أحكام النساء خلال فترة الحيض
تعد فترة الحيض من الفترات الصعبة التي تمر بها المرأة كل شهر، وترتبط بها العديد من الأحكام الشرعية التي لا يمكن للمرأة الجهل بها أو إغفالها، بل لا بد من البحث والعلم بكافة الأمور والأحكام الشرعية المرتبطة بتلك الفترة، وتخفيفًا عليها في فترة الحيض، فإن الله عز وجل قد حرّم عليها بعض العبادات التي تحتاج إلى بعض المشقة وجهاد النفس.
ومن خلال هذا المقال من مجلة “زهرة” سنذكر أهم أحكام النساء خلال فترة الحيض، وما هي الأمور المحرمة بالنسبة لها في تلك الفترة، بالإضافة إلى التعريف بمفهوم الحيض أولًا.
تعريف الحيض
يتم تعريف الحيض في اللغة على أنه السيلان، بينما يتم تعريفه شرعًا على أنه دم يصيب المرأة، وهو ينزل من أقصى الرحم في غير موعد الولادة، ودون مرض، ويتميز بأنه يأتي في وقت محدد من كل شهر، وما يميزه هو لونه الأسود والرائحة الكريهة الخاصة به.
كما يصاحب نزول هذا الدم الشعور بألم تتفاوت شدته من امرأة لأخرى، وقد اختلف الفقهاء في تحديد أطول وأقل مدة له، فالرأي الأول من الفقهاء وهو رأي الحنفية يرى أن أقل مدة للحيض هي ثلاثة أيام بلياليها، بينما أكثر مدة له هي عشرة أيام بلياليها.
بينما الرأي الثاني وهو رأي المالكية أن الحيض لا توجد مدة أقل له، لكن أطول مدة له هو خمسة عشر يومًا، ويرى الشافعية والحنابلة أن أقل مدة للحيض هي يوم وليلة، بينما أطول مدة له هي خمسة عشر يومًا، لكنه في الغالب يكون فقط سبعة أيام.
ما يحرم على المرأة خلال فترة الحيض
توجد بعض الأمور التي يتم تحريمها على المرأة خلال فترة الحيض، وهذه الأمور هي…
1- الصلاة: خلال فترة الحيض يحرم على المرأة أن تصلي حتى انتهاء فترة الحيض، والتأكد من هذا الأمر؛ لأن وجود الدم يفسد صحة الصلاة، ومن ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: إذا أقبلت الحيضة، فدَعى الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنكِ الدم وصلي.
2- الصيام: أثناء فترة الحيض لا يجوز للمرأة الصوم باتفاق العلماء والفقهاء، سواء كان هذا الصيام فرضًا أو على سبيل النافلة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حاضت المرأة لم تُصلِ ولم تصم.
3- الحج: إذا ذهبت المرأة لأداء فريضة الحج، وجاءها الحيض هناك، فإنها تقوم بأداء كافة أركان الحج عدا الطواف، ومن ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة أنها قالت: قدمتُ مكة وأنا حائض، ولم أطف بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، فشكوتُ ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: افعلي كما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري.
ويجب التنبيه إلى أن ما يسقط عنها في تلك الفترة ولا بد من إعادته بعد الطهر، هو طواف الإفاضة، إذ تقوم بأدائه بعد انتهاء فترة الحيض.
4- حمل المصحف: يحرم على الحائض مس المصحف أو حمله خلال فترة الحيض، وهذا باتفاق جميع فقهاء المسلمين، لقول الله عز وجل: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)، بينما يمكن حمله في حالة الضرورة كالتعلم مثلًا من خلال حائل.
5- الدخول إلى المسجد: خلال الحيض لا يجوز للمرأة الدخول إلى المسجد والجلوس فيه وهذا باتفاق جميع العلماء، إلا إذا كان هناك ضرورة قد اقتضت هذا الأمر.
6- الجماع: لا يجوز جماع المرأة الحائض خلال فترة الحيض وهذا بإجماع واتفاق العلماء؛ لقول الله عز وجل: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ).
وفي حال فعله عمدًا فإن هذا الأمر يعد كبيرة من الكبائر، وتجب الكفارة في تلك الحالة، والمقدرة بنصف دينار من الذهب، أو دينار كامل على سبيل الصدقة.
7- قراءة القرآن: إذا حاضت المرأة يرى بعض الفقهاء أنه يحرم عليها قراءة أي شيء من القرآن الكريم، بينما يرى البعض الآخر أنه من الأمور المنكرة في تلك الفترة، وقد أجازه البعض قلبيًا دون تلفظ، وقد أجاز الإمام مالك للحائض قراءة القرآن مطلقًا وهو خلاف رأي الجمهور.
8- الطلاق: خلال الحيض لا يجوز تطليق المرأة، وما يوافق ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضى الله عنه أنه قد طلق امرأته وهي حائض، فذكر والده عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مره فليراجعها، ثم ليطلقها طاهرًا.
ما يتم استدراكه من العبادات بعد انتهاء فترة الحيض
خلال فترة الحيض يحرم على المرأة أداء بعض العبادات، ويوجد منها ما يجب إعادته بعد الطهر من الحيض، ومنها ما لا تقضيه المرأة.
1- الصلاة: بعد انتهاء فترة الحيض لا يلزم المرأة إعادة الصلاة التي فاتتها أثناء مدة الحيض، وهذا باتفاق وإجماع العلماء.
2- الصيام: أجمع العلماء على وجوب أداء الأيام التي أفطرتها المرأة بسبب الحيض خلال أيام الصيام المفروضة.
3- طواف الإفاضة: إذا حاضت المرأة خلال الحج فلا يجوز لها القيام بطواف الإفاضة، بل تنتظر حتى تطهر من الحيض، وبعدها تعيد طواف الإفاضة.
تابعونا على صفحة الفيسبوك من خلال الضغط هنا…