خطيبة النساء | أسماء بنت يزيد
لُقبت بـ خطيبة النساء؛ لشدة فصاحتها وبلاغتها في الكلام، فكانت تنوب عنهن في مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم، تسأله عن العديد من الأمور الخاصة بهن، أسلمت مع قدوم رسول الله إلى المدينة وهجرته إليها، كما كان لها دور كبير في السؤال عن حقوق النساء وما يخصهن من أمور.
هي الصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد، الخطيبة المفوهة، والتي روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث، وقد جمعها به الكثير من المواقف، وكانت دائمة الحرص في التعرف على كافة أمور دينها.
في هذا المقال من مجلة “زهرة” سنذكر أهم المعلومات التي وردت في سيرة هذه الصحابية الجليلة، وأبرز مواقفها مع رسول الله، وحتى وفاتها رضى الله عنها.
نسب ونشأة خطيبة النساء أسماء بنت يزيد
هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصارية الأوسية الأشهلية، وهي تكون ابنة عمة الصحابي الجليل معاذ بن جبل، بالإضافة إلى أن نسبها يلتقي مع الصحابي الجليل سعد بن معاذ في جدهما امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.
وقد تربت السيدة أسماء في أسرة قدمت الكثير والكثير من أجل الإسلام؛ إذ قد استشهد والدها في غزوة أحد، وكذلك عمها “زياد بن السكن”، وفي غزوة أحد أيضًا استشهد أخوها “عامر بن يزيد” عقب دفاعه عن رسول الله وحمايته من المشركين.
الدخول في الإسلام
أسلمت قبل هجرة رسول الله إلى المدينة المنورة، وكان ذلك على يد الصحابي مصعب بن عمير، وقد شهدت بيعة الرضوان في مكة، وكانت أول من بايع رسول الله في تلك البيعة.
وكانت السيدة أسماء شديدة الحرص على تعلم أمور دينها، وكان العديد من نساء المسلمين يذهبن إليها يطلبن منها سؤال رسول الله عن بعض الأمور الخاصة بهن، وبالفعل كانت تذهب إلى رسول الله وتسأله عن هذه الأمور، ولذلك لُقبت السيدة أسماء بخطيبة النساء، وقد شهدت خطيبة النساء غزوة خيبر مع رسول الله.
مناقب ومميزات أسماء بنت يزيد
تميزت خطيبة النساء السيدة أسماء بالعقل الراجح والتفكير السليم، كما تميزت بالشجاعة الشديدة؛ حتى أنها قد شاركت مع رسول الله في العديد من الغزوات، والتي كان منها “غزوة الخندق، غزوة الحديبية، وغزوة خيبر”، كما أنها قد شهدت معركة اليرموك، ومما ورد عن شجاعتها في تلك المعركة، أنها قد اقتلعت عمود خيمتها وقتلت به تسعة من جنود الروم.
وقد رُوى أنها أول من نزل فيها عدة الطلاق، فقد ورد عنها أنها قالت: طُلقت على عهد رسول الله، ولم يكن للمطلقة عدة حينها، فأتى قول الله تعالى:”وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ”، كما أنها قد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث، والتي يصل عددها إلى حوالي 81 حديثًا.
مواقف أسماء بنت يزيد مع رسول الله
تعددت المواقف التي جمعت خطيبة النساء السيدة أسماء مع رسول الله؛ لكن يظل من أشهرها أنها قد أتت رسول الله ذات مرة وهو بين أصحابه، فقالت له: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل إذا خرج حاجًا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفما نشارككم في هذا الأجر والخير؟
حينها نظر رسول الله إلى أصحابه، وقال لهم: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من من هذه؟، فقال الصحابة: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فقال رسول الله حينها إلى السيدة أسماء: افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفكِ من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله، فانصرفت فرحة مسرورة.
وفاة أسماء بنت يزيد
توفيت السيدة أسماء خطيبة النساء تقريبًا عام 70 من الهجرة، وقد دُفنت في دمشق.
تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…