أعراض حساسية اللاكتوز عند الأطفال
أعراض حساسية اللاكتوز عند الأطفال؛ تعد حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال هي أحد الحالات التي يصعب فيها هضم اللاكتوز، وهو عبارة عن السكر الطبيعي الموجود في الحليب ومنتجات الألبان الأخرى.
حيث تؤدي هذه الصعوبة إلى ظهور أعراض هضمية وغير هضمية قد تكون مزعجة لهذه الفئة العمرية، ويعتمد تشخيص هذه الحالة على القيام مجموعة من الاختبارات والتحاليل، بالإضافة إلى أعراض حساسية اللاكتوز عند الأطفال التي تظهر فيما بعد.
لذلك في هذا المقال سنعرض لكم كافة المعلومات المتعلقة بهذا المرض؛ والتي تتضمن التعرف على حساسية اللاكتوز، والأسباب التي تؤدي إلى وجود هذه الحساسية، وأيضًا أعراض حساسية اللاكتوز عند الأطفال، مع معرفة كيفية تشخيص الحالة، والمضاعفات التي من الممكن أن تظهر، إضافةً إلى معرفة طرق العلاج اللازمة لها.
لكن في البداية دعونا نتعرف على ما هي حساسية اللاكتوز…
أعراض حساسية اللاكتوز عند الأطفال | ما هي حساسية اللاكتوز؟
حساسية اللاكتوز المعروفة أيضًا بالإنجليزية باسم “Lactose Intolerance” هي حالة مرضية تتسم بعدم قدرة الجسم على هضم سكر اللاكتوز، أو سكر الحليب الموجود في منتجات الألبان، ويرجع ذلك إلى نقص أو غياب فعالية إنزيم اللاكتيز.
وتنتج هذه الحساسية في الغالب عن خلل وراثي يظهر في فترة الطفولة، وهذا على الرغم من أن هذه الحالة شائعة بين البالغين أيضًا؛ كما ينتج عنها مجموعة من الأعراض المزعجة، مثل “الانتفاخ، وآلام البطن، وأيضًا الغازات”.
وعلى الرغم من الاختلاف الواضح بين حساسية اللاكتوز وحليب البقر إلا أن البعض قد يخلط بينهما؛ حيث يتفاعل الجهاز المناعي مع البروتينات الموجودة في الحليب في حالة حساسية الحليب؛ مما يسبب أعراض الحساسية.
أما في حالة عدم تحمل اللاكتوز، فإن الأعراض تنتج عن وجود اللاكتوز غير المهضوم في الجهاز الهضمي، وليس بسبب رد فعل مناعي.
أسباب حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال
رغم أن حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال نادرة الحدوث، وغالبًا ما تظهر في سن البلوغ، إلا أنها قد تحدث وفقًا لمجموعة من الأسباب، والتي تشتمل على:
1- نقص إنزيم اللاكتيز “Hypolactasia”: هو اضطراب وراثي شائع؛ حيث يعاني حوالي 70% من الأشخاص المصابين بحساسية اللاكتوز من هذا النوع، كما أنه يحدث عندما يبدأ إنزيم اللاكتيز في الانخفاض تدريجيًا، وعادةً ما تظهر الأعراض بعد سن الخامسة، وتكون واضحة في مرحلة المراهقة.
2- نقص اللاكتاز الخلقي “Congenital Lactase Deficiency”: هو أيضًا يعد واحدًا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى وجود حساسية اللاكتوز، كما أنه يعد اضطراب وراثي نادر يولد فيه الرضع بدون إنزيم اللاكتاز تمامًا.
3- عدم تحمل اللاكتوز الثانوي: يحدث هذا السبب نتيجة وجود اضطراب في الجهاز الهضمي، مثل التهاب المعدة والأمعاء، والذي يمكن أن يتسبب في أضرار مؤقتة لبطانة المعدة والأمعاء الدقيقة.
4- نقص اللاكتاز النمائي: من الممكن أن يولد بعض الأطفال بمستويات منخفضة جدًا من إنزيم اللاكتيز، وخصوصًا إذا وُلدوا قبل موعدهم بأكثر من 6 أسابيع؛ حيث أن هذا يؤدي إلى حساسية اللاكتوز المؤقتة عند الرضع، والتي تختفي تدريجيًا مع تقدمهم في العمر.
كما أن الإصابة بمرض السيلياك يمكنه أيضًا أن يتسبب في وجود حساسية اللاكتوز، وعادةً ما يكون هذا النوع مؤقتًا ويتحسن بعد بضعة أسابيع، وأيضًا قد تتسبب بعض الأدوية في عدم تحمل اللاكتوز المؤقت.
عوامل الخطر للإصابة بحساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال
من عوامل الخطر التي تتسبب في الإصابة بهذا النوع من الحساسية، ما يلي:
1- وجود تاريخ عائلي لحساسية اللاكتوز.
2- الولادة المبكرة؛ حيث يمكن أن تكون حساسية الرضع من اللاكتوز في هذه الحالة مؤقتة وتختفي مع مرور الوقت.
أعراض حساسية اللاكتوز عند الأطفال
تُسبب حساسية اللاكتوز مجموعة متنوعة من الأعراض، وتعتمد شدة أعراض حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال على كمية منتجات الألبان المستهلكة وكمية اللاكتيز التي ينتجها الجسم.
وتبدأ أعراض حساسية اللاكتوز عند الأطفال عادةً بعد ساعة إلى ساعتين من تناول منتجات الألبان، وتتضمن ما يلي:
- من أولى أهم أعراض حساسية اللاكتوز عند الأطفال هي انتفاخ البطن، مع وجود الغازات.
- أيضًا من أعراض حساسية اللاكتوز عند الأطفال هي النمو غير الطبيعي والبطيء.
- حكة حول منطقة الشرج هي أيضًا أحد أهم أعراض حساسية اللاكتوز لدى الأطفال.
- القيء والغثيان.
- الإسهال المائي.
- ألم ومغص في البطن
- التجشؤ المتكرر.
- سوء التغذية.
ومن الجدير بالذكر هنا أن أعراض حساسية اللاكتوز لدى الأطفال يمكن أن تكون مزعجة وتؤثر على نوعية حياة الأطفال والرضع، ومن المهم التشخيص المبكر لتحديد العلاج المناسب لها.
إقرأ أيضًا عن: أسباب التبول اللاإرادي عند الأطفال
كيف يتم تشخيص حساسية اللاكتوز؟
يتم تشخيص حساسية اللاكتوز من خلال تقييم العلامات والأعراض التي تظهر على المريض، بالإضافة إلى بعض الفحوصات الطبية التي يطلبها الطبيب، وهي:
1- اختبار تحمل اللاكتوز: يتم إعطاء المريض محلولًا يحتوي على اللاكتوز لشربه، ثم يتم فحص مستوى اللاكتوز في الدم بعد مرور ساعتين، وإذا كانت النسبة مرتفعة، فهذا يدل على أن الأمعاء لم تهضم اللاكتوز بشكل صحيح، مما يشير إلى الإصابة بحساسية اللاكتوز.
2- اختبار هيدروجين التنفس “Hydrogen Breath Test”: يتناول المريض محلولًا يحتوي على اللاكتوز، ثم يتم قياس نسبة الهيدروجين في التنفس بعد فترة، ومن المفترض أن تكون نسبة الهيدروجين منخفضة، ولكن إذا كانت مرتفعة فهذا يشير إلى عدم هضم سكر اللاكتوز في الأمعاء.
3- التنظير: يمكن للأطباء استخدام التنظير لفحص الأمعاء من الداخل، وخلال هذا الإجراء يتم إدخال أنبوب طويل مزود بمصباح وكاميرا صغيرة من الفم إلى الأمعاء لفحصها والكشف عن أي علامات تشير إلى حساسية اللاكتوز.
مضاعفات حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال
أولًا مضاعفات قصيرة الأمد:
- نقص السوائل والجفاف: يمكن أن يصاب الأطفال الذين يعانون من نقص حاد في إنزيم اللاكتيز بالجفاف بسبب الإسهال المتكرر؛ مما يؤدي إلى فقدان السوائل من الجسم.
- سوء التغذية: إذا لم يتم تشخيص حساسية اللاكتوز وعلاجها مبكرًا، قد يؤدي ذلك إلى سوء التغذية لدى الأطفال، حيث لا يتمكنون من امتصاص العناصر الغذائية الأساسية بشكل صحيح.
ثانيًا مضاعفات طويلة الأمد:
- نقص الكالسيوم: تجنب جميع منتجات الألبان يمكن أن يؤدي إلى نقص في مستويات الكالسيوم الضروري لصحة العظام؛ وهذا قد يؤدي إلى مشاكل في النمو لدى الأطفال، وضعف وهشاشة العظام لدى البالغين.
- ضعف النمو: الأطفال الذين لا يحصلون على كميات كافية من الكالسيوم والفوسفات من منتجات الألبان قد يعانون من مشاكل في النمو والتطور؛ مما قد يؤدي إلى تأخر في النمو أو مشكلات صحية أخرى مرتبطة بالعظام.
- هشاشة العظام: البالغون الذين يتجنبون منتجات الألبان بدون تعويض الكالسيوم من مصادر أخرى قد يعانون من هشاشة العظام؛ مما يزيد من خطر الكسور والإصابات.
الوقاية من حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال
1- المكملات الغذائية: لتعويض نقص الكالسيوم يمكن تناول المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب.
2- الأطعمة البديلة: يمكن تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل:
- الأسماك.
- اللوز.
- البروكلي.
- الخضراوات الورقية.
- منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز.
3- الرعاية الطبية المستمرة: من الضروري جدًا متابعة الحالة مع الطبيب؛ وذلك لضمان الحصول على العناصر الغذائية الضرورية والحفاظ على صحة العظام.
يمكن تجنب المضاعفات الخطيرة لحساسية اللاكتوز من خلال التشخيص المبكر، واتباع نظام غذائي متوازن، وتعويض العناصر الغذائية الأساسية.
وإليك بعض النصائح للتعايش مع حساسية اللاكتوز:
- تناول مكمل إنزيم اللاكتيز قبل تناول منتجات الألبان مباشرة، ويمكنك الحصول عليه في شكل قطرات أو أقراص.
- تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الخالية من الألبان والغنية بالكالسيوم، مثل “البروكلي – الفول – التوفو، وحليب الصويا”.
- تناول الزبادي الذي يحتوي على خمائر نشطة؛ وذلك لسهولة هضمه وتقليل احتمال تسببه في أعراض حساسية اللاكتوز.
- قراءة ملصقات الطعام لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على اللاكتوز، والانتباه إلى بعض الكلمات المتعلقة بالألبان، مثل “الزبدة – الجبن – والحليب المجفف”.
- تناول أطعمة أخرى خالية من اللاكتوز في نفس الوجبة لتباطؤ عملية الهضم وتجنب المشاكل.
- تناول الأجبان الصلبة مثل الشيدر التي تحتوي على نسبة أقل من اللاكتوز.
- اختيار الحليب القليل اللاكتوز أو الخالي من اللاكتوز.
- شرب العصائر والمشروبات المدعمة بالكالسيوم.
هذه النصائح قد تساعد في تخفيف الأعراض، وتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز.
علاج حساسية اللاكتوز عند الرضع والأطفال
أولًا الإدارة والتكيف الغذائي
1- تحديد مقدار اللاكتوز المقبول: يجب على الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز الأولي تحديد كمية اللاكتوز التي يمكنهم تحملها عن طريق زيادتها تدريجيًا، حيث يمكنهم تناول كميات صغيرة من الحليب أو منتجات الألبان وزيادتها ببطء لمعرفة حد التحمل الشخصي.
2- تناول الحليب مع الوجبات: تناول الحليب مع الطعام قد يساعد في تقليل أعراض حساسية اللاكتوز عند الأطفال، حيث يعد الحليب كامل الدسم أو الحليب بالشوكولاتة أفضل من الحليب منزوع الدسم، وأيضًا الأطعمة السميكة، مثل:
- الزبادي.
- الجبن الصلب، مثل “الشيدر، إيدام، أو بارميزان”، وغالبًا لا يسبب مشاكل للكبار.
3- الحليب الخالي من اللاكتوز: يتوفر حليب خالي من اللاكتوز كبديل، ولكن يجب التأكد من أنه غني بالكالسيوم لأنه قد يحتوي على عناصر غذائية أقل من حليب البقر.
4- مكملات اللاكتيز: يمكن شراء مكملات إنزيم اللاكتيز من الصيدليات، وتناولها مع منتجات الألبان؛ فهذه المكملات قد تكون مكلفة ولا تناسب جميع المرضى.
ثانيًا علاج عدم تحمل اللاكتوز الثانوي
1- إيقاف تناول منتجات الألبان مؤقتًا: عند الأطفال الأكبر سنًا، يمكن إيقاف تناول منتجات الألبان لفترة قصيرة؛ حتى يتعافى الجهاز الهضمي.
2- علاج الإسهال الشديد: في حالات الإسهال الشديد الناتج عن حساسية اللاكتوز، قد يلزم العلاج بالسوائل الوريدية، وينصح الأطباء عادة بالاستمرار في تناول حليب الأم أو الحليب الصناعي أو حليب البقر للأطفال المصابين بالتهاب المعدة والأمعاء، ولكن قد يوصى بسحب اللاكتوز مؤقتًا في بعض الحالات.
3- الحليب الصناعي الخالي من اللاكتوز: للحالات الشديدة يتوفر حليب صناعي خالٍ من اللاكتوز، ولكنه عادة ليس ضروريًا.
4- تقليل فرصة الإصابة بعدم تحمل اللاكتوز النمائي: يمكن إطعام الأطفال تركيبة تحتوي على نصف تركيز اللاكتوز أو حليب الأم؛ وذلك لتقليل فرصة إصابتهم بعدم تحمل اللاكتوز النمائي.
وختامًا، تتضمن إدارة حساسية اللاكتوز تحديد الكميات المقبولة من اللاكتوز، والتكيف أيضًا مع الخيارات الغذائية المناسبة، مع استخدام المكملات عند الحاجة، وتقديم الحليب الخالي من اللاكتوز في الحالات الشديدة.
أهم الأسئلة الشائعة
1- كيف أعرف أن طفلي عنده حساسية من اللاكتوز؟
تتضمن العلامات والأعراض الخاصة بعدم تحمل البروتين الحليبي أو عدم تحمل اللاكتوز مشاكل في الهضم، مثل الانتفاخ، الغازات، والإسهال بعد تناول الحليب أو المنتجات التي تحتوي على الحليب.
2- كم تستمر أعراض حساسية اللاكتوز؟
يستغرق الطعام من 6 إلى 10 ساعات للوصول إلى الأمعاء الغليظة بعد تناوله، ثم يحتاج من 24 إلى 36 ساعة إضافية للانتقال عبر الأمعاء الغليظة. لذا، قد تظهر الأعراض لمدة تصل إلى يوم أو يومين بعد تناول اللاكتوز.
3- هل حساسية الحليب هي نفسها حساسية اللاكتوز؟
يعتقد الكثيرون أن حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز هما نفس المشكلة، لكنهما في الواقع مشكلتان مختلفتان في الجهاز الهضمي، حيث أن إحداهما أكثر حدة من الأخرى.
4- ما الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز عند الرضع؟
تختلف حساسية الحليب عن حساسية اللاكتوز:
- حساسية الحليب تحدث عندما يتفاعل الجهاز المناعي مع بروتينات الحليب، مثل بروتين الواي والكازين، ويظهر رد الفعل التحسسي بعد تناول الحليب للمرة الثانية.
- حساسية اللاكتوز لا تشمل تدخل الجهاز المناعي، بل تحدث بسبب عدم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز نتيجة نقص إنزيم اللاكتاز.
المصادر والمراجع: موقع “Nationwidechildrens – Childrens – Kidshealth – Chop – Urmc“.