من أجلك زهرتي .

اضطراب فرط الحركة

يعد فرط الحركة أحد أهم الاضطرابات النفسية، ويتم استخدام هذا المصطلح في وصف حالة نفسية عصبية تظهر عادةً في مرحلة الطفولة، ويتضمن هذا الاضطراب نمطًا ثابتًا من السلوكيات غير المناسبة مثل “عدم الانتباه، النشاط الزائد، والاندفاع في مختلف البيئات كالمنزل أو المدرسة”؛ وكافة هذه الأعراض تؤثر سلبًا على الأداء الأكاديمي والاجتماعي وأيضًا المهني للمصاب.

وفي هذا المقال سوف نُسرد لكم كافة المعلومات الهامة المتعلقة باضطراب فرط الحركة؛ بما في ذلك تعريف الاضطراب والمسميات الأخرى له، وأيضًا الأسباب والأعراض، والتشخيص والعلاج اللازم له.

تعريف اضطراب فرط الحركة

يعد فرط الحركة والمعروف أيضًا باسم اضطراب فرط الحركة وفرط الانتباه (ADHD) هو اضطراب عصبي يؤثر على القدرة على التركيز والانتباه، ويسبب فجوة بين مستوى الانتباه والنشاط في الأداء اليومي مقارنة بالأفراد العاديين في نفس العمر، ويعتقد أن فرط الحركة يحدث نتيجة لعوامل متعددة، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية.

ما هي المسميات الأخرى لاضطراب فرط الحركة؟

المرض المعروف بـ “فرط الحركة وفرط الانتباه”، أو “اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط”، له العديد من المسميات البديلة الأخرى، وهي:

  • أفتا.
  • قصور الانتباه وفرط الحركة.

أسباب اضطراب فرط الحركة

لا توجد أسبابًا واضحة ودقيقة لحدوث اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، لكن هناك عدة عوامل قد تلعب دورًا في زيادة احتمالية حدوثه، وتتمثل هذه العوامل في النقاط التالية: 

فرط الحركة

1- التاريخ العائلي: هناك دلائل تشير إلى أن وجود أحد أفراد العائلة الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يزيد من احتمالية وجوده لدى أفراد آخرين في العائلة.

2- التعرض للسموم: بعض الدراسات تشير إلى أن التعرض للمواد السامة مثل “الرصاص” في الطفولة قد يزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب.

3- التعرض لإصابات أثناء الحمل أو الولادة: قد تؤثر بعض العوامل التي تحدث أثناء فترة الحمل أو الولادة على الطفل، كما أنها تساهم في زيادة احتمالية حدوث اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لديه.

4- البيئة الاجتماعية والتربوية: قد تؤثر الظروف الاجتماعية والتربوية في البيئة المحيطة بالفرد مثل “التعرض المبكر للضغوط النفسية أو العاطفية” على تطور اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

ويرجى ملاحظة أن هذه العوامل ليست سببًا مباشرًا لحدوث الاضطراب، وإنما قد تزيد من احتمالية حدوثه لدى الأفراد الذين يكونون عرضة لهذه العوامل.

ما هي أنواع الاضطرابات المصاحبة لاضطراب فرط الحركة؟

يمكن تصنيف الاضطراب إلى أنواع مختلفة استنادًا إلى الأعراض الرئيسية التي تظهر عند الفرد، ومنها:

1- تشتت الانتباه: تظهر أعراض تشتت الانتباه عند المصابين باضطراب زيادة الحركة بشكل ملحوظ، كما أن نسبة ظهور هذه الأعراض تكون أكثر لدى الإناث مقارنة بالذكور.

2- فرط الحركة والاندفاعية: يظهر لدى المصابين أعراض فرط الحركة والاندفاعية بشكل بارز، وتكون نسبة ظهور هذه الأعراض أكثر لدى الذكور مقارنة بالإناث.

3- النوع المشترك: يتميز هذا النوع من المصابين بظهور أعراض كل من تشتت الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية بشكل متساوٍ؛ ويُعتبر هذا النوع هو الأكثر انتشارًا، وقد تظهر كافة الأعراض بنفس الدرجة تقريبًا.

أهم الأعراض المصاحبة لاضطراب فرط الحركة

تظهر عدة اضطرابات لدى الأفراد الذين يعانون من اضطراب زيادة الحركة وتشتت الانتباه، وتؤثر على حياتهم بشكل ملحوظ؛ ويعد من أهم هذه الاضطرابات:

1- صعوبات التعلم: يمكن أن يزيد هذا العرض من صعوبة فهم المصطلحات، والحفاظ على الترتيب، والتعامل مع الأوامر أو الطلبات، ويعتبر عسر القراءة وعسر الحساب من أكثر الصعوبات شيوعًا بين هؤلاء الأفراد.

2- اضطراب العناد الشارد أو اضطراب التحدي الاعتراضي: يتميز المصابون به بزيادة في الجدال والغضب ورفض اتباع القواعد؛ مما قد يؤدي إلى مشاكل في العلاقات الشخصية والمهنية.

3- الاضطرابات المزاجية: مثل الاكتئاب والهوس واضطراب ثنائي القطب، والتي تتسم بتقلبات حادة في المزاج والشعور.

4- اضطرابات القلق: يعاني المصابون بها من قلق مفرط تجاه مختلف الأمور اليومية، ويمكن أن يتطور هذا القلق إلى نوبات ذعر.

كما قد يظهر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أيضًا مع اضطرابات أخرى، مثل “طيف التوحد – ومتلازمة توريت”، بالإضافة إلى الاضطرابات المشابهة مثل “اضطرابات النوم واضطرابات الغدة الدرقية”.

وهناك أيضًا بعض الأعراض الأخرى، والتي تشتمل على:

  • ضعف العلاقات الاجتماعية وصعوبة تكوينها.
  • عدم الاهتمام بالنظافة والمظهر الخارجي.
  • حب الإبهار ولفت الانتباه.
  • ضعف الثقة بالنفس.
  • الفوضى.
  • الإلحاح.

إقرأ أيضًا عن: حساسية الطعام

ما هو التشخيص الدقيق لاضطراب فرط الحركة؟

عادة ما يتم التشخيص الدقيق لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من خلال عملية شاملة، وهي تتضمن الخطوات التالية:

1- الفحص السريري: يتضمن الفحص السريري تقييم الأعراض والتاريخ الصحي للشخص، بما في ذلك أي مشاكل صحية أو عوامل مؤثرة أخرى قد تؤثر على التصور الشامل للحالة.

2- جمع المعلومات: يتضمن جمع معلومات حول التاريخ العائلي للشخص، وأي تجارب ماضية أو أحداث قد يكون لها علاقة بالأعراض الظاهرة.

3- استخدام مقياس التقدير: يُستخدم مقياس تقدير اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، مثل “مقياس كونر”؛ وهو أداة تقييم تستخدم لتقدير درجة الاعتلال بالاضطراب.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتضمن التشخيص التقييم النفسي والاجتماعي، والاستشارة مع متخصصين مختلفين، مثل طبيب نفسي أو اختصاصي تطوير الطفل؛ وذلك للحصول على رؤى متعددة حول الحالة وتحديد الخطة العلاجية الأمثل.

أهم مضاعفات اضطراب فرط الحركة

تشمل المضاعفات المحتملة لاضطراب زيادة الحركة وتشتت الانتباه ما يلي:

  • الفشل وسوء الأداء الدراسي والمهني.
  • الوقوع في مشاكل قانونية أو ارتكاب الجرائم.
  • كثرة الوقوع في حوادث السيارات وغيرها.
  • تعاطي وإدمان المخدرات والخمور.
  • تدهور الصحة النفسية والعقلية.
  • توتر العلاقات الاجتماعية.
  • محاولات الانتحار.

وهذه العوامل تبرز أهمية الوعي بالتدابير الوقائية والعلاجية المناسبة للتعامل مع اضطراب زيادة الحركة وتشتت الانتباه.

فرط الحركة

العلاج اللازم لاضطراب فرط الحركة

يشتمل العلاج عادة على ثلاثة أنواع رئيسية من العلاجات التي تعمل معًا لتحقيق أفضل النتائج، وهم:

1- العلاج الدوائي وهو يشتمل على:

  • الأدوية المنشطة: تساعد على تحفيز الناقلات العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى تحسين التركيز والتحكم في السلوكيات.
  • الأدوية غير المنشطة: تعمل على تقوية المستقبلات الكيميائية في الدماغ؛ لتحسين القدرة على التركيز وتقليل الحركة الزائدة والاندفاعية.

2- العلاج السلوكي والتربوي: يركز هذا النوع من العلاج على تعديل السلوكيات السلبية، وتعزيز السلوكيات الإيجابية من خلال توجيه الأهل وتدريبهم على استخدام استراتيجيات تربوية وسلوكية فعالة.

3- التدخل التعليمي: يشمل تخصيص بيئة تعليمية ملائمة لاحتياجات الشخص المصاب بالاضطراب، وتوفير دعم إضافي وتكييفات تربوية؛ لمساعدته على تحقيق النجاح في الدراسة والتعلم.

ويُعتبر العلاج الدوائي فعالًا في التحكم في الأعراض الرئيسية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، لكنه يكون أكثر فعالية عندما يتم استخدامه بالتزامن مع العلاج السلوكي والتربوي، ويتم تخصيص العلاج الأمثل لكل حالة بناءًا على احتياجات الفرد، وشدة الأعراض، وأيضًا استجابته للعلاجات المختلفة.

الأسئلة الشائعة 

1- هل فرط الحركة مرض خطير؟

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ليس مرضًا خطيرًا، لكن العديد من جمعيات الطب النفسي تقوم بتصنيفه على أنه أحد أهم الأمراض شيوعًا في مرحلة الطفولة، وقد يؤثر بشكل سلبي كبير على المصابين به. 

2- هل فرط الحركة من أعراض التوحد؟

نعم، إذ أن هناك علاقة ما بين زيادة الحركة والتوحد؛ وهذا يرجع إلى أن المصابين باضطراب طيف التوحد قد يصابون أيضًا بفرط الحركة، ويمكن حدوث العكس أيضًا. 

3- متى ينتهي مرض فرط الحركة عند الأطفال؟

عادة لا يوجد سن محدد ينتهي عنده هذا الاضطراب، لكن كلما تم اتباع برنامج علاجي مناسب لحالة الطفل المصاب، كلما كانت احتمالية الشفاء في سن صغير أكبر، كما أن الالتزام بالبرنامج العلاجي يعد من أهم العوامل التي تساهم في تحسن حالة الطفل وتخلصه من هذا الاضطراب. 

وختامًا، يعد اضطراب فرط الحركة من الاضطرابات النفسية الشهيرة التي يُصاب بها الأطفال، وهو ليس مرضًا خطيرًا، لكنه يحتاج إلى برنامج علاجي مناسب حتى يتمكن الطفل من التعامل والتفاعل بشكل طبيعي، والاندماج مع المجتمع دون أي عوائق. 

المصادر: موقع “NimhHealthlineMedlineplusWikipediaMayoclinic“.

تابع جديد موضوعات زهرة
تابع جديد موضوعات زهرة
كوني مميزة وسجلي الآن؛ لكي يصلكِ كل ما هو جديد في عالم المرأة والطفل.
يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت تريدين
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا