من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال، وتحسين القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة والتحديات الحياتية.

كيف يتم تشخيص الاضطرابات النفسية عند الأطفال؟

عادةً ما يتم تشخيص المشكلات النفسية عند الأطفال مثل البالغين، من خلال الأعراض التي تشير إلى إحدى الاضطرابات التي ذكرناها، ومع ذلك يعتبر التشخيص عند الأطفال أمرًا مُعقدًا، فقد يمر الطفل بفترات نمو تحدث بها بعض التغيرات السلوكية مثل الخجل والقلق ونوبات الغضب كجزء طبيعي من هذه المرحلة، لكن إذا تكررت هذه السلوكيات أو استمرت لفترة طويلة أو تسببت في اضطراب كبير عند الطفل يتم تشخيص الطفل بالاضطراب النفسي.

طرق تشخيص الاضطرابات 

  • معرفة التاريخ الطبي وإجراء فحص سريري للطفل.
  •  على الرغم من عدم وجود اختبارات مخبرية محددة لتشخيص الاضطرابات النفسية، يمكن أن يطلب الطبيب بعض الفحوصات لاستبعاد الأمراض الجسدية، مثل الأشعة السينية واختبارات الدم، وفي حالة عدم ظهور أي مرض جسدي يتم إحالة الطفل إلى طبيب نفسي للتقييم والعلاج.

المشكلات النفسية عند الأطفال

علاج الأمراض النفسية عند الأطفال

يشمل علاج الأطفال علاجًا نفسيًا، وعلاجًا دوائيًا، ويُعرف العلاج النفسي أيضًا بالعلاج السلوكي، وهو وسيلة لمعالجة مخاوف الطفل والاضطرابات النفسية لديه من خلال التحدث مع الطبيب النفسي، وهذا النوع من العلاج يساعد الطفل في التعرف على حالته وفهم مشاعره، كما يساعده في التعبير عن أفكاره وسلوكياته بشكل أفضل.

بالإضافة إلى ذلك يتيح العلاج النفسي للطفل تعلم كيفية الاستجابة للمواقف الصعبة، وتطوير مهارات التكيف الصحية.

العلاج الدوائي

بالإضافة إلى العلاج النفسي، ﻗﺪ ﻳﻮﺻﻲ الطﺒﻴﺐ باستخدام العلاج الدوائي في بعض الحالات حسب تقييم الطبيب وحالة الطفل، وقد تكون الأدوية ضرورية في هذه الحالة للتحكم في أعراض معينة أو لتحسين التوازن الكيميائي في الدماغ، ومن أمثلة هذه الأدوية، اﻟﻤﻨﺸﻄﺎت أو ﻤﻀﺎدات اﻠﻘﻠﻖ أو ﻣﺜﺒطﺎت اﻟﻤﺰاج.

في خاتم المقال، يجب على الوالدين والمربين متابعة حالة أطفالهم بشكل جيد، والانتباه لأعراض المشكلات النفسية عند الأطفال، وتقديم الدعم اللازم لهم في حالة وجود أيٍ من هذه المشكلات لديهم، كما يجب البحث عن المساعدة اللازمة من المختصين في حالة تفاقم الأعراض.

واعلمي عزيزتي الأم أن التربية الإيجابية الصحيحة لطفلكِ ستساعدكِ كثيرًا على تجنب أغلب المشكلات المشكلات النفسية عند الأطفال وتحجيمها، فاحرصي دائمًا على التحلى بالصبر والهدوء، وعلمي طفلكِ كيف يتعامل مع المشكلات والتحديات الحياتية؛ لكي تصنعي منه فردًا بأمة.

المصادر: موقع (CDCmayoclinicwebmd).

تابع جديد موضوعات زهرة
تابع جديد موضوعات زهرة
كوني مميزة وسجلي الآن؛ لكي يصلكِ كل ما هو جديد في عالم المرأة والطفل.
يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت تريدين
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا